قصه باكي

16 2 1
                                    


في صباح اليوم التالي، كانت أجواء هوجورتس تعج بالحركة والضوضاء كالمعتاد. الطلاب يندفعون بين الفصول والقاعات، ولكن خلف أبواب غرفة البروفيسور دامبلدور، كان هناك اجتماع خاص يدور. على مكتبه المليء بالكتب القديمة والزجاجات المتلألئة، جلس ألباس دامبلدور بهدوء بينما دخلت امرأة راقية إلى الغرفة. كانت ترتدي رداءً أزرقًا داكنًا، وتضع على رأسها قبعة صغيرة مزينة بزهرة فضية. كانت تلك رانيا ماليستر، امرأة ذات ملامح قوية وشخصية لا تعرف الاستسلام.

"ألباس، علينا أن نتحدث بخصوص باكي." بدأت رانيا بصوت حازم، بينما جلست أمامه. كانت كلماتها تحمل قلقًا عميقًا، لكن في عينيها بريق من التصميم. "لا يمكنني السماح لابني بالبقاء هنا. لقد رأيت ما حدث له. هوجورتس ليست المكان المناسب له."

نظر دامبلدور إليها بتروٍ، وعيناه الزرقاوان العميقتان تلمعان خلف نظارته الهلالية. كان يعلم أن هذا اللقاء لن يكون سهلاً، ولكنه كان مصممًا على الدفاع عن قراره. "السيدة ماليستر، أفهم قلقك كأم، ولكنني أؤمن بأن هوجورتس هو المكان الذي يجب أن يكون فيه باكي. هنا، يمكنه أن يجد الدعم والتوجيه الذي يحتاجه."

تحركت رانيا بتوتر في كرسيها، وقالت بحدة، "ولكنه يعاني، ألباس. تلك الندبة... إنها تذكره بكل شيء سيء حدث له. أنا لا أستطيع تحمل رؤيته يتألم بهذا الشكل."

ابتسم دامبلدور ابتسامة خفيفة، وقال بصوت هادئ لكنه قوي، "الجروح التي نحملها، سواء كانت ظاهرة أو خفية، هي جزء من قصتنا. باكي لديه قوة داخلية، وأنا أؤمن بأنه يمكنه التغلب على ما يواجهه. لكن يجب أن يمنح الفرصة للتعلم والنمو. إنه يمر بمرحلة صعبة، لكن مغادرة هوجورتس لن تحل مشكلاته، بل ستزيدها."

كانت رانيا على وشك الرد، ولكنها توقفت، مدركةً أنه لن يغير رأيه. كانت كلمات دامبلدور تحمل حكمة عميقة، ولكنها لم تستطع قبول الفكرة بسهولة. "أنت تضع الكثير من المسؤولية على كاهله، ألباس. آمل أن تكون على حق."

وقفت رانيا بهدوء، تاركة دامبلدور يجلس وحيدًا مرة أخرى. غادرت الغرفة متجهة نحو قاعة رافلنكو حيث كان ابنها ينتظرها. كانت ملامحه متعبة، وعيناه تعكسان حزنًا عميقًا. عندما اقتربت منه، رفعت يدها لتلمس تلك الندبة التي امتدت من زاوية فمه، لكن باكي تراجع بسرعة، محاولاً تجنب لمستها.

"لا تلمسيني!" صاح باكي بصوت مخنوق. كانت الندبة تذكره دائمًا بلياليه المظلمة، ومواجهة مشاعره كان أمرًا يفوق قدرته على التحمل. أمسك حقيبته بشدة وانطلق خارج القاعة، عازمًا على الابتعاد عن كل شيء، عن ذكرياته، وعن ألمه.

كان يوهان، الذي كان يراقب المشهد من بعيد، يرى كيف أن الألم كان يطغى على وجه باكي. بدأ يشعر بالقلق عندما رأى صديقه يبتعد بسرعة نحو الأبراج العالية في هوجورتس. شيء ما في حركة باكي ونظراته جعله يدرك أن هناك خطبًا ما، فتبعه على الفور.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 24 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

يوهان: الفتى المختارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن