جثة تيتان أروم ج2

59 8 12
                                    


ولذكر ﷲ طمأنينة وسكون؛ فلا تبخلوا على أنفسكم بتلك الراحة. ولا تنسوا الصلاة والسلام على رسول ﷲ - ﷺ -.

لطفًا علقوا وصوت على الفصل، حقًا تشجيعكم يحفزني على الاستمرار، وتطوير ذاتي.
Enjoy!
*******

الفصل الرابع «جثة تيتان أروم ج2»

- سأذهب لأستدعي رجل الأمن.
نبس بها العامل وهو يسرع إلى الخارج ليستدعيه بينما أعقب السيد تومس على كلام السيدة بغضبٍ طفيف:
- لطفك يا رب! كيف تستطيعين قول هذا يا سيدة «مارغريت»؟ الذي مات هو زوجكِ!

تبادلت النظرات بيني وبين ألفريد ونحن نستمع إلى ما قاله الخادم تومس، وتملكتنا المفاجئة لمعرفة أن صاحبة الكلمات القاسية والمتشفية هي في الحقيقة زوجة المغدور!

- زوجي؟
وبسخرية كررت كلماته ثم تابعت بقسوةٍ تقطر ألمًا في نفس الوقت:
- لا تكون سخيفًا يا سيد تومس! كأنك تجهل ماضيّ الأسود معه!

- يبدو أنه هناك مشتبهٍ به!
حدثني ألفريد بخفوتِ مشيرٍ بعينيه للسيدة «مارغريت»، فرددت عليه وأنا أتفحص الجثة المرمية أسفل قدمي بجدية وهدوءٍ:
- المظاهر خداعة يا ألفريد! فليس كل من أبد كرهه ناحية شخصًا؛ فهذا يعني أنه يكرهه أو يتمنى أذيته.

نظــرت بتمعن إلى جثة السيد أندرو ثم رحت أحلل طبيعة الجروح المنتشرة على جسده بنبرة مسموعة انتبه الجميع لها:
- هنالك جرحٌ عميق على مؤخرة رأسه، واضح أنه تمت مباغته على حين غفلةٍ منه، وتم بعد ذلك خنقه بحبلٍ رفيع.

- لكن كيف علمت ذلك أيها السيد؟
سألني الخادم تومس بحاجبين مقطبين ورائحة الشك تفوح من كلماته اتجاهي فأجبته بهدوءٍ بينما أشير إلى شفتا السيد أندرو:
- شفتيه المائلاتان إلى الزرقة وآثار القيء على قميصه تثبتان تعرضه للخنق، وأهم إثبات آثار الحبل على رقبته ما زالت موجودة رغم الدماء والرمال التي تغطيان جسده. انظروا إلى تورم رقبته وعقد الدم الظاهرة على جلده والتي تشبه شكل الحبل.

استقمت من مكاني ثم استرسلت  بينما أخبأ يداي داخل جيبوبي:
- على حسب درجة تيبس الجثة أعتقد أن الوفاة مر عليها أكثر من ستة ساعات، وبما أننا في السابعة صباحًا فهذا يعني أن الجريمة وقعت بعد منتصف الليل.

- من يسمعك أيها السي...
قاطعت  تومس بابتسامةٍ هادئة:
- إدريس!

رأيته ينظر إلي وقد غزت الحيرة وجهه فشرحت له:
- نادني إدريس.
أومأ لي بفهمٍ ثم تابــع بلهجةٍ أقل حدة وانحيازيةٍ:
- من يسمع تحليلك الدقيق أيها السيد إدريس يظن أنك كنت حاضرًا أثناء وقوع الجريمة.

- بالطبع كنت نائمًا في ذلك الوقت يا سيد تومس. ولو كنت حاضرًا لمنعت وقوعها إذا استطعت، فحياة البشر ليست رخيصة في نظري.
- وما تفسيرك لكلامك؟

إدريس في أحضان الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن