حياة جديدة ولكن ..!كانت تنظم تلك الازهار التى وصلتها للتو فى اماكنها المخصصة لها وهى تضعهم واحده تلو الأخرى ، تعشق الوان تلك الازهار المختلفه وروائحها التى تبعث فى نفسها السعادة ، بعدما انتهت من تنظيمها حملت تلك الدلو المملؤ بالمياه لتنظف الأرضية من الطين والاتربة التى كانت عالقه بالازهار ، قاطعها صوت هاتفها لتذهب نحوه وتلتقطه ، كان المتصل مهاب فاتسعت ابتسامتها واجابت عليه
" مساء الخير "
اجابها مهاب بنبرة هادئة
" مساء النور يا كارما ، انتى فى المحل "
اجابت بابتسامه
" اه لسه مروحتش "
" تمام كويس جدا انا جاي حالا "
قالت بسعاده " مستنياك " ..
اغلقت الهاتف واخذت تلتف حول نفسها بسعاده ، تشعر وكأنها مراهقه فى مقتبل العمر وليس أمراه ناضجه ستتم السادسة والعشرون من عمرها ، دلفت لتلك الغرفة الصغيرة فى آخر المحل لتنظر لشكلها بالمرآه وتقوم بتعديل هيئتها وهى تشعر نفسها بخفة الفراشات..!بعد مرور بعض الوقت وجدت كارما سيارة مهاب تُصَف امام دكانها ويترجل منها مهاب وهو يدلف للداخل بابتسامته المعهوده التى اسرت قلبها وجعلته يخفق بشدة ..
جلس على ذلك الكرسي امامها وهو يقول بإبتسامه
" طمنينى عليكى عاملة ايه "
ابتسمت بتوتر وقالت
" الحمد لله كويسة "
ثم تابعت بنبرة مرح وقالت
" ها يا ترى جاى تاخد بوكيه لمين أنهاردة اظن الفترة اللى فاتت دى انت اشتريت للعيلة كلها ورد "
ضحك مهاب بشدة وقال
" اممم قصدك تقولى انى مفقوس اوعى يعني"
اشارت بيدها وقالت
" امم يعني "
نظر لها نظرة تشع حب وحنان شعرت بها كارما وتخللت ثنايا قلبها ثم قال بحنو
" انا عايز وردة واحدة "
عقدت حاجبيها قائلة باستغراب
" وردة واحدة بس !"
أومأ براسه بالإيجاب محتفظا بتلك الابتسامة الحنونة ، فتحركت كارما لتنتقى له زهرة من بين أزهارها فأختارت اكثر انواع الازهار حبا اليها وهى زهرة ( الجورى ) الحمراء ثم اعطته اياها قائلة
" أدى الوردة اهى "
ضحك بعفوية ثم امسك الوردة من اوراقها وبخفه وضعها خلف أذنها وقال
" انا عايز وردة واحدة بس وهى أنتى "
اتسعت عيني كارما وظهرت بهم السعادة الحقيقة ، بينما شعرت ان قلبها سوف يغادر قفصها الصدرى من خفقانه وفرط حماسه ..
تابع قائلا بجدية
" كارما ممكن اسألك سؤال "
اومات براسها دون ان تتكلم فهى مازالت لا تستوعب ما سمعته للتو فتابع مهاب قائلا
" هو انتى ليه مسميه المحل باسم حلا انا بصراحه كنت فاكر في الاول انه اسمك"
اختفت ابتسامة كارما من على وجهها تدريجيا وفاقت من عالم الاحلام على واقعها المرير ، تُرى هل سيتقبل مهاب ماضيها وستظل نظرات الحب تلك فى عينيه ام سيبتعد عنها بعد معرفة الحقيقة !
" انا اسف شكلى فكرتك بحاجة ضايقتك "
نظرت له وعيونها تلتمع بالدموع وحسمت امرها قائلة
" انا هحكيلك كل حاجة " ....***
" نرجس نرجس استنى هنا انا بكلمك "
قالها وائل بعصبية وهو يلحق بها بعد ان تركته وبدلت ثيابها واخذت حقيبتها حتى لم توضح للشيف بكر سبب انصرافها المفاجئ ، اوقفها وائل قرب باب المطعم وهو يقول
" هو انا مش بكلمك !"
اجابت بغضب واضح
" مبقاش في بينا كلام وشغل هنا انا خلاص سيبته واياك بس تفكر تظهر قدامى تانى انت فاهم "
تركته وهمت بالذهاب لكنه امسكها من رسغها وسحبها بقوة وهو يقول بغضب
" مش هتمشي يا نرجس مش بمزاجك انا بس اللى اقول امتى تمشي ، ده انتى كنتى بتجري ورايا عشان بس تسمعى منى كلمة حلوة دلوقتى خلاص !"
حاولت نرجس سحب يدها ولكن كانت قبضته اقوى منها فحاولت ان تصرخ لعل احدا من الزبائن يسمع صوتها ، ولكن قبل ان تفتح فمها وجدت من يلكم وائل بشدة على وجهه ليرتد للخلف ممسكا بانفه الذى سال منه الدماء متألما.
نظرت نرجس جانبها لتتفاجئ بإياد وهو ينظر لوائل بغضب ثم قال
" فكر تلمسها مرة تانية وانا هكون دافنك هنا"
ضحك وائل بسخرية ثم قال قاصدا استفزاز إياد
" أوووه انتى لحقتى تكلميه يجى لا مش سهلة انتى برضو يا نرجس ، لاقيتينى مش معبرك قولتