ولذكر ﷲ طمأنينة وسكون؛ فلا تبخلوا على أنفسكم بتلك الراحة. ولا تنسوا الصلاة والسلام على رسول ﷲ - ﷺ -.
*******
« رائحة الموت! هل شممتموها من قبل؟ تلك الرائحة الممزوجة بالهلع والحزن والأسى؟ هل باستطاعتكم تمييزها من بين الروائح؟
متأكد بأن الإجابة ستكون لا!
فتلك الرائحة لا يستطيع التعرف عليها إلا من أفنى حياته يُشرح الجثث، أو من يعيش في جو تسوده الحروب والمنازعات؛ والتي اختبأ فيه السلم خلف رايات الاستسلام».
«إدريس».
*******الحلقة الثالثة: «جثة تيتان أروم» ج1
حل صمتٌ محببًا بيني وبين المدعو ألفريد. صمتٌ؛ تشاركت فيه يرقات الليل المضيئة، لتضفي عليه لمسةً من الغموض والجاذبية، وزادت نسمات الليل الباردة الممزوجة برائحة الغابة من سحر المكان.
لم يسألني «ألفريد» عن أي شيء يتعلق بالزمن أو العالم الذي جئت منه، لم يبدو لي من النوع الفضولي؛ المنقب عن الأخبار. بدا لي شابًا واعيًا مفعمًا بالنشاط والغموض! شعرت وأنا أنظر إليه وهو متكئًا إلى الشجرة بأنني رفقة نسخةُ ثانيةً مني؛ ونادرًا ما يشعر المرءُ بهذا الإحساس.
قطعت أنا ذلك الصمت بسؤالي له:
-هل تسكن في هذه المدينة يا ألفريد؟نظر إليّ بعينيه الزرقاء التي التمعت بوميضٍ باردٍ ثم أجابني:
- لا. جئت للبحث عن شخصٍ ما.- وهل أنت معتادٌ على زيارة مثل هاته الإمكان.
سألته بينما أشير برأسي إلى حانة السيد جورج.زم شفتاه لبضع ثوانٍ كمن يبحث عن إجابة مقنعة تبرر سبب وجوده في ذلك المكان، فقال بعد تفكيرٍ:
- كما أخبرتكَ، جئت للبحث عن شخصٍ ما وقد علمت أنه يرتاد هذه الحانة أحيانًا.عندما وصلت إلى مسامعي إجابته تلك؛ أردت التوقف عن تطويقه بأسئلتي تلك، لكن - وللعجب - منذ وصولي لهذا العالم، صرت فضوليًا مزعجًا، وأعتقد أنني إذا بقيتُ على هذا الحال سأتفوق على صاحبي «صالح».
- بالمناسبة يا ألفريد.
انتبه ألفريد إلى ما سأقوله، فحثني بنظرته تلك على مواصلة الحديث فلبيت طلبه وكلي حماسة:
- لقد كنت أنت من حررني من قيودي، أليس كذلك؟أشاح ألفريد بنظره عني قائلًا بتلجلج:
- ما.. ماذا تقول؟ كانت أول مرة ألتقي بك فيها عندما اتهمت بالسرقة.رفعت إحدى حاجبي باستنكارٍ من تلعثمه وتهربه من الاعتراف فقلت له:
- عندما كنت مربطًا في علية الحانة، قام رجلًا بفتح رباط يداي ثم غادر فجأةً كما ظهر فجأةً.- وما أدراك أنه أنا؟ الحانة كانت مليئة بالرجال غيري.
- صحيح، لكن ليس جميعهم يمتلكون خاتمًا فضيًا برأسٍ مدبب، فقد شعرت به عندما احتك مع معصمي.
أنت تقرأ
إدريس في أحضان الماضي
Fantasyماذا لو تحولت فجأةً من طبيب شرعي إلى محققٍ في زمنٍ غير زمانك، وفي مجتمعٍ يختلف تمامًا عن مجتمعك؛ حيث كلمة الملك هي القانون! هل تظن أنك ستتأقلم أو تبحث عن طريق تنجيك من مخاطره؟ مغامرات شيقة ستعيشونها رفقة إدريس وصاحبه ألفريد! ستترجح مشاعركم في كل ح...