2

27 7 0
                                    


2•|

وقفت أمام المرآة ناظرة لنفسها برضا مستعدة لخوض ما خططت له منذ أيام ثم نزلت لتقابل أخيها الذي انكمشت ملامحه حالما رآها" رايحة فين ياملك؟" سأل و قد راوده الشك عما تخطت لفعله لتتحدث بجمود" رايحة شغلي..أعتقد إني خلاص ارتحت بما فيه الكفاية " أنهت حديثها تزامناً مع خطواتها التي بدأت تخطوها للخارج ليوقفها أخيها ممسكاً بذراعها" رحاله بنفسك يا ملك.!" تنهدت بحزن لتزيل يده ببطئ من على ذراعها و قد كسا ملامحها الحزن " اه يا علي راحاله...... عاوزني أشوفه بياخد كل حاجة و أنا واقفة بتفرج عليه بتمتع بفلوسنا...علي.....افتكر بابا تعب أد ايه عشان نبقا هنا وفوضعنا دا....هنيجي احنا و نسيب تعبه دا كدة يضيع !" أنهت حديثها و قد لمعت عينيها فورما ذكرت والدها الذي لم تنساه مطلقاً فتنهد الآخر شادا على شعره ثم أومأ بأجل قائلاً" خلي بالك من نفسك....الراجل ده مش سهل و هيحاول يوقعك"

ابتسمت ما إن أنهى حديثه الذي يدل على موافقته ثم أجابته بثبات و كأنها غير مكترثة لما قد يفعل" أعلى ما فخيله يركبه.... سلام يا برو" قالت ثم خرجت لتركب سيارتها الفارهة متجهة نحو شركة والدها...سابقا!!

صفت سيارتها بجانب العديد من السيارات ثم أغمضت عينيها مستندة برأسها على المقعد خلفها متنهدة بقوة و قد أصبحت تشعر بنبضاتها المرتفعة التي وصل طرقها لمسامعها لتستنشق الهواء في شهيق بطيئ ثم زفرته مخرجة اياه ثم ابتسمت تشجع نفسها

تناولت حقيبتها لتنزل بخطوات ثابته و قد تفاجئ كل من رآها برجوعها بعدما انتشرت الأخبار حول ملكية عصام للشركة....توجهت مباشرة نحو مكتب أبيها السابق لتفتحه و لم تنتبه لها السكرتيرة المنهمكة في الحديث مع أحد الزملاء و التي ابتسمت ساخرة ما ان رأتها فقد توقعت أن يبدل الأخرى ما إن يراها

فتحت المكتب لتتجه ببطئ نحوه ثم قرأت الاسم الذي نقش فوقه " عصام العزوني"

أمسكت بتلك الزجاحة التي نقش بها اسم عمها بدلاً من اسم والدها لتعاود وضعها وقد آلمها قلبها.فها قد ذهب تعب أبيها سداً بعدما أخذ عمها كل شيئ

جلست على الكرسي تترأس المكتب لتديره ناظرة للمدينة من خلال الزجاج رافعة الرأس لا يهمها أحد

" يا أهلاً يا بنت أخويا"
استدارت ببطئ واضعةً قدماً فوق الأخرى ناظرة
له" يا أهلا يا اللي واكل حقي " قالت و لم تنهض من مكانها تستفز الآخر ليبتسم بسخرية و قد أعجبه ثباتها " عاوزة ايه يا ملك...أعتقد انها مش زيارة بريئة" قال نافياً لتأكد على حديثه" لأ يا عمو مش زيارة...أنا جاية شغلي...يرضيك أقعد من غير شغل...طب حتى وقتها محدش هيصرف عليا أنا وخواتي...." قالت مدعية البراءة بتعابيرها التي أصبحت شبيهة بخاصة الأطفال عند الحزن ليضحك بقوة ثم اتجه ليصبح جانبها لتلف كرسيها اتجاهه" لأ طبعاً ميرضنيش يا بنت أخويا دا أنا حتى مرضتش أجيب حد غيرك..حتى اسئليهم تحت هيأكدوا على كلامي "
قال ببراءة هو الآخر لتقف ثم التقطت حقيبتها " يبقا أسيبك أنا بقا لشغلك....تشاو......يا عمو" قالت الأخيرة ساخرة قبل أن تغلق الباب خلفها بقوة لتتبدل تعابير الآخر للغضب ضارباً يده بقوة بالكرسي بجانيه

خيوط القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن