الفصل التاسع والأخير

4 1 0
                                    

عقد اجتماع مع أحد رجال المخابرات و هو اللواء (جمال عبد الحميد ) ، بعناصر الشرطة التي تولت تلك القضية من بدايتها ، العميد (خالد منصور) و (يحيى) و (ساجد) ..
فقال برزانة :
_ يبدو أنهم كانوا يراقبونك يا (يحيى) عندما ذهبت إلى (قصي) آخر مرة ، لكنهم لم يتحركوا سوى عند الشعور بالخطر ..
و عندما شعر (راغب العشري) بمماطلتنا في إجراءات سفره إلى الخارج ، أدرك أنه حان الوقت



للتخلص من الشاهد الوحيد على ما انتوى فعله ..
الجيد هنا أننا نراقبه عن كسب ، و عرفنا أمره على الفور ، و حظينا بتسجيلات تفيد شروعه في قتل (قصي) للمرة الثانية .
أخذ أنفاسه ببطء ، و أردف ليوضح لهم الرؤية :
_ سنتعاون كما نحن فيما بيننا ، و سنضيف علينا عبء إخفاء الزوجان هذه المرة فلا تقلقوا بشأنهما .
و خص نظراته تلك اللحظة لـ(ساجد) ، فهو يعرف أنه شقيق زوجة (قصي) ، و ابتسم قائلاً له :
_ انساهما تماماً حتى وقت محاكمة (راغب العشري) ، فلا هو و لا أنتم تستطيعون الآن أن تتواصلوا معهما ..

و هذا لصالحهما قبل أي شيء ..
دعونا الآن نناقش ما سيتم عمله في المرحلة
القادمة ..
من جانبنا نحن قمنا بتتبع الأموال من بنك لآخر و في لحظة خروجها من البلاد ، دخل خبير تكنولوجيا منا و عمل على إيهامه أنها قد خرجت بسلام ، و زيادة في التأكد قد سيطرنا من وقتها على كل حسابات اتصالاته و مراقبتها ، و افتعلنا اتصال هاتفي من البنك الذي أراد أن يودع أمواله فيه ، ليؤكد له شفهياً أن أمواله قد تم استلامها و عليه فالمطلوب منه أن يتشرف بزيارتهم للحصول
على كافة الضمانات التي يوفرها له ذلك البنك ..



كل هذه الإجراءات معروفة و متبعة دائماً ، لذلك لم يشك لحظة في نجاح خطته ..
و لدينا حالياً كافة التسجيلات المطلوبة لإلقائه خلف القضبان لعدد غير معلوم من السنين ، فضلاً عن جريمتيه بحق ذلك الصحفي الشريف ..
و الآن حان دوركم في إلقاء القبض عليه لتتم محاكمته .
فقال العميد (خالد) بحزم :
_ على بركة الله ..
ستكون حملة اعتقال واسعة النطاق ..
فسنمسك به هو و أعوانه قبل أن يفر أحدٍ منهم ..



فهم جميعاً تحت رقابة مشددة منا ، و لن يفلت أحد .
و أكمل بسخرية :
_ رغم أنه كان عازماً على الغدر بهم جميعاً حتى معاونه المقرب لديه ، و الهرب وحده خارج البلاد ، و تسليمهم لنا على اعتبارهم هم من خططوا لقتل (قصي) ..
لا يعرف أننا بتنا نعد عليه أنفاسه ، قبل حتى أن يقوم بفعلته الأولى معه .
و هكذا انتهى الاجتماع و تم القيام بتلك الحملة الموسعة للقبض على من يدعى (راغب العشري) و أعوانه ..
***

سار (قصي) بضع خطوات من دون مساعدة زوجته التي كانت في هذه اللحظة تصفق له بتشجيع و تقول بحماس :
_ أحسنت يا حبيبي هيا ..
بضع خطوات أخرى و أجلس لتستريح .
فضحك و هو يحاول الوصول إليها ببطء قائلاً :
_ هل كنا سنفعل هذا في بيت أبيكِ أو بيت
والديّ ؟! ..
هؤلاء الذين عملوا على إخفائنا مجدداً أدين لهم بالكثير حقاً .
فضحكت و هو يرمي نفسه بجانبها على الأريكة و قالت بخفوت عله لا يسمع :


_ كلما اتذكر نظرة (ساجد) الأخيرة لنا و هو مضطر لتركنا مع رجال المخابرات أكاد أموت من شدة الضحك .
سمعها و فلتت من ضحكة عابثة ، و استلقى نائماً بجوارها و اتخذ منها وسادة لرأسه ، و قال في تشفي :
_ لو كانت النظرات تقتل ، لنجح هو فيما فشل فيه (راغب العشري) مرتين .
و ضحك مرة أخرى قائلاً :
_ كلما تذكرت كيف أيقظنا من النوم استمتع بشدة لما حدث و ما أصابه وقتها .




و ضحك و هو ينظر لوجهها ، بينما هي مسحت على شعره بيد ووضعت الأخرى على فمها لكي لا يرى ابتسامتها لتذكرها الموقف ..
حيث أوقف (ساجد) السيارة ، و تركهما يغطان في النوم حتى الساعات الأولى من اليوم التالي ..
و بعدما استيقظ هو أخذ يفكر في طريقة يوقظهما بها ، فلم يجد إلا أن يشغل الراديو بصوت عالٍ ، لتصدح أغاني الحب و الهيام منه ، فاستيقظت (سجى) و حاولت أن تعي أين هي و ماذا يحدث
حولها ؟! ..
لتجد أن زوجها قد وقع برأسه عليها فأصبح يتوسد


قدمها و يبدو أنه سقط في غيبوبة ، و نظرت أمامها لترى أخيها يحاول أن يغير محطة الراديو بسخط ..
فأدركت مع صفاء ذهنها أنهما ما زالا في
سيارته ..
فحاولت إيقاظ زوجها لكنه أبى ..
لينظر لها شقيقها وهو يزفر من فتحتي أنفه بحنق و مد يده هو لكتف (قصي) يهزه بغلظة قائلاً :
_ أنت ، استيقظ و ارفع نفسك عنها .
كان أمره قاطعاً ، لكن المعني بالتنفيذ لم يهتم و لم يبالي ، فأخذ يهرب إليها أكثر حتى يعود للهدوء مرة أخرى و ينام باستمتاع ..


و (سجى) تنقل بصرها بينهما بقلة حيلة و توجس ، فهزه بغلظة أشد و هو يصرخ فيه :
_ (قصي) ، لا تختبر صبري ..
أقسم لك إن لم تنهض عنها في الحال ، فسأجرك و أبعدك أنا عنها .
اتسعت عيناها ليست دهشة و إنما ترقب لهذه اللحظة ، فهي تعرف أخيها لا يقول كلامه هباءًا أبداً ..
بينما فتح (قصي) عينيه إثر صايحه ، و عقد حاجبيه قائلاً له بهدوء و نزق :
_ صباح الخير يا (ساجد) ، لم تصرخ هكذا يا
رجل ؟! ..


هل أخبرك أحدهم أننا نعاني من الصمم ؟! .
حاولت هي مد يدها أسفل رأسه كي تجعله ينهض ، فهي تعرف أنه يتعمد استفزاز شقيقها ، فوجدت رأسه صلبة كالصخرة ، فزمت شفتيها ببؤس ، بينما قال (ساجد) من بين أسنانه :
_ اعتدل في جلستك في الحال أيها السمج .
فرفع حاجبيه من تلك الصفة ، و ابتسم بسماجة بالفعل و هو يسأله بنزق :
_ وماذا يضيرك أنت من نومتي تلك ؟! ..
هل أنام علي قدميك أنت ؟! ..
إنها زوجتي يا رجل ! ..
و لي الحق فيها ، و لي أن أفعل ما يحلو لي .



فتجمدت نظراته عليه يفكر جدياً في طريقة مثلى لقتله ، لكن مع تعذيبه أولاً و شيّ أعضائه ..
و نظر لشقيقته قائلاً إياها في سخط :
_ أراكِ مستمتعة بما يفعله ذلك السخيف ! .
فأسرعت تقول وهي تحاول رفع رأس زوجها الداهية :
_ لا ، أقسم لك ..
هو مخطئ .
فاعتدل (قصي) ينظر لها نظرة عتاب مفتعلة و قال ببراءة و عتاب حزين :
_ و فيم أخطأت أنا يا حبيبتي ؟ .


و اقترب بوجهه من وجهها و قبل وجنتها على مرأى و مسمع من ذلك الذي سيصاب يمرض عضال إن لم يرحل عنهما في الحال ، و قال بحنان و حب مبالغ فيهما :
_ صباح الخير يا فاتنتي .
و رغم أنه دغدغ مشاعرها بهمسته و قبلته ، إلا إنها كادت أن تبكي و هي تنظر لشقيقها بتعاسة ، و
رأته يغلق الراديو بعنف ، و خرج من السيارة و أغلق بابها بعنف أشد ..
فقالت في سرعة بجزع :
_ سيقتلنا يا (قصي) ! ..
علك ترتاح الآن أيها المزعج .


و بالفعل دار (ساجد) حول السيارة و فتح الباب المجاور لـ(قصي) و قال له بجمود:
_ انزل .
استغرب الأخير من الأمر و قال له :
_ اهدأ يا رجل ..
أين نحن أولاً ؟! .
فكرر قوله دون أن يجيبه ، فنزل مرغماً ، و هنا تمسك به بشدة و بدى للجميع أنه يسانده حتى يمشي معه ، و هو في حقيقة الأمر يعذبه ولو قليلاً ..
فقد قبض على يده بقوة تكاد تحطمها داخل راحة يده ، ورفعها على كتفيه و قرص على خصره حتى يسير معه ، فكتم (قصي) ضحكته بصعوبة بالغة ،



و سار معه وهو يشعر أنه لا يمشي على الأرض من شدة اعتصار (ساجد)  له و قوة غضب هذا الأخير ، ومن ناحية أخرى مد يده ليتمسك بزوجته ، فما إن همت بوضع يدها في يد زوجها حتى نظر لها شقيقها و سألها بخفوت ينذر بالخطر :
_ ماذا ستفعلين ؟ .
فطوت يدها و أعادتها إلى جانبها بسرعة قائله :
_ لا شيء يا حبيبي .
هنا لم يجد بد من انفلات ضحكته و هو يقول لزوجته :
_ زوجة مصرية أصيلة يا حبيبتي .



فكتمت ضحكتها بشق الأنفس ، و دلفوا للمصعد ..
خرجوا منه كما دخلوه و فتح لهم رجلاً يرتدي ملابس مدنية باب مكتب ما بكل احترام ..
فوجدوا (يحيى) و العميد (خالد) بالداخل و الذي رحب بهم بشدة قائلاً بابتسامة :
_ مرحباً بالبطل .
فابتسم له (قصي) و صافحه بيده الحرة قائلاً :
_ مرحباً يا سيدي .
و نظر لـ(ساجد) نظرة يعني بها أن يتركه مشكوراً على مجهوده معه ، فقد أوصله للرجل ، ليدعه يجلس ! ..



فرفض الآخر تركه ، و أبى إلا أن يجلسه هو ، فقام بإلقائه بقوة على المقعد ، ليندهش العميد و سألهما :
_ ماذا يحدث بينكما ؟! .
فابتسم (ساجد) ابتسامة بلاستيكية قائلاً :
_ لا شيء يا سيدي ، نحن بخير .
و أخذ يربت على ظهر (قصي) بقوة وهو يردف :
_ بخير تماماً .
فسعل (قصي) و هو لا يعرف كيف يكتم ضحكته و هو ينظر إلى العميد ..
ففهم أنهما يتشاحنان لسبب يخصهما ، فقال
برزانة :

_ حسناً ، هناك رجل سيأتي من قبل جهاز المخابرات الآن ليأخذك أنت و زوجتك ..
و ستكونلن تحت رعايته و حمايته حتى وقت محاكمة (راغب العشري) ..
فأخذوا يتناقشون فيما تم حتى الآن ، و أعلمهم أنهم في طريقهم للقبض عليه ..
و سيجتمعون برجال المخابرات ليخططوا ما سيفعلون في الساعات القادمة ..
فجاء الرجل بالفعل ، و قام (قصي) معه ..
لم ينسى بالطبع أن يرد لـ(ساجد) بعض أفعاله معه ، ولكن على طريقته ..



عاونه رجل المخابرات على السير و رفع هو ذراعه على كتفي زوجته التي نظرت لأخيها
بهلع ..
بينما (ساجد) ينظر بتوعد لزوجها و هو يجز على اسنانه من الغضب الذي اشعله (قصي) برفع حاجبيه و خفضهما ليزيد من غيظه أكثر ، و ضم زوجته له بيده ..
و توقفت ذكريات الاثنان عند هذا الحد ليطلقا ضحكة مرحة و تضربه هي في كتفه قائلة :
_ ستكون السبب في إصابته بما لا تحمد عقباه ..
توقف عن استفزازه يا (قصي) .
فسألها باستنكار :


_ و هل له الحق فيما فعله معي ؟! ..
لقد حطم عظام يدي ، و عصر جسدي عصراً وهو يساندني ! ..
فربتت على كتفه بتعاطف و حب ، و قصت عليه ما كان عليه وضعهما قبل ملاقاته ، ليعذر أخيها في أفعاله ..
و مرت الأيام ، و جاءت المحاكمة ، وكان (قصي) وقتها قد استطاع الوقوف على قدميه و مزاولة حياته الطبيعية كما كانت قبل الحادثة ..
فذهب هو وزوجته للمحاكمة في أول ظهور لهما بعد محاولة القتل الفاشلة على الطريق
الصحراوي ..



و استدعاه القاضي على اعتباره الشاهد الوحيد بالقضية ..
فشرح لهم ما عثر عليه و ما فعله حتى وقت الحادثة الأولى ، و ختم شهادته بقوله الصريح :
_ كل ما قمت بتصويره أو تسجيله أو ما وقعت عليه من أوراق و ملفات تدين رجل الأعمال (راغب العشري) موجودة كاملة بحوزة سيادة العميد (خالد منصور) ..
قد سلمتها إليه بعد الحادث الذي تعرضت له .
و صدّق على قوله العميد ( خالد) بأن قام من مكانه ليسلم هيئة المحكمة ما بحوزته من أوراق و



تسجيلات تدين رجل الأعمال الذي كان ينوي السفر خارج البلاد و معه أموال الدولة ظلماً
و عدواناً ..
و بعد تلقيه التهاني من زملائه ، و وسام الشجاعة و الشرف من الدولة ، أقام حفل زفاف أسطوري ..
و تسلم زوجته من والدها ، ليأخذها منه أخويها ليراقصاها و يتركاه عابس الملامح ..
فعطف عليه (سالم) و تركها له ، إلا أن (ساجد) كان له بالمرصاد ، ولم يدعه يهنئ بها طوال
الحفل ..




لكن في نهاية الليلة استطاعت مراضاته بدلالها و عشقها له ..
و أهدته خبر حملها لتصل سعادته بها إلى أقصاها تلك الليلة ..




***



يجلسون حولها و يكاد كل واحد منهم أن يربط رأسه بعصابة من أثر ذلك الصداع العنيف الذي أصابهم على يد هذان الديكان المتنازعان ..
بينما هي لا تدري ما يحدث حولها ..
يجلس بجانبها زوجها ، و يمشط شعرها بيده ، و أخيها من الناحية الأخرى ، ينزع يده عن شعرها و هو يقول باستنكار :
_ انزع يدك عنها ..
احترم وجودنا حولك .
فيهتف به من شدة غيظه لأنه لم يتركه منذ
مجيئهم :
_ دعني وشأني يا رجل ..


أذهب و تعرّف على ابن شقيقتك ..
هيا ، اتركني قليلاً بحق الله ! .
فيصرخ فيه قائلاً :
_ اذهب أنت و احمل ابنك ، لن اترك لك شقيقتي .
فقال هنا والد (قصي) بغضب و خفوت ينذر
بالكثير :
_ أقسم إن لم تصمتا أنتما الاثنان ، فسألقيكما بالخارج ، و لن أدخلكما حتى بعدما تستعيد وعيها .
فزم كلاً منهما شفتيه و أطبقها بإحكام و خاصةً بعد أن أمنّ والد (سجى) على قول الآخر قائلاً بحزم :
_ و أنا سأساعده في ذلك ..



بما أنكما لا زلتما في سن الحضانة حتى الآن .
و حينما أفاقت اسرع إليها الاثنان ، و عادت المشاجرات من جديد فقالت بوهن :
_ أتوسل إليكما ، ارحماني فأنا لا أراكما من شدة تشوش عقلي .
فاقترب منها زوجها و قبل جينها قائلاً بخفوت و حنان :
_ حمداً لله على سلامتك يا حبيبتي .
فافتعل (ساجد) حركات ساخرة مقلداً ما قال زوج أخته ، ضحكت (سجى) و قالت :
_ لا تضحكاني الآن على أفعالكما ..


لن أتحمل أقسم لكما .
فقال شقيقها بابتسامة متشفية :
_ تعرفين ما يسعدني حبيبتي ؟ ..
إنهم يقولون أن الولد يتطبع بطبع خاله ، و أتمنى من الله أن يكون ابنك يشبهني أنا ، فهذا كفيل لانتقامي منه ..
فهو لا يستحق طيبة (سالم) .
اتسعت ابتسامتها و هي ترى ملامح الزعر على وجه (قصي) ، و انفجر (ساجد) ضاحكاً وهو يبتعد قائلاً بمرح و شماتة :
_ مبارك عليك يا أبا (خالد) النسخة الثانية مني .
فقالت له زوجته بخفوت لا يسمعه سواه :


_ لا تخشى شيئاً يا حبيبي ..
فـ(ساجد) ليس سيئاً إلى هذا الحد و ..
فقاطعها قائلاً بترجي :
_ لا ، لا ، أرجوكِ لا تقولي ذلك ..
سيشبه (سالم) بمشيئة الله ..
لا ، لن أتحمل نسخة أخرى منه .
و أخفى وجهه في كتفها و هو يتمتم بصوت باكي بافتعال :
_ أرجوك يا الله لن أتحمل ..
سأقتله أو اقتل ولدي .
و تصنع أنه يبكي ، لتضحك هي بألم ..


فنظر لها بعتاب لتقول بحب :
_ أنت بعيني يا أبا (خالد) ، لن أدع أحد يصل لمكانتك عندي ، و أنت تعرف هذا .
فتطلع إليها بعشق هامساً :
_ و هل أحتاج لتأكيد يا نبض قلب أبا (خالد) ؟! ..
قرة عيني أنتِ يا أم (خالد) ..
رزقني الله منكِ الذرية الصالحة حبيبتي ، و أبقاكِ حبيبة و زوجة و عشق العين و الفؤاد ..


***

زووم إنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن