Part 2

411 16 1
                                    

شهقت  بصدمه من عرفت بإنها قصيدة الشجّـاع السهّف الاولى واللي اشتهر فيها قفلت الدفتر تبدل لبسها باستعجال وتاخذ جلالها تنزل بخطّى ساهيه تعرف مّدى حُب اختها لفهد لكن ماتوقعّت بإنها ممكن تحتفظ بأشعار غيّره ..التفتت العنود عليها:علامش خلود
اقتربت تحط القهوه بالدله تنطق بهدوء عكس ضجيج افكارها:امي وينها
كانت تحّط البسبوسه في السلّه واقتربت منها تاخذ دلة القهوه:سبقتتا علامك مو على بعضك
هزت راسها بالنفي تطلع من المطبخ:مافيني سهرانه امس وشكله جااني ارهاق
طلعت العنود باستعجال تلف طرحتها وتلبس عبايتها :اجل سرينا تأخرنا
طلعُو من بيتهم متوجهين لبيت أم ريان اللي كانت ريحّة بخورها وقهوتها منتشره فالمكان ..دخلُو خلود والعنود بابتسامه :السلام عليكم يا اهل الدار
وقفت زينَـه ترحّب وتهلي فيهم:ياهلا والله وعليكم السلام ورحمة الله اسفرت وانورت
ابتسمت العنود تقترب منها تسلّم عليها بحراره:شلونتس خالتي عساك طيبه
بادلتها السلام الحّار تاخذ من يدها الصينيه:الحمدلله بخير انتي علومتس يمه
ابتسمت تشيل طرحتها:والله الحمدلله طيبه
اقتربت منها خلود تسلم عليها:كيفك خالتي
زينه:الحمدلله طيبه انتي شلونتس
ابتسمت :الحمدلله بخير
التفتت زينه:تفضلو للحُوش الخارجي
ابتعدو عنها يمشون للحوش والتفتت العنود للغرفه الخارجيه تهمس :غرفته
دقّتها بكوعها:بنت اعقلي لو تشوفش امي ذبحتك
حطت عباتها بيدها:اسمعي روحي وقولي اني رحت دورة المياه
مسكّتها بخوف تلتفت وراها:بنت انهبلتي
سحبت العنود يدها تمشي لناحية غرفته وتناظر حُولها بارتباك ومن شافت مافيه أحد فتحت غرفته تدخل بخُوف تشوف اغراضه البسيطَـه واثاث غرفته اللي تميِـل للرسميه اقتربت من سريره تطلع ورقه وتحطها تحت مخدته ..وتطلع من غرفته باستعجال وخُوف من انه احد يشُوفها
الريَـاض الساعه٥:٣٥ مساءً
قصر «ذياب بن فهيد»
كاان جالس في مكتبه يقلب الاوراق بين كفوفه بتفكير واندمااج ماحّس بدخولها واقترابها منّه تبُوس خده بدلع:الحلُوو زعلان
التفت عليها بصدمه يناظر للباب:متى دخلتي
جلست على مكتبه تميل براسها لّه لاجل يناظرها:ذيابِــي زعلت علي
تكّى بيده على الطاوله يناظرها بقلّة حيله:يابابا يا حبيبتي انا ما احب هالحركات الصبيانيه لو جيتي لمكتبي هنا وقلتي ابي اتوظف احط الشركه وكل الحلال تحت رجُولش لاكن تحطيني بالموقف المحرج قدام عمّك سعد هذا اللي زعلني
رفعت كفُوفها تمسح لحيته بابتسامه:يازيين الجنُوبي والله خلاص والله اسفه واعتذر وحقك علي ونا تهّورت لاني كنت زعلانه
مسّك كفها يقربه ويبُوسه بحنيه:خلاص صفينا
ضحكت بدلع تبتعد عنه وبمراوغه مُذهله تنطق:يعني سفرة باريس تم
رفع حواجبه يرفع اصبعه بتهديد:بنت وش سفرته
ابتعدت عنه تستندعلى الباب وتنطق باستعجال:لاجل مشروعي احتاج فيه عطورات فرنسيه اصليه ونا ودي اختار التركيبه بنفسي
هز راسه بالرفض:ومين بيروح معاك انا معااي اشغال وبسافر الشهر الجاي للجنوب يعني لازم اخلص شغلي لشهرين قداام
رفعت اكتافها تنطق بزعّل تحاول إنه تأثر عليه بنبّرة صوتها:تكفّــى يبه وعاادي بروح مع خالي سياف وخالتي لولوه تكفى تكفى
اقتربت منه تحاوط عنقه من الخلف وتميل راسها بجانب راسه:يالله يابو ذيااب انت كريم ونا استاهل
ضحّك على حركاتها اللي ماتفشّل بإنها تسيطر عليه فيِها:بشرط تعتذرين من صمود
كشّرت بملامحها بملّل ونرفزه لاكنها حاولت تعّدل نبرتها:تمام ولك اللي تبيه ياعيُوني الثنتين وضّي عيووني
التفت عليها باستنكار:لالا اجل هالسفره مهمه دامك تنازلتي لاجل تعتذرين بعدين كلامك اليوم بتتحاسبين عليه لاكن بالوقت المناسب
ضحكت بدلع ترمي له بُوسه:بباي دادي
طلعت من مكتبه تنزل تشُوف تجهيزاتها لاستقبال خواتها وبناتهم جلست على الكنبه تناظر حُولها باستفزاز ومن طلعت صمود وقفت تقترب منها :بكلمك بموضوع
ضحكت باستهزاء تجلس رجل على رجل:زين اللي تنازلتي تتكلمين معاي
قلّبت عيونها بعصبيه:استغفرلله بس المهم اسمعيني زين الحين مثل الاموره تطلعين عند ابوي تقوليه له اني اعتذرت منك وانتي اصلاً تخسين اعتذر منك وان ماسويتيه تتذكرين اخر استقبال لك وش سويت فيِك هالمره بسوي الاخس منّه لاكن لو رحتي وقلتي اني اعتذرت اليُوم بتنازل لكُم واجلس معاكم واعطيكم من وقتي الثمين
تناظرها تشُوف بعيونها التحّدي اللي لطالما خسّرت فيه ولاتقوى عليها ،تفكر بكلامها حرف حرف تعرف بإنه بصالحها لو كسبتها بصفها وكلهم يشُوفون قُربهم من بعض،ابتسمت توقف :تمام بس بشرط
وقفت المهَـا تنتظر تسمع شرطها:ايش
صمُود بابتسامه:ابيك توضحين للكل بإن علاقتنا حلوه ولك اللي تبيه
ابتسمت تلعب بخصلة شعرها وتبتعد عنهـا تنطق باستفزاز:امم اوكي
ابتسمت صمود تطلع الدرج تتجه لمكتب ذياب ناويه بإنها توهمه بالصلح اللحظي لاجل تعّدي هالليله مثل ماخططت لها من ايام،دقت الباب تسمع قبوله بالدخول فتحت الباب تبتسم بسعاده:حبيبي للآن غاارق بين الاوراق
ابتسَـم يشيل نظارته الطبيه :اشغال والله اعذريني
اقتربت منه وسحّبها لحضنه يقّبل عنقهّـا بنعُومه:انتي كل يُوم تحلوين اكثَـر ما اتفقنا
كانت نبضات قلبها تتسارع بجنُون من كلامّه العذب ولمساته اللي تبّث بداخلها كِل مشاعر الحُب اللي عمرها كله فقدته ومالقته الا بين احضانه وتحت كنفّه :ولا اتفقنا انك يُوم عن يُوم تخليني اشتاق لِك اكثر
رفع يده يخلل اصابعه بين خصلات شعرها وينّـاظر عيُونها بحُب:اوعدك بس اخلص من هالشغله اعوضك ونكرر شهر عسلنا مره ومرتين وثلاث
ابتسمت بإمتنان تبُوس خده بخفه:حبيبي ماتقصر والله المهم انا جيتك عشان اقولك شي استغربته
عقد حجاجه ينتظرها تكمِل:تخيل المهَـا جات تعتذر مني واسلوبها متغير يعني خلاص زعلّك عليها بطلّه بعدين قلت لك اللي بيني وبين المهَـا لاتدخل فيه احنا بنفسنا راح نحلّه مع الوقت لان صراحه مابيها تتحسس وتقُول إني غيرتك عليها
شدها لحضنه مو مستوعب بإن قلبها هالكثر ابيض وان بالرغم من افعال المهَـا الا إنها كانت تسكّت وتعدي :والله إنك خير ماخترت اصيِله وبنت اجاويد
بادلته الحُضن لدقايق تحّس بالتوهج بروحها تهمِـس بسعاده:إنت ريف عُمري بعد السنيِن الغابره
ابستم يشوفها توقف تعدل شكل فستانها اللي ارتفع ورفعت نظرها له ينطِق بصّوت شاااعري:
أثر صدق الغلا يجبر حطاام الخاطر المكسور
وانا مهما منحتك من غلااي اشعر بتقصيري
ابتسمّت بحّرج تحس بكلماته اللي تلعّب بكِل خلايا قلبها،تحس معاه وكأنها بنت العشرين ولذتهّا ماكأنها اللي عاشت عُمرها كلّه بين الذّل والاهانه،رفعت كفها تمرّره على دقنه تهمس بصُوت مرتجّف:لاتتركنِـي
يشُوف بعيونها الضعف ونبّرة الانكسار ووقف يقترب منها ياخذهّـا بحضنه يمسح على شعرها بهدوء ،ودهّ يشيل الخوف اللي انزرع بداخلها ويبّدله بالأماان وده لو ينزع كل رجفّه بداخلها لشعُور الراحه لاكنِـه ماقوى سنين يحّاااول لاكنه لازال يشُوف الخوف والارتباك يشُوف انعدام الامان وتزعزع الشعُور،ابعدها عنه يحاوط وجهها بكفُوفه:ماقلت لك مايفرقنا الا المّوت
رفعت كتُوفها بانهزام وخُوف لإن الكلام اللي كانت تزرعه بداخلها المهّـا تمكّن منها ،تتذكر كل كلمه وكل جرح زرعته بداخلها بإنها مجرد نزوه ومجرد لعبه فأي وقت بينهيها واكبر دليل إنه يمنع حملهّـا من ٥ سنين،تنهدت بضيِـق تنطق بارتباك:ليه ماتبيني احمّل
ابتعد عنها خطوه لإنه ماتوقع هالسؤال بهاللحظه ماتوقع بإن عدم امانها لإنه رافض منها الضنى :انتي روحي الحين لايجون ضيوفك وانتي ماجهزتي بعدين نتناقش بهالموضوع
ابتعدت عنه تطلع من غير ماترد عليِـه تطلع جناحهم تجلس على سريرها ونبضات قلبها تتسارع وعيُونها تغرق بدمُوعها التفتت لصوت دق الباب تسمع نداء المهّـا:يبه موجود؟
وقفت بعصبيه تفتح البَـاب ولازالت دمُوعها على خدهّـا ،وكان منظرها صاعق بالنسبه للمهّـا إنها تشُوف دموع صمُود لأول مره ولسبب مجهُول دبّ الخوف بقلبها:فيك شي؟
رفعت كفُوفها بعصبيه:اي فيِـني ،فيني إنك نزعتي كل ثقه بداخلي وجردتيها مني خليتيني اخااف من ان ذياب يتركني خليتيني اخااف ارجع للجحيم اللي هربت منه سنين مين انتي ميييين انتي عشان تخليني احس هالاحساس ممييين انتي
كانت تصرخ فيها وتضرب صدرها بعنف وجنُون ،التفتُو على صوت ذياب :علامكم
التفتت المهّـا بخوف :مدري وش فيها
ناظر ذياب صمُود اللي تبكي بإنهيار تحاول إنها تتماسك لاكن كان انفجارها من بعد ايييام طويله مُخيف ..صرخ بعصبيه يقترب من صمود:والله يا المهّـا ان تندمين والله لا اخليك تبلعين لسانك وقبل تنطقين الكلمه تفكرين فيها مره ومرتتييين
