الفتى الذي نجى

178 13 5
                                    


في ليلة غامضة من ليالي الخريف، كانت عائلة بوت تستعد لاستقبال ضيف جديد في حياتهم الصغيرة. آرثر بوت، رب الأسرة، كان يجلس بجانب الموقد وهو يحتسي كوبًا من الشاي الدافئ. زوجته، إيزابيل، كانت تجلس على الأريكة، ويدها تستقر بحنان على بطنها المتضخم، حيث كان الجنين يركل برفق. الطفل الآخر، يوهان، البالغ من العمر سنة واحدة فقط، كان نائمًا في سريره الصغير، مغلفًا ببطانية ناعمة ومشاعر الأمان.

"أشعر أن هذا الطفل سيكون مميزًا، آرثر"، همست إيزابيل بابتسامة على شفتيها.

آرثر ابتسم بدوره، وكانت عيناه تتلألآن بالفخر والفرح. "أنا واثق من ذلك، عزيزتي. نحن سنكون عائلة قوية وسعيدة."

لكن السعادة كانت قصيرة الأمد، فقد كانت الظلال تتحرك في الخارج، والغابة المحيطة بالمنزل تهتز بصمت غريب. فجأة، انفجر الباب الأمامي بصوت مدوي، وتحولت الليلة الهادئة إلى كابوس.

وقف هناك، في مدخل المنزل، اللورد فولدمورت. عيونه الحمراء المتوهجة كانت تتلألأ بشدة، وجسده النحيل كان يكسوه ثوب أسود يرفرف حوله كأنه جزء من الظلام نفسه.

"آرثر بوت"، قال فولدمورت بصوت بارد ومخيف، "لقد حان وقت النهاية."

آرثر قفز على قدميه وحاول الوصول إلى عصاه السحرية، لكنه كان بطيئًا جدًا. فولدمورت رفع عصاه، وألقى بتعويذة قاتلة بسرعة البرق. ضوء أخضر اخترق الغرفة، وسقط آرثر على الأرض بلا حراك، عيونه الفارغة تلمع في ضوء النار.

إيزابيل صرخت، وحاولت حماية بطنها والركض إلى يوهان، لكن فولدمورت كان أسرع. بحركة بسيطة من عصاه، ألقت إيزابيل على الأرض بجانب زوجها. تمتم فولدمورت بتعويذة القتل، وغمرت الغرفة بالضوء الأخضر مرة أخرى. سقطت إيزابيل، ولكن عيونها بقيت مفتوحة، مثبتة على السقف، فيما كانت يدها ما زالت على بطنها.

فولدمورت الآن التفت نحو السرير الصغير، حيث كان يوهان يستيقظ ببطء من نومه بسبب الضوضاء. عيونه الصغيرة كانت تنظر في حيرة وبراءة إلى الرجل الغريب.

اقترب فولدمورت من السرير ورفع عصاه مرة أخرى. لكن، بينما كان يستعد لإلقاء تعويذته القاتلة، شيء غريب حدث. يوهان، بدون أن يفهم ما يحدث

ألقى فولدمورت تعويذته، "أفادا كيدافرا!"، لكن بدلًا من أن تصيب الطفل، ارتدت عليه. انفجر ضوء أخضر قوي، و اختفى اللورد فولدمورت

في إحدى ليالي الشتاء الباردة، كان ألباس دمبلدور يتجول في شارع هادئ ومظلم في مدينة صغيرة تدعى "ريدلي هول". كانت الأنوار الخافتة للمصابيح القديمة تلقي بظلال طويلة على الأرصفة المغطاة بطبقة رقيقة من الثلج، والرياح الباردة تعصف بالأشجار العارية، فتتراقص أغصانها الهزيلة في الظلام.

كان دمبلدور يرتدي عباءة طويلة من اللون الأزرق الداكن، مزينة بنجوم ذهبية صغيرة تتلألأ كلما تحرك. مشى بخطوات هادئة ولكنها حازمة، وملامحه كانت تفصح عن تأمل عميق. وبينما كان يسير، ظهر صوت فجائي خلفه، صوت خفيف ولكنه حازم.

يوهان: الفتى المختارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن