Part 5

322 15 2
                                    

قبل ساعتيِـن من الآن ..
«بيت مسفر »
كان الجو متوتر بينهم من بعد اللي صّـار الليلة الماضيه رفع نظره لزينه اللي مّدت له فنجال القهوه:علامك يابوريان خلاص الموضوع انتهى وتسكر ومحّد راح يدري باللي صار
شرب فنجاله دفعه وحده يتركه على الطاوله وينطق بحّده:تفشلون ضيوفنا قبّال الكل وعشان ايش عشان كلام بزارين والله لو ما كسّرت خاطري اني لا ادخل اخليها تندم على كل حرف قالته
بلعت ريقها اشواق بارتباك من عصبية ابُوها اللي مايدري الا بنصف المُوضوع ومايدري باللي صار من كلام زوجة عمها مشاعل لأُمها اللي مابقّت كلمه ولا بقّت اتهاام ماوجهته لها،تحّس بالضيق لسكُوت أمها وضعفها وعدم توقيفها عند حدهّـا،التفتُو لدخول فهَـد اللي كانت بيدينه اكياس ينطق بابتسامه:اول وحده توصل لها هديه
نطّت اشواق تركض تسحب الكيس من يّده وبصدمه ترفع نظرها له:جوالين؟
ضحك يمد كفه يبعثر شعرها ويلتفت على عمّه وزوجة عمه اللي كانت واضحه على ملامحهم الضيِـق ابتسم يحاول يلطف الجو:السلام عليكم
طلع جواله مسفر يطنشه وينطق بهمس:وعليكم السلام
اقترب فهد يجلس بجنب عمّـته واللي كانت بحسبّة أُمه واكثر فتح الكيس يطلع علبّه صغيره:وهذي لك
ابتسمت بحّرج وفرحه وامتنَـان لإنه دائماً كان ماينساها بأبسط الاشياء:ياولدي ليش كلفت على نفسك
بادلها الابتسامه يناظر ملامحهّـا اللي لانّـت بفرحه من الغوايش الموجوده:ماشاءلله والله انك ذووق تسلم ياحبيبي انت
التفت مسفر بفضول :لو انك ماخذ لامك البارح كذا ماكان احسن!!
تنهد ووقف يجلس مقابله يشابك كفُوفه ويسند بظهره على الكنب ينطق باستفزاز:للي تركتني بأول شهر من وفاة ابُوي! ولا اللي ماتبي تشوفني بالاجازات ولا اللي ماسهّرت حتى على تعبي لو نجي للواقع فا أنا اشُوف أُمي هي عمتي زينه اما غيره فا لاتحاول
رفع كفه بعصبيه:ياولد المّره ميته تبيك وانت من سنين ماتطل بوجهها علامّك انهبلت هذي امك جنتك تحت رجلينها انا ماقلت لاتحب زينه ولا تعتبرها امك ماقلت بس على الاقل امك لها حق عليك
رفع كفه يفتح ازارير ثوبه يحس بالاختناق من هالسيّره:الله يخليك ماتعبت وانت تعيد بالموضوع ان كانك ماتبيني بهالبيت تق..
صرخ عليه بعصبيه يوقف:فهّــــد لا اسمعك تقول هالسيره مره ثاننيه فاااهم انت الداخل واحنا الطالعين
صد يطلع من عندهم والتفتت زينه عليه:سايره شوي يايمه وكلامه عين العقل امك امس ودها بشوفتك متلهفه كل شوي تسأل عنك ارحّم قلبها
اعتدل بجلسته يضحك باستهزاء:تراها جت عشان زواج الجوهره مو عشان سواد عيوني ، الا وينها ايمان مالها حس
رفعت كتوفها بتعب من عناده :بغرفتها كانت تعبانه
وقف يبتعد عنها يطلع الدرج ناحية غرفتهم يدق الباب ويفتحه من سمع صُوتهم:وينها الحلوه مختفيه
ضحكت تعتدل بجلستها رغم الوجع:موجوده
عقد حجاجه باستغراب يشوف الشاش اللي على رجولها:سلامات سلامات علامك
التفتت عليه اشواق:ايه خلها تقولك
زفرت ايمان بعصبيه:اشواق اسكتي مو وقتك الا انت وينك مختفي ووش هالمفاجأه
جلس بجنبها ياخذ كيسة العلاجات يشوف كريم الحروق وينطق:وش صار معاك كيف احترقتي
وقفت اشواق تستند بظهرها على الجدار تنتظرها تجاوبه لاكن ماكان من ايمان الا السكُوت:مارح تقولين له يعني؟
التفت عليها فهد باستغراب:تقول لي ايش وش صار
نطقت اشواق بانفعال تقّول له كل شي صار من دخُول سهى إلى ضربها للقزاز برجُولها تشُوف ملامحه اللي كانت هاااديه لاكن تخفِـي وراها الغضّب الكبير ينتظرها تنتهي من كلامها لإن ماوده يكبر الجرح اكثر ومن نطقت بإن أُمه غلطت على عمته لانت ملامحه بصدمه وكانت هذي الضربه الي تكسّر ظهره،لإنه ماتوقع بإنها راح تكافئ جزا عمتّـه بغلطها عليها التفت لأيمان اللي مسكت كفه تحاول إنها تهديه:فهد لاتتدخل بهالموضوع وانتي يا اشواق لو يدري ابوي انك قلتي له والله يلعنش والله
وقف يطلع من عندهم بخطى متسارعه متجاهل نداء ايمان له يركب سيارته يحّرك لمكَـــان واحد بيت أُمه ،وقف قبال باب بيتها يحس بالنار تشتعل بداخله
ابتسم من شاف خروج سليمان يطلع من سيارته والشرار تتطاير من عيُونه يحّس بجوفه يحترق يحس وكأنه يتنفس من ثقب ،التفت عليه سليمان باستغراب:فهَـد!
ناظره وناظر باب البيت ينطق بهمس:وينها؟
مّـد له المفتاح:جوا ادخل لها
سحّب المفتاح من يده يفتح الباب يتلفت حُوله انحبّس نفسه من وقفت قباله يشُوف دمُوعها اللي نزلت على خّده  بذات اللحظه يحسها تحّرق قلبه قبل خدهّـا،ينطق بهمّس:ليِـه!
مشّت بخطوات مرتجفه مو مستوعبه إنه واخيراً واقف قبالها وببيتها هو الحيِـن قدامها بطّوله الفارع وكثافة لحيّته تشُوف كِل التفاصيل اللي كانت غايبه عنها ولا كانت شاهده عليِها،ارتجف جسدها من صرخته المقهّوره:ليِــه؟ليه تحرقيني بأهلي ليه تضرنيهم وهم اللي وقفو بجنبي وقت اللي تركتيني ليه تضرينهم وهم اللي ساندوني وخلُوني فرد منهم ليه تسوين فيني كذا ليه تهدين حيلي وتكسريني اكثر ماكفاااك اللي سويتيه ماكفاااك اليتم اللي عيشتيني فيه -رفع اصبعه بتهديد-اقسم بالله العظيم لو تضرين أُمي مره ثانيه اني لا اقلب دنياك فوق تحت والله لا اخليك تحترقين وتذوقين من نفس الكاسه اللي ذقتها
اقتربت منه تحاول إنها تهديه لاكن كان يبتعد عنه خطوات :انتهّـى كل شي من اللحظه اللي عطيتيني فيها ظهرك تمسكين بكفّه تتركيني بغربّه لاتحاولين ترجعين المويه لمجاريها لاتحَـاولين
ابتعد يعطيها ظهره يطلع من بيتها يركب سيارته يضرب بكفه الدركسون بعصبيه رفع كفوفه يمسح كاامل وجهه يتنهد بتعب مشّـى مبتعد عن بيتها يحّس بالندم على كل كلمه نطقها لاكنها كانت من حَـر مافيه ،طلع جواله يشُوف اتصال ايمان ويرجع يتصل عليها:هلا
زفرت بخُوفف:فهد وينك تكفى لاتسوي شي الله يخليك
بلع ريقه يحااول إنه يهّدي نفسه:يالله جاي
قفل الجوال يرميه على المرتبه اللي بجنبه يتذكر كِل لحظه بكاها لوحّده من الوحشه اللي يحس فيها يتذكر كلام ابُوه ووصاياه كأنه يدري بإنه راح يعيش هالقّدر ،وقف ينزل من سيارته يشُوف عمه بالحُوش:وين رحت طاير
ابتسّـم يبتعد عنه:رحت لأمي
وابتعد عنه يدخل غرفته يرمي بجسده على السرير بهلااك دخل يده تحت مخّدته لاكنه عقد حجاجه من حّس بورقه يعتدل بجلسته يطلعها يفتحها لاكن بهاللحظه دخل ريان:ولد ابوي قال اهل ذياب جايين نروح ناخذ لهم ذبيحه
يحّس وكأن نبض قلبه توقف ما استوعب كلامه الا من دخول مسفر ورا ريان يمسك اذنه:انا قلت انت تروح مو هو ويلا قدامي
مسّك اذنه بوجع:اححح يبه خلاص خلاص بروح
وابتعد يترك مسفر و فهد اللي كانت نظراتهم كفيله بإنها تظهر مشاعرهم سكر الباب وطلع للحُوش ينادي زينه:يامّــررره
طلعت بخطى سريعه:علامك تصارخ
رفع نظره بابتسامه:خوفتك جعلني ما ابكيك ابد جهزي القهوه والشاهي بيجينا ضيف
ابتسمت من نظراته ومن كلامه اللي كان مثل البلسم على قلبها تهز راسها وتدخل تتركه جالس فالحُوش يغنِـي بصوت واضح لفهد
-يوم اقبلت صوت لها جرحي القديم
يوم اقبلت طرنا لها انا وشوقي والنسيم
وعيونهاعين المحتني وشهقت وعين حضنت عيني وبكت
ويافرحتي الحظ الليله كريم
-
في غرفة فهَـد..
