في فترة الاستراحة، جلست يوني في ساحة المدرسة، تتناول طعامها في هدوء. اقتربت منها زميلتها في الصف، سارا، التي لاحظت القلق على وجه يوني وسألتها برفق، "هل كل شيء على ما يرام؟ تبدين متوترة اليوم."
بعد لحظة من التردد، قررت يوني أن تشارك سارا بما حدث. نظرت حولها للتأكد من عدم وجود أي أذن فضولية، ثم بدأت تتحدث بصوت خافت. "لقد حدث شيء غريب الليلة الماضية. كنت أهرب من بعض اللصوص، ووجدت نفسي أمام شخص... شخص يبدو مخيفًا للغاية."
سارا، التي كانت متفهمة، سألت بقلق، "ماذا حدث بعد ذلك؟ هل أصابك شيء؟"
أجابت يوني، محاولةً تهدئة مخاوفها، "لا، لحسن الحظ، لم يؤذيني. كان الرجل قاسيًا جدًا، لكنه قرر أن يتركني في النهاية. لا أعرف لماذا، لكنني ممتنة لذلك. لم أتخيل أبدًا أنني سأجد نفسي في مثل هذا الموقف."
سارا نظرت إليها بقلق وتعاطف، وقالت، "أنا آسفة جدًا لما حدث لك. يبدو أنه كان موقفًا مرعبًا. لكنك قوية لأنك استطعت التعامل معه."
ابتسمت يوني برفق، رغم أنها كانت لا تزال تشعر بالقلق. "شكراً، سارا. كان من الصعب أن أخبر أحداً عن ذلك، لكن الحديث معك يجعلني أشعر بأنني لست وحدي."
استمرت المحادثة بين يوني وسارا،
في أحد المستودعات البعيدة عن الأنظار، حيث كانت أعماله غير المشروعة تجري في الخفاء، كان جيون جونغكوك يتفقد وضع الأمور. كانت هذه المستودعات بمثابة مركز لعملياته، مليئة بالصناديق والمواد التي استخدمها في صفقاته المشبوهة. الأضواء الخافتة في المكان لم تكن كافية لتخفيف الظلام الذي كان يحيط بكل شيء.
وقف جونغكوك خلف مكتبه، وهو يتصفح بعض الملفات ويجري مكالمات هاتفية مع أعضاء عصابته. رغم محيطه القاسي، كانت لديه لحظات من التأمل حيث يمكنه أن يفكر بعمق في الأمور. فكر في تلك الليلة التي صادف فيها يوني، والتي لم يستطع نسيانها.
كان ذهنه مشغولًا بصور تلك الفتاة الصغيرة، التي بدت ضعيفة وغير قادرة على حماية نفسها. لم يكن يتوقع أن يؤثر هذا اللقاء عليه بهذه الطريقة. تلك النظرات البريئة والخائفة التي رأها، والتي تُجسد ضعفها وصراعاتها، أصبحت تلاحقه وتؤثر على سلوكياته.
بينما كان ينظم بعض الأوراق على المكتب، جاء أحد مساعديه وقدم له تقريرًا عن الأنشطة الأخيرة. لكن جونغكوك كان في حالة من التركيز العميق، غير قادر على التركيز بالكامل على العمل بسبب مشاعره المتضاربة.
"هل هناك شيء آخر تحتاجه؟" سأل مساعده، ملاحظًا التوتر على وجه جونغكوك.
أجاب جونغكوك ببرود، "لا، يمكنك الذهاب الآن. سأواصل العمل هنا."
بقي جونغكوك وحده، وأخذ يسترجع ما حدث، متسائلًا عن سبب تأثير تلك اللحظة عليه. كان من الواضح أن تلك الفتاة الصغيرة قد تركت أثرًا عميقًا في داخله،
....
لايك
حتى استمر
أنت تقرأ
"رجل الندبه: قصة يوني وجونغكوك"
Mystery / Thrillerيوني، فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا، لكنها بملامحها الدقيقة وقوامها الصغير بدت وكأنها لا تتجاوز الـ12 عامًا. كانت تعيش حياة صعبة، بعيدة عن الترف والرفاهية التي يحظى بها غيرها من الفتيات في عمرها. ورغم صغرها وضعفها الظاهر، كانت تحمل في قلبها قوة عزيمة...