Part 8

100 3 0
                                    

ابتعد عنها يطلع من بيتّـه يركب سيارته يحّرك مبتعد يطلع جواله يتصل على الرقم الوحيِـد المسجل بهالجوال ومن سمّـع صوته:هلا
وقف سيارته بمكان خالي يصرخ بقهّـر ووجع قلب أب محروق وشعُور مُّدمي :ليه يا باسم ليِـه خليتني اعيش هالشي ليه خليت بنتي في لسان الي يسوى واللي مايسوى ليه بتخليني افرض عليّـها قرار ماتبيِـه لييه
غمض عيُونه بتعب من جاه الرد:وطنّـك يابو المهّـا وطنك اللي اقسمّت على إنك تفديه بروحك ودمّك
ضرب الدركسون بعصبيه:بنتي يا باسم كيف هانت عليكم كيف هذا وانتو قايلين انكم مشددين الحراسه وولا واحد منكم تحرك
زفر بضيق:من قالت لنا ناتالي عن فهد وقفنا واللي دخل بيتك بين ايدينا الحين موجود عندنا فالتحقيقات وصدقني كل خوف خافته بنتك راح تطلعه من عيُونه بس انت خلّ قلبك قوي وكمّـل المشوار اللي بديناه
اعتدل بجلسته يرفع كفه لشعره يبعثر بتعب:خطبها ولد تركي
ابتسم باسم ينطق :والله هذا رجال وقليله بحقه هالكلمه وانت تعرف تركي وتربيته وتربية اخُوه لاتضيعه ونا اخوك
هز راسه بالايجاب :خير ان شاءلله
قفل الخط منه يتصل على صمُود يخبرها عن موعد رحلتها ويشُوف اتصال اخُوه ورسالته بإنه هو واهله وصلُو للديره يتجاهلها من غير رد ..

..
عند فهَـد..
من لحظة رجوعه من عند ذيَـاب وهو مختبص مايدري وش يسوي بس ينتظر اتصاله وقلبّه يغلي رفع نظره لدخول ايمان:فهد ممكن اكلمك شوي؟
اعتدل بجلسته:تعالي
اقتربت تجلس بجانبه وتطلع من جيبها رساله تمدهّـا له ،استغرب من ملامحها واخذ الورقه من يدهّـا يفتحها ويشُوف المكتوب من اعجاب صريِـح بكلمات اشبه ماتكُون بصاعقه من شاف اسم العنُود بينها:هذي اللي كانت بجيبي
بلعت ريقها بارتباك تشابك كفوفها:ايه لما غسلت ثيابك لقيتها و..
سفطها يحطها على طاولته:احد شافها غيرك
ارتبّك نبضها تهز راسها بالايجاب:المهّـا
لانّت ملامحه بصدمه وكأنها نار اشتعلت بداخله:مين مين؟ المهّــااا؟كيفف شافتها فهميني
زفرت بخوف تنطق:ياخي لما حضرت زواج الجوهره قالت لها العنود انك خطيبها وجلسنا نضحك ونسولف عنها وبعدها لقينا الرساله وقلنا لها من باب الضحك بس ماتوقعت انك بتخطبها
وقف يبتعد عنها يرفع كفه لشعره يشّده بعصبيه لإن مستحيل ترضى فيِـه وهي تحسب بقلبه غيرها مستحيل ترضى والأكيد انها بتربط زواجه منها بإنها لاجل يسكت الافواه اللي تتكلم عنها التفت لإيمان:لحد يدري عن هالموضوع
وقفت بأسف:والله اسفه والله ماكنت ادري ان الامور بتتعقد كذا
اقترب منها يربت على كتفها بابستامه:حصل خير لاتفكرين بشي
طلعت ايمان تتركه في مليون فكره يحترق فيها ومرت عليه الساعات وهُو منغلق على نفسه يشُوف الساعه اللي صارت ١١ وقف يطلع من غرفته البيت هاادي يطلع يشُوف عمه جالس فالحوش وبيده كاسة الشاي:علامّك مانمت
ابتسم عمه واقترب فهد يجلس بجانبه :ابد الحين بروح ارقد الا ماقلت لي ناقصك شي تبي شي؟
عقد حجاحه باستغراب:مثل ايش
ربت على كتفه:انت الحين مقبّل على حياه جديده تلزمك فيها وظيفه وبيت ماودك تتوظف بشهادتك اللي تعبت عليها ؟
ابتسم يصد عنه:والله الوظيفه التزام ونا اموري ماشيه بالشركه اللي تحت اشرافي والحمدلله والبيت مقدور عليه ان شاءلله
ترك كاسة الشاي على الطاوله:انا وابوك الله يرحمه انتفعنا بهالبيت وكل حجره فيه كانت من تعبه وتعبّي زي مالعيالي حق فيه انت بعد لك حق ودك تسكن بالدور العلوي وتكمل فيه كم شغله ولا ودك تسكن بمكان ثاني هذا القرار بيدك
سند براسه على الجدار يضحك بخفه:وتهقى انت انها بترضى انها تسكن بهالدور من بعد القصور والعز اللي هي عاشته
ابتسم لإنه يعرف الافكار اللي بتدور باله:الزواج اسمّـى من اللي تفكر فيه وهو نقله نوعيه لكل شي مو بس بالمعيشه حتى بالمشاعر يعني زي ما انها بترضى تعيش معاك وترضى بإنك تكون زوجها وسنّـدها وعزوتها تتوقع انها مابترضى بإنها تعيش معاك بهالبيت ياولدي لا تخاف الفكره ولو صار تقدر تعدلها تقدر تخليها تعرف بإن مهما كبرت اسوار البيت ومهما كانت مساحتها لو ماكانت قلوبكم على بعض ما بترتاح فيها ولو كانت تجمعكم بس غرفه وحده وقلوبكم على بعض صدقني إنها بتعيشها جنه ونعيم
ابتسّـم بإتساع لإنه يحس وكأن كلامه بلسم على قلبه وبالفعل كل حرف قاله كان يشُوفه في عمه وزوجتّـه يشوف الأُلفه والبساطه حتى الحُب اللي ما اثرت فيه لا سنين ولا أيام ولا شيب وعيال،رفع نظره لخروج زينه :ييعني مسوية لك شاهي عشان حلقك تطلع تشربه بالحوش وبهالبرد
ضحك مسفر يأشر على فهد:وش دخلني فهد ساحبني لهنا عشان يوريني القمر
ابتسم يرفع كفوفه باستسلام:وين اوريك وهذاهو قبالك القمر والزيِـن
ضحكت زينه تعرف بإنهم يتلاعبُون فيها لاجل ماتزعل وبالفعل تلاشى زعلها :ادخلّو عن البرد لاتمرضون
ضحك فهد يوقف:تراها جمعتنا بس انت المقصود بعدين علامك ترتجف خوف
ووقف مسفر يمشي وراه:بشوفك بعد يومين كيف ترتجف خوف من صوتها
اعتلت ضحكته يدخل غرفته يحّس هالمره بالانشراح وكأن صدره خاالي من كل هم يرمي بجسده على السرير يستسلم للنُوم بتعب ..
صبَـااح اليُوم الثاني ..
كان نايم في سبُات لاكنه صحى على صُوت زغاريط عمته يفتح عيُونه بصدمه ويوقف من سريره يفتح باب غرفته يطلع لهم :بسم الله وش صاير
ضحكت ايمان تقترب منه وتحضنه:الف مبرووك ياعريس اخيراً بشوفك خروف
التفت لعمه يشُوف ابتسامته:توي مقفل من ذياب والبنت موافقه
كانت هالكلمه كفيِـله بإنها تحيي بداخله آمال وتشّيد بقلبه اماني واحلام هالكلمه كانت مثل البلسم على كل جروحه وكل آلامه يحس بفرحتهم حُوله وضحكاتهم اللي كانت من اعماق قلبهم يسمع حماسهم ويشُوف فرحتهم فيِـه ..ابتعد يدخل غرفته ياخذ جواله يفتح جهات اتصاله يدور رقمها من بين كل الارقام وارتسى نظره على أسمها- يمه- يضغطه ويحطه على اذنه يترقب صُوتها وبالفعل بعد ثواني جاه صُوتها:هلا يمه هلا حبيبي والله انها اسعد ايامي اتصالك
رفع كفه يمسح وجهه بضيق:انا خطبت
سكتت لثواني تستوعب كلامه وتستوعب حتى اتصاله تردف بهدوء:خليتها تخطب لك؟بديتها علي للمره الثانيه هذي نهاية تربيتي لك يافهد
زفر بضيق وتبدلت مشاعره من فرحه لضيق كان وده بس تفرح له لاكنها جازته بالعصبيه وسُوء الضن يقطع كلامها:ماخطبت لي واتصلت عليك لاني ناوي انتي تخطبين لي وهي مافكرت ولو للحظه انها تكون مكانك لكنك انتي بكل مره تخليني احس بإنها هي أُمي مو انتي
قفل الخط بومي جواله بعصبيِـه رغم كل محاولاته الا إنها كانت تجاري تعبه بالصدود والضنون السيئه بالرغم إنها تركته الا إنها ماخلتّه يرتااح بيُوم تذبحّه بشعور التقصير والعقوق اللي ماعاشه الا مّنها ...
«بيت ذياب»

نطرد سرابٍ في صحاري ظماناWhere stories live. Discover now