وضعت أخر متعلقاتها الشخصية فى حقيبة السفر الكبيرة ، تنهدت وهى تنظر جانبها لتلك الدمية الموضوعة على الكومود لتقترب وتلتقطها ، اخذت تنظر لها بحنين والدموع تتلألأ فى عينيها قالت وهى تمسح على رأسها" عمرى ما هنساكى يا حلا انا بس محتاجه اكون احسن يا حبيبتى ، هتفضلى طول عمرك جوا قلبى "
ثم عانقت الدمية بشدة ووضعتها مكانها مرة اخرى
طرقت نرجس على الباب برفق ثم دخلت وهى تقول بحماس" ها جهزتى ولا لسه "
مسحت كارما الدمعه التى فرت من عينها وقالت
" اه خلاص ، نرجس انتى متأكده انك هتسيبى شغلك هنا وهتيجى معايا "
قالت بسعادة
" يعنى هى المطاعم خلصت انا شيف قد الدنيا والف مطعم يتمناني، وبعدين انا كنت جاية اكلمك فى الموضوع ده "
ردت كارما باستغراب
" موضوع ايه "
" بصى يا ستى انا كلمت وائل ابن خالتى هو عايش فى الغردقة وبيشتغل هناك وجابلى شغل فى مطعم كبير هناك وكمان ظبطلنا شقه ايجارها كويس نعيش فيها "
ابتسمت كارما قائلة بامتنان
" انا مش عارفة اشكرك ازاى على اللى بتعمليه
معايا ده "قالت نرجس بمزاح
" لا نبقى نشوف حكاية الشكر دى بعدين يلا عشان منتاخرش على الباص "...
***
انطلقت تلك الحافلة الكبيرة لوجهتها (الغردقة)
جلست كاما تنظر من النافذة نحو الطريق ، فهى لم تكن تخرج من منزلها منذ فترة طويلة الا لبعض الزيارات للطبيب النفسي ، شعرت لوهلة انها نسيت شكل الشارع والاشجار والسماء وايضا الناس !استندت برأسها للخلف واغلقت عينيها فمازال الطريق طويل امامهم، وبعد مرور بضع ساعات توقفت الحافلة فى كمين ليتم انزال جميع الركاب لحين الانتهاء من تفتيش الحافلة قالت كارما بتساؤل
" هو فى ايه "ردت نرجس توضح لها
" ياربى بقى هيفتشوا الباص يلا يا بنتى ننزل "
وقفت كارما برفقة نرجس وباقى الركاب منتظرين انتهاء الضباط من التفتيش ،لفت نظر كارما صوت طفله صغيرة تتحدث مع والدتها بحماس وسعادة وهى تقول
" ماما احنا رايحين البحر "
لترد والدتها بأبتسامة
" اه يا حبيبتى "
لتقفز الطفلة مكانها بسعاده وهى تتناول قطعة الشيكولاته التى تمسكها فى يديها .
ابتسمت كارما بحزن وعادت ذكرياتها مرة اخرى ..
