( ٢ )

238 21 2
                                    


وضعت أخر متعلقاتها الشخصية فى حقيبة السفر الكبيرة ، تنهدت وهى تنظر جانبها لتلك الدمية الموضوعة على الكومود لتقترب وتلتقطها ، اخذت تنظر لها بحنين والدموع تتلألأ فى عينيها قالت وهى تمسح على رأسها

" عمرى ما هنساكى يا حلا انا بس محتاجه اكون احسن يا حبيبتى ، هتفضلى طول عمرك جوا قلبى "

ثم عانقت الدمية بشدة ووضعتها مكانها مرة اخرى
طرقت نرجس على الباب برفق ثم دخلت وهى تقول بحماس

" ها جهزتى ولا لسه "

مسحت كارما الدمعه التى فرت من عينها وقالت

" اه خلاص ، نرجس انتى متأكده انك هتسيبى شغلك هنا وهتيجى معايا "

قالت بسعادة

" يعنى هى المطاعم خلصت انا شيف قد الدنيا والف مطعم يتمناني، وبعدين انا كنت جاية اكلمك فى الموضوع ده "

ردت كارما باستغراب

" موضوع ايه "

" بصى يا ستى انا كلمت وائل ابن خالتى هو عايش فى الغردقة وبيشتغل هناك وجابلى شغل فى مطعم كبير هناك وكمان ظبطلنا شقه ايجارها كويس نعيش فيها "

ابتسمت كارما قائلة بامتنان

" انا مش عارفة اشكرك ازاى على اللى بتعمليه
معايا ده "

قالت نرجس بمزاح

" لا نبقى نشوف حكاية الشكر دى بعدين يلا عشان منتاخرش على الباص "...

***

انطلقت تلك الحافلة الكبيرة لوجهتها (الغردقة)
جلست كاما تنظر من النافذة نحو الطريق ، فهى لم تكن تخرج من منزلها منذ فترة طويلة الا لبعض الزيارات للطبيب النفسي ، شعرت لوهلة انها نسيت شكل الشارع والاشجار والسماء وايضا الناس !

استندت برأسها للخلف واغلقت عينيها فمازال الطريق طويل امامهم، وبعد مرور بضع ساعات توقفت الحافلة فى كمين ليتم انزال جميع الركاب لحين الانتهاء من تفتيش الحافلة قالت كارما بتساؤل

" هو فى ايه "

ردت نرجس توضح لها

" ياربى بقى هيفتشوا الباص يلا يا بنتى ننزل "

وقفت كارما برفقة نرجس وباقى الركاب منتظرين انتهاء الضباط من التفتيش ،لفت نظر كارما صوت طفله صغيرة تتحدث مع والدتها بحماس وسعادة وهى تقول

" ماما احنا رايحين البحر "

لترد والدتها بأبتسامة

" اه يا حبيبتى "

لتقفز الطفلة مكانها بسعاده وهى تتناول قطعة الشيكولاته التى تمسكها فى يديها .

ابتسمت كارما بحزن وعادت ذكرياتها مرة اخرى ..


زهرة خلف قضبان قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن