Chapter 7 BOTH

1 1 0
                                    

منظور أمبر

كان النهار قد بدأ يشع بنوره البارد في القرية، وكان النسيم العليل يحمل معه رائحة الزهور البرية. جلست أمبر في غرفتها المليئة بأحلامها وأفكارها، تنظر من النافذة إلى الحقول الخضراء التي تمتد أمامها. كانت الأيام تمر ببطء، لكن قلبها كان ينبض بالحماس. كانت تفكر في أن تكون قد وصلت سيرتها الذاتية إلى الشركة التي قرأت عنها، ولكن الخوف والقلق كانا دائمًا يطاردانها.

"يا ترى، شو بيكون صار فيها السيرة الذاتية؟ هل بيفكروا فيها؟" تساءلت بين نفسها، وهي تحمل دفتر ملاحظاتها، تمسك القلم بيدها وكأنها تحاول أن تسيطر على قلقها. كتبت في الدفتر أفكارها وأحلامها، تحاول أن تطمئن نفسها بأن الأمور ستكون بخير، وأنها لم تضيع وقتها على شيء غير مهم.

كان عندها شعور قوي بالمسؤولية تجاه عائلتها، ومع ذلك، كان عندها رغبة كبيرة بتغيير حياتها. "بدي شي يغير حياتي، بدي فرصة أثبت لحالي ولكل اللي حواليي إنه أنا قادرة." كانت تهمس بهذه الكلمات لنفسها كلما شعرت بالشك. نظرت إلى ساعة الحائط، ثم أخذت قرارًا حاسمًا.

"اليوم بدي أركز على شغلي أكتر من أي يوم تاني. إذا الفرصة ما بتجي لعندي، رح أخلقها بنفسي."

نهضت من مكانها وبدأت بتحضير منتجاتها المنزلية لبيعها في السوق. كانت تضع كل جهدها وحبها في كل قطعة، تأمل أن يتذوق الناس في المدينة نكهة العمل الدؤوب والإصرار الذي حملته.
منظور زين

كان يومًا آخر مزدحمًا في مكتب زين المنصور. الشمس كانت تشرق بقوة على المدينة، تتسلل أشعتها عبر النوافذ الزجاجية الشاهقة لمكتبه الفخم. كان زين جالسًا خلف مكتبه الكبير، يحمل بيده كوبًا من القهوة السوداء، بينما كان يراقب شاشة الكمبيوتر أمامه بتركيز. عيونه البنية القاتمة كانت ممتلئة بالتفكير الحاد، وكأن كل قرار يتخذه يكون بمثابة حجر أساس جديد في إمبراطوريته.

كان زين دائمًا يعالج الأمور بعقلية عملية لا تعرف العاطفة. بالنسبة له، كل شيء يدور حول الأرباح والخسائر. الأشخاص، في نظره، كانوا مجرد أدوات لتحقيق أهدافه. وكان هذا اليوم لا يختلف عن غيره.

بدأت الرسائل الإلكترونية تتراكم في صندوق بريده، لكن زين لم يكن يهتم بشيء منها في الوقت الحالي. كان أمامه كومة من السير الذاتية، تلك التي قرر أن يراجعها بتأنٍ. كان يعرف أن أي خطأ في اختيار الشخص المناسب قد يكلف الشركة كثيرًا. وبينما كان يقلب الأوراق بسرعة، عادت إليه سيرة أمبر الفاروق. توقف للحظة وأعاد قراءة كلماتها، لكنه لم يظهر أي تعبير على وجهه.

"شو يلي بيخلي هيدي البنت تكون مختلفة؟" تساءل زين مع نفسه. كان يعلم أن كل قرار يتخذه يجب أن يكون مدروسًا بعناية. رفع السيرة الذاتية بيده، وتمعن في التفاصيل البسيطة التي كتبتها أمبر عن نفسها. كانت طموحاتها واضحة، ولكن زين لم يكن مهتمًا بالطموحات، بل بالنتائج.

**"إذا هيدي البنت قادرة تعطيني نتائج، ممكن تكون إلها فرصة. أما إذا كانت مجرد طموح فاضي، فخليها تعيش بحلمها."** فكر زين ببرود.

في تلك اللحظة، سمع طرقًا على الباب. كان سمير، مساعده المخلص، يقف عند المدخل بانتظار الإذن للدخول. "افتح الباب وادخل، عندي شغل كتير ما فيني أضيع وقتي." قال زين بصوت حاد.

دخل سمير بسرعة ووضع كومة إضافية من الأوراق على المكتب. "سيدي، هيدي آخر دفعة من السير الذاتية. في منهم بعض الطلبات المثيرة للاهتمام."

نظر زين إلى سمير بنظرة باردة، ثم أشار إليه أن يغادر. "حطهم هون وروح. ما في داعي تحكيلي شي. رح أطلع عليهم وقت يلي بيكون عندي وقت." قال زين وهو ينظر إلى الأوراق الجديدة بنصف اهتمام.

بينما كان زين يعود إلى التركيز على سيرة أمبر، بدأ يفكر بطريقة عملية. "ما في داعي نضيع وقت أكتر من هيك. إذا كانت قادرة تخلق قيمة للشركة، خليني أشوف بنفسها." قرر زين أنه سيرسل دعوة لأمبر لمقابلة شخصية.

أخذ زين ورقة ودون ملاحظات بسيطة، ثم رفع الهاتف واتصل بقسم الموارد البشرية. "بدي تكون عندكم دعوة للمقابلة جاهزة باسم أمبر الفاروق. خلونا نشوف إذا كانت عندها شي تستاهل فيه هالفرصة."

لم يكن هناك أي تعاطف في نبرة زين. كان يعرف أنه يجب أن يكون حازمًا وواضحًا. إذا لم تكن أمبر قادرة على إثبات نفسها في المقابلة، فلن يضيع عليها وقته. في النهاية، ما يهم هو مصلحة الشركة فقط.

بينما وضع الهاتف جانبًا، نظر زين إلى النافذة الكبيرة التي تكشف عن منظر المدينة. كانت الحياة تمضي في الخارج، الناس يتحركون بسرعة، وكل منهم يحمل طموحاته وآماله. لكن بالنسبة لزين، كانت الحياة مجرد لعبة معقدة، يجب أن يكون فيها الطرف الأقوى دائمًا.

"الناس بيظنوا إنهم بيقدروا يغيروا حياتهم بحلم بسيط. لكن بالحقيقة، بس الأقوياء هنّي يلي بيقدروا يغيروا مجرى الأمور." قال زين لنفسه بصوت خافت.

مع انتهاء اليوم، وقف زين من مكانه وبدأ بجمع الأوراق المتناثرة على مكتبه. كان المكتب دائمًا مرتبًا، بدون أي شيء خارج عن السيطرة. تمامًا كما يحب أن تكون حياته: منظمة، محسوبة، ولا مكان فيها للمفاجآت.

أغلق زين الأضواء وغادر المكتب، تاركًا وراءه كومة السير الذاتية تنتظر مصيرها. كان يعرف أن الغد سيحمل قرارات جديدة، وربما فرصة لشخص يستحقها. أما بالنسبة لأمبر الفاروق، فستكون لها فرصة واحدة لتثبت نفسها. وإذا فشلت، فسيكون مصيرها مثل الكثيرين غيرها: النسيان.

خرج زين من المبنى، يتأمل في الهدوء الذي يحيط بالمدينة ليلاً. لكنه لم يكن مهتمًا بالهدوء، بل بما يمكنه تحقيقه في اليوم التالي. كان يعلم أنه في النهاية، المال والسلطة هما كل ما يهم في هذا العالم.

LolWhere stories live. Discover now