Chapter 5 AMBER

5 1 0
                                    

كانت الشمس قد بدأت تغيب في الأفق، تاركة وراءها سماء ملونة بألوان البرتقالي والوردي، حين جلست أمبر الفاروق في غرفتها الصغيرة. كان الوقت متأخرًا، لكنها لم تشعر بالتعب. على العكس، كان هناك توتر مزيج من الحماس والقلق يملأ قلبها. اليوم، كان اليوم الذي ستكتب فيه سيرتها الذاتية، تلك الوثيقة التي قد تغير حياتها.

وضعت أمبر على الطاولة ورقة نظيفة وأمسكت بالقلم بيدين مرتجفتين قليلاً. أخذت نفسًا عميقًا، محاولة تهدئة نبضات قلبها. "هيدي الفرصة الوحيدة اللي ممكن تجيني. ما فيني أضيّعها," قالت لنفسها بصوت خافت، محاولة تثبيت عزيمتها.

بدأت بكتابة اسمها في أعلى الورقة، بخطٍ مستقيم وواضح: "أمبر الفاروق." نظرت إلى الاسم للحظة، وكأنها تذكر نفسها بمن تكون وبالأحلام التي تحملها. "أنا قادرة. رح أثبت لهم ولحالي إنه أنا فيني أعمل شي كبير."

انتقلت بعدها إلى كتابة عنوانها، ثم تفاصيل الاتصال الخاصة بها. كلما كتبت، كانت تتذكر اللحظات الصعبة التي مرت بها، تلك اللحظات التي علمتها كيف تكون قوية وكيف تصمد أمام التحديات. لكنها كانت تعلم أن هذه السيرة الذاتية يجب أن تعكس قوتها وعزمها، دون أن تُظهر أي ضعف.

"شو لازم أكتب عن خبرتي؟" تساءلت في سرها، بينما كانت تفكر في الكلمات المناسبة لوصف عملها في بيع المأكولات محليًا. "أنا ما عندي خبرة كبيرة، بس عندي شغف وعزيمة." كتبت عن تجربتها في صنع المربيات والمخبوزات، وكيف قامت بتسويق منتجاتها في السوق المحلية. كانت تعلم أن هذا العمل الصغير قد لا يبدو مهمًا بالنسبة لشخص مثل زين المنصور، لكن بالنسبة لها، كان كل شيء.

بينما كانت تكتب، بدأت الأفكار تتسابق في رأسها. تخيلت كيف ستكون حياتها لو تم قبول طلبها. "رح أقدر أوسع شغلي وأوصل منتجاتي لكل الناس. رح أقدر أساعد عيلتي وأثبت لهم إنه فيني أحقق حلمي." كانت هذه الأفكار تمنحها دفعة إضافية من الحماس.

بعد أن انتهت من كتابة تفاصيل خبرتها، توقفت لبرهة. كان هناك شيء ينقص. "لازم أكتب عن شغفي وحلمي. لازم أوصل لهم إنه أنا مش بس طالبة فرصة، أنا طالبة تغيير." وبدأت في كتابة فقرة عن أهدافها ورؤيتها للمستقبل، وكيف أنها تؤمن بقدرة المرأة على تحقيق أحلامها بغض النظر عن التحديات.

كانت كل كلمة تكتبها تحمل معها جزءًا من قلبها. كانت تشعر أن هذه الورقة ليست مجرد سيرة ذاتية، بل هي تمثيل لحياتها، لأحلامها، ولمستقبلها الذي تطمح إليه. انتهت أخيرًا من كتابة النص بالكامل. نظرت إلى الورقة الممتلئة أمامها، وابتسامة صغيرة ارتسمت على وجهها. "هيدي أنا، وهيدا حلمي."

بعد مراجعة الورقة والتأكد من أنها كتبت كل شيء بإتقان، قامت بطي الورقة بعناية. شعرت بقلق شديد يسيطر عليها. "ماذا لو لم أكن كافية؟ ماذا لو تم رفض طلبي؟" لكن سرعان ما عادت تقول لنفسها، "لا، ما في وقت للخوف. هيدي فرصتي الوحيدة."

أخذت الورقة ووضعتها في مغلف، ثم كتبت عنوان الشركة بعناية فائقة. كان قلبها ينبض بقوة، وكأن كل نبضة تحمل معها جزءًا من أملها وخوفها.

وقفت أمبر بجانب النافذة المفتوحة، تتأمل السماء التي بدأت تخفت ألوانها، وتشعر بنسيم الليل البارد يلامس وجهها. كانت تعرف أن الغد سيكون يومًا مهمًا، يومًا قد يغير حياتها.

في صباح اليوم التالي، ارتدت أمبر ملابسها بسرعة، وقلبها مليء بالترقب. حملت المغلف بحذر، وكأنه يحمل أغلى ما لديها. قبل أن تخرج من البيت، توقفت للحظة، وأخذت نفسًا عميقًا. "يا رب، هيدي فرصتي. ساعدني أحققها."

توجهت إلى مكتب البريد، حيث أرسلت المغلف بعناية، ووقفت للحظة تشاهد المغلف وهو يختفي داخل الصندوق. شعرت بثقل يسقط عن كاهلها، لكنه كان ممزوجًا بخوف وقلق. "صار عندي أمل. هلق بدي أنتظر."

عادت أمبر إلى بيتها وهي تشعر بمزيج من الفخر والخوف. كانت تعرف أن الانتظار سيكون صعبًا، لكن داخلها كان هناك شعور عميق بالأمل. "هيدي البداية. يمكن هيدي الخطوة الصغيرة تكون هي اللي تفتحلي الباب للأحلام الكبيرة."

انتهت أمبر من إرسال طلبها، وجلست في غرفتها لتنتظر النتيجة. كان قلبها ينبض بالأمل، وفي نفس الوقت، كانت تعرف أن الصبر سيكون امتحانها الأكبر في الأيام القادمة.

LolWhere stories live. Discover now