نادت البروفيسورة ماكجونال بصوتٍ قوي وواضح: "يوهان بوت!"
في تلك اللحظة، توقف كل همسٍ في القاعة الكبرى، والتفتت الأنظار جميعها نحو الفتى الذي عرفه الجميع باسم "الفتى الذي نجا". لم يكن أحد يعرف الكثير عنه سوى أنه نجا من الموت في ظروف غامضة، وكانت ندبته التي على شكل ثعبان على يده اليسرى علامة فارقة ميزته عن الجميع. حتى بين طلاب السنة الأولى، كان هناك شعور بالخوف والتقدير يحيط به.
تقدم يوهان بوت بخطوات مترددة نحو الكرسي الخشبي القديم في مقدمة القاعة. كانت الطاولات الأربعة ممتلئة بالطلاب الذين يحدقون به، وكل واحدٍ منهم لديه توقعاته وآماله حول المكان الذي ستضعه فيه القبعة السحرية. بدا أن الصمت في القاعة قد أصبح ثقيلًا، وكأن الجميع حبسوا أنفاسهم في انتظار النتيجة.
جلس يوهان على الكرسي، والشعور بالقلق يغمره. بدا وكأن كل عين في القاعة تراقبه. كانت اللحظة قد حانت لمعرفة مصيره، مصير سيحدده المنزل الذي ستختاره القبعة له. ببطء، وضع البروفيسور ماكجونال القبعة السحرية على رأسه.
فور أن لامست القبعة رأسه، أحس يوهان بشيء غريب؛ كأنها كانت تفحص أعماقه، تبحث في أفكاره ومشاعره، تستكشف ذكرياته وأمانيه. مرت لحظات من الصمت داخل رأسه، ثم سمع صوتًا ناعمًا داخل عقله، صوت القبعة التي كانت تحادثه مباشرة.
"هممم..." تمتمت القبعة، وكأنها تحاول حل لغز معقد. "ما لدينا هنا؟ شجاعة... نعم، هناك شجاعة هنا. لكن أيضًا... طموح كبير. رغبة في القوة والمعرفة، قوة لا تأتي من أي مكان عادي."
مرت الثواني وكأنها ساعات، وبدأ يوهان يشعر بتزايد التوتر داخله. هل ستختاره القبعة لجريفندور، مثل الكثير من الأبطال قبله؟ أم أن سيلذرين، المنزل المشهور بطلابه الطموحين والمخادعين، هو المكان الأنسب له؟
"أرى الكثير في داخلك..." همست القبعة. "رغبة قوية في القوة، طموح لا يعرف الحدود. أنت تبحث عن المعرفة، وتسعى للسيطرة... تلك هي صفات سيلذرين..."
شعر يوهان بتصاعد حدة التوتر داخله. كان يعرف أن سيلذرين يحمل سمعة مخيفة، مليئة بالسحرة المظلمين والأشرار. ولكن في نفس الوقت، كان يعرف أن هناك شيئًا بداخله يتجاوب مع تلك الكلمات، شيء يتفق مع القبعة.
"إذاً، هل أنت مستعد؟" قالت القبعة بنبرة حازمة أخيرًا. "إذا كنت تطمح للقوة... فليس هناك مكان أفضل لك من... سيلذرين!"
في تلك اللحظة، ارتفعت القبعة عن رأسه وأعلنت النتيجة بصوتٍ عالٍ: "سيلذرين!"
عمت القاعة صدمة مفاجئة، تلتها همسات مفاجئة وتعليقات صاخبة. الطلاب في طاولة سيلذرين بدأوا في التصفيق، وبعضهم كان يبتسم بارتياح، والبعض الآخر بتشكك. أما يوهان، فقد وقف من الكرسي وقد ملأه شعورٌ مختلط بين الارتياح والخوف. كانت هذه هي البداية لمغامرة جديدة، مغامرة لا يعلم إلى أين ستأخذه، لكن شيئًا ما في داخله كان يعلم أنها ستكون أكثر تعقيدًا مما يتوقعه الجميع.
أنت تقرأ
يوهان: الفتى المختار
Fantasiaماذا لو تغير الزمن و اختار فولدمورت شخص آخر بدال هاري بوتر ماذا سيحدث ؟ © جميع الحقوق محفوظه لكاتبه جي جي رولينج