مِن وصله الخبر وهُو مو على بعضه يحوس بغرفته يحس إنها ماتاسعه ولا قدر إنه يستحمل أكثر لبس ثوبه واخذ شماغه يلفه على راسه وياخذ نظاراته يطلع باستعجال وكأنه يسابق الوقت والخُطى ،التفت لعمه  يطلع من غير مايتكلم  يطلع للتّل الموجود بجنب بيتهم لاجل يُوضح له بيتها بكل اريحيه يجلس على الصخّـره وبيده مسبحته يقلبها بيدينه بارتباك يجهله ولا يعرف مصدره ،لكن الشي الوحيد اللي متأكد منه إن خبر رجوعهم اضوى بداخله ذكريات قدييِـمه وضحكات أسيره وقف على حيله من شاف دخُول سيارتهم لحُوش بيتهم وخروج ذيَـاب وبذات اللحظه خروجها توقف النفس بداخله للحظات من شافها تشيل طرحتها وينتثر شعرها مع النسيِــم مايشُوف غيِر حركّة جسدها السعيده ..ابتعد من شافها تناظر ناحيِـته يتخبَـى ورا الشجره لاجل ماتشُوفه يراقبها بصمّـت وضجيج داخلي ،ضحك بخفّـه من شافها تطلع من البيت تنط وتصرخ يتأكد بإنها شافت شي وخافت منه رجع بخطاه من حّس بوجوده الخاطئ يجلس على عتبّة الباب يتذكر آخر لحظه شافها فيها وكانت تضحك تناديه بكلمّـة -شجاع- من بعد طيحته وانكسار يّده ،ماتِـدري بإنه صار لها شجاع لاكنّـه سّاهف شجاع بس لهّـا ولأجلها هاللحظه أدرك بإن كل شعُوره اتجاهها كان حُب عفيِـف حُب طفولي وكبّـر بداخله حتى صار كبيِـر لدرجة تفجّرت بداخله أشعار ودواويِـن وكلها لعيٌُون المهّــا
التفت لجلُوس عمه بجنبه:ودك نخطبها لك
ماينكر بإن هاللحظه يحس بالسعاده اللي تغمّر داخله وتبدل كل شعُور وجع كان بداخله لأمل ،لكنه ضحك باستهزاء:وتهقى بترضى فيني؟ونا لا وظيفه ولا أهل ولا بيت
التفت عليه بصّدمه من كلمته اللي ادمّت قلبه:ونا وين رحت ؟انا مو ابوك يا فهد وانت تدري اننا كلنا عايشين من خيّرك ومن خير ابُوك وحتى هالبيت بيتك ماهُو ببيتي افّـا تشوف نفسك وحيد ونا بجنبك !انت تدري بغلاتك مايحتاج اقولها او اشرحها لك والله العظيم اني احسّك قطعه من روحي لاتنسى انت ولد الغااالي
غمض عيُونه يتنهد بابتسامه:وتعتقد انها بتوافق؟
ربت على كتفه:خلّك قوي بااس ماهقيتك كذا يابو تركي
ضحك بخفّه يحّس بالرااحه من قبُول عمه :اجل ماياخذ البنت غيري
وقف مسفر ووقف معاه فهد تاخذهم السوالف والمواضيِـع اللي كانت اهمهّـا بتجديد الدور العلُوي لفهد ،اقبلت عليهم زينه وبيدها صحن القهوه :ماقلت لي مين ضيفك
ابتسّـم ياخذ ثلاجه القهوه يصب قهوه:ذياب ولد فهيد
رفعت حواجبها بصدمه:اييِـه يقولون اعرس من خمس سنين عساه جاب زوجته سمعت إنها اصغر منه بكثير
التفت بصدمه :تزوج؟ومين تزوج
خذت الفنجال من يده:والله مدري بس يقولون من قبيلتنا
،،
انتهت الليله بخروج ذياب من بيتهم تحت النظرات اللي بين فهد و مسفر من بعد كلام ذياب بإن هالمكان مايناسب للمهّـا وكأنه ينقطع آخر امل بيجمعهم ..

نطرد سرابٍ في صحاري ظماناWhere stories live. Discover now