ارتمت بحضنه تبكِي:تعبتني ياذياب تعبتني من كلامها الساام وتهديداتها تعبتني والله
كانت واقفه هااديه رغم مشاعرها اللي اضطربت وحسّت بالتهديد من كلامها ومن تصديق ابُوها لها ..:روحي لاخوالك وسافري من عندهم عيني لاتشوفك
لانت ملامحها بصدمّه وبانت ابتسامة شماته:تطردني؟
عطاها ظهره يدخل بصمود للغرفه ويقفل الباب وراه بعصبيه ولا استحملت إنه تسكت تفتح الباب بقسوه تصرخ بعصبيه:دامك اتهمتنيي باطل ليه ما اخليه صدق انتي انسانه كذابه ودموعك هذي دموع تماسيح اللي ابوي مدري كيف انخدع فيها يا كذابه وعلى فكره انا ماقلت لك الا الحقيقه وصدقيني ان هالشي مارح يطوللل والله مايطول وقولي المهّـا ماقالت يامشفوحه
ابتعد ذياب عن صمود يقترب منها يمسكها من يّدها بعنف يجّرها لغرفتها تسمع صراخه وكلامه اللي يسّم البدن لأول مره تسمع كلاام جارح هالكثر من ابوها تسمع صراخه وبهاللحظه سمعت صُوت أم صمُود تحاول إنها تهديهم .
قفل عليها الباب والتفتت للباب بصّدمه من فعلّه ومن اللي صار وهاللحظه ادركت بإن كل اللي صار كان من تحت راس صمود وبإنه ماكانت تبي الا انها تزعزع الامان والقُرب اللي بينها وبين ابُوها تبي ترسخ ببالهم بإن علاقتها هي وايُوها منتهيّه ..وقفت تدخل غرفتها تمسح دمعتها اللي تمردت عليها تلبس افخّم فساتينها وتقترب تحط ميكب وتختمّها بروج احمّـر ..ابتعدت تناظر شكلها بابتسامه لبست كعبها وطلعت تنزل الدرج وصُوت كعبها يترنّح بالمكان وبابتسامه:يالله إنك تحيي آل فالح
التفتت حُولها ماتشوف اي اثر لصمُود وأُمها وابتسمت بخُبث:اعذرونا على الاصوات بس ابوي وعمتي متهاوشين بس تصير شوي وتجي
جلست رجل على رجل تاخذ فنجال القهوه اللي مّدته لها الخادمه تشرب منه بابتسامه بإن كل شي اقتلب عليها ..التفتت لصُوت اخت صمُود تتسائل:اخبارك المهّـا
ابتسمت تترك الفنجال:بخير قبل لا اشُوف وجيهكم تدخلون هالبيت لاكن ماعليّه كلها مسأله وقت وانتو كلكم تنطردون من هالباب ولا تشوفونه الا باحلامكم
نزلت صمود منصدمه من كلامها وهمسات خواتها وخالاتها :المهّـا احترمي اهلي
وقفت تترك الفنجال على الطاوله:معليش ياحبيبتي بس قلت لهم انك انتي وابُوي متهاوشين بس عادي تصير مع المتزوجين ولا -غمزت بعيِـنها ..ندهت بصوت عاالي-ناتالي جيبي عبايتي
وابتعدت عنهم تطلع للحديقه تلتفت للعامله اللي جابت عبايتها وشنطتها ومفتاحها ،لبست عباتها وطلعت تركب سيارتها البُورش تشوف اتصال ابُوها تتجاهله تشغل الراديُو ولا كأن كان قلبهّا يوجعها من لحظات كانت قويّه قاسيّه ولا تسمح لأي احد بإنه يدوس لها على طرف ..تستذكر ببداية زواج ابُوها من صمود من سمعتها تتكلم مع أُمها بخبث عنها لكنها كانت اقوى مما كانت تتصّوره

نطرد سرابٍ في صحاري ظماناWhere stories live. Discover now