لا تنسوا ذكر الله تعالى، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
*****الفصل الخامس «جثة تيتان أروم ج3.. ما قبل الأخير»
- أفهم شعور الفقدان الذي يغمر قلبكِ يا سيدة كلارا، لكن اتهام شخصٍ باتهامٍ خطيرٍ كهذا، ودون دليلٍ قاطعٍ، يعاقب عليه القانون كما تعلمين يا سيدتي الفاضلة.
رد عليها ببرودٍ وهدوء، مع ابتسامة ماكرة، مما جعل كلارا تخفض يدها بارتجاف، ثم سمعناها تقول بصوتٍ مرتعش:
- أقوى دليلٍ هو أنها تكره شقيقي.لم يهتم المحقق هارولد بما قالته، بل انحنى لتفحص جثة أندرو، وخلص إلى نفس الاستنتاج الذي توصلتُ إليه.
نطق بعدها باستفهامٍ وهو ينفض التراب عن قفازيه ويخرج دفترًا صغيرًا من جيب سترته وقلمًا:
- هل يمكنك إخباري يا سيد توماس من كان متواجدًا من أمسية يوم أمس حتى وقت اكتشافكم للجثة؟- بما أنه عيد الفصح؛ فأغلب العمال والمقيمين في النزل غادروا بالأمس، ولم يتبقَ سوى أنا والسيد والسيدة بيرن، والخادم الذي اكتشف الجثة، وهذان السيدان.
أشار توماس إلينا، فرمقنا المحقق هارولد بنظرةٍ متفحصة، ثم سألنا دون لفٍ أو دورانٍ:
- من أين أنتما؟- من مدينة «لايت فاير».
ظهرت دهشةٌ مفاجئةٌ على وجهه الأربعيني، سرعان ما تلاشت خلف ستارٍ من الغموض، ما إن وصله رد ألفريد السريع.
ردة فعله تلك ولمحة اللامبالاة التي ظهرت على وجه ألفريد استفزت فضولي حول ماهية هذه المدينة التي تسببت في عاصفة النظرات الغريبة بين الحضور، ولكنني وأدت الفكرة وركزت انتباهي في معرفة الجاني الحقيقي وراء هذه الجريمة الشنعاء.- إذا كان الأمر لا يضايقكم، أريد معرفة مكان تواجد كل واحدٍ منكم؛ بلا استثناء.
كان سؤال السيد هارولد بديهيًا ولا يحتاج إلى تفكير عميق، لكن ملامح التوتر التي ظهرت على بعض الوجوه الواقفة أمامي جعلتني أحصر دائرة شكي في المشتبه بهم.
ودون أي مقدمات، استهل السيد توماس مبررًا مكان تواجده في ذلك الوقت، ولم يبدُ عليه أي ذرة خوف أو ندم:
- كان آخر لقاء لي مع السيد أندرو أمس عندما رأيته يقف مع السيد ألفريد ورفيقه، وبعد أن أنجزت أعمالي الخاصة بالنزل، توجهت لغرفتي لأنام، وكانت الساعة آنذاك - على ما أذكر - الواحدة والنصف صباحًا، وعندما استيقظت كانت الساعة الخامسة صباحًا.- وعندما استيقظت، ألم تلتقِ بالسيد أندرو؟
- لا. لأنه من عادة السيد أندرو أن يستيقظ عند الساعة السابعة صباحًا.
وعندما استمع المحقق هارولد لرده، التفت إلى السيدة بيرن وسألها بحاجبين معقودين:
- وماذا عنكِ يا سيدة مارغريت؟وبنفس جمود وجهها، وصوتها الخالي من التعابير، ردت عليه:
- كان آخر لقاء لي به - وجهًا لوجه - عند مائدة العشاء، ولمحته من خلف نافذة غرفتي يتجه نحو المستودع.
أنت تقرأ
إدريس في أحضان الماضي
Fantasyماذا لو تحولت فجأةً من طبيب شرعي إلى محققٍ في زمنٍ غير زمانك، وفي مجتمعٍ يختلف تمامًا عن مجتمعك؛ حيث كلمة الملك هي القانون! هل تظن أنك ستتأقلم أو تبحث عن طريق تنجيك من مخاطره؟ مغامرات شيقة ستعيشونها رفقة إدريس وصاحبه ألفريد! ستترجح مشاعركم في كل ح...