البارت الثاني

9 0 0
                                    

عادت يوني إلى منزلها، الذي كان يشبه ملاذًا بسيطًا من عالم مليء بالتحديات. كان المنزل صغيرًا ومتواضعًا، لكن بالنسبة ليوني، كان مكانًا تشعر فيه بالراحة بعد يوم مليء بالخوف والقلق.

دخلت من الباب الخلفي بهدوء، تتجنب إيقاظ والدها أو أخيها. لم يكن لديها وقت لتشرح ما حدث، حيث كانت مشاعرها مختلطة بين الإغاثة والقلق. بينما كانت تخطو داخل المنزل، تساءلت عن مدى تأثير ما شهدته على حياتها. كانت تلك اللحظة التي واجهت فيها جونغكوك قد تركت أثراً عميقاً فيها.

أزاحت الغبار عن ملابسها وسرعان ما انحنت لتقبل الأرضية الباردة، محاوِلةً لتهدئة ضربات قلبها السريعة. رغم أنها حاولت أن تُخفي ما تعرضت له، كان يمكنها أن تشعر بتوتر والدها وأخيها، الذي كان واضحًا من عباراتهم واهتمامهم.

جلست في زاوية مظلمة من غرفتها الصغيرة، تنفس بعمق لتستعيد هدوءها. أغمضت عينيها وأعادت تصور ما حدث، محاولًة فهم كيف كان يمكن لرجل كهذا أن يُبقيها على قيد الحياة ويمنحها فرصة أخرى. كانت تفكر في كل ما تعرضت له، وفي نفس الوقت كانت تشعر بشيء غير محدد يتعلق بمستقبلها.

أثناء جلوسها في الظلام، أدركت يوني أنها لم تكن مجرد صراع للبقاء،

.بعدما قضت وقتًا طويلاً في التفكير واسترجاع أحداث تلك الليلة، قررت يوني أخيرًا أن تأخذ قسطًا من الراحة. عرفت أنها بحاجة إلى النوم حتى تتمكن من الاستيقاظ مبكرًا للذهاب إلى المدرسة، حيث كانت تأمل أن يساعدها التعليم على تحسين حياتها.

توجهت إلى سريرها الصغير في الزاوية، وحاولت أن تضع أفكارها جانبًا. غسلت وجهها وسرحت شعرها، ثم انزلقت تحت غطاءها. على الرغم من الإرهاق الشديد الذي كانت تشعر به، كانت الأحداث التي مرت بها لا تزال تزعج نومها.

كانت غرفة نومها بسيطة جدًا، مزينة بلمسات خفيفة تعكس شخصيتها، لكنها كانت أكثر أمانًا بالنسبة لها من أي مكان آخر. أغمضت عينيها، وراحت تستمع إلى أصوات الليل البعيدة التي تتسلل عبر النوافذ. تدريجيًا، بدأت تشعر بالنعاس، وحاولت التركيز على التحديات التي ستواجهها في اليوم التالي بدلاً من الأحداث المؤلمة التي مرت بها.

مع مرور الوقت، غلب النعاس على يوني، وسرعان ما انجرفت في نوم عميق، تملؤه أحلام عن حياة أفضل. رغم الأعباء والقلق الذي حملته،

مع بزوغ فجر اليوم التالي، دخلت أشعة الشمس الناعمة عبر النوافذ الصغيرة لغرفة يوني، مُبددة ظلام الليل الذي كان يحيط بها. استيقظت يوني وهي تشعر بالتعب من ليلة مليئة بالأفكار والقلق، لكنها كانت تعرف أن عليها الاستعداد ليومها الدراسي.

نهضت ببطء، حاولت أن تجمع شتات نفسها وتخفف من أثر الليلة الماضية. ارتدت ملابسها المدرسية البسيطة، وركبت حقيبتها على كتفها، وخرجت من غرفة نومها لتجد والدها وأخيها يستعدان ليومهم. كانت الأجواء في المنزل هادئة، وكأن الحياة عادت إلى مجراها الطبيعي بعد تلك اللحظات الحرجة.

أعدت لنفسها وجبة إفطار سريعة، محاولةً تناول ما تستطيع لتكون نشيطة خلال اليوم. بينما كانت تأكل، كان ذهنها لا يزال مشغولاً بما حدث ليلة أمس، لكن كان عليها أن تركز على المدرسة والأهداف التي تسعى لتحقيقها.

قبل أن تخرج من المنزل، نظرت مرة أخيرة إلى والدها وأخيها، تأمل أن يكون هذا اليوم أفضل. ثم توجهت نحو المدرسة، حيث بدأت يومها الدراسي بمزيج من القلق والإصرار. كانت تتطلع إلى العثور على بعض الاستقرار والنجاح في عالمها، رغم الصعوبات التي تواجهها.

"رجل الندبه: قصة يوني وجونغكوك"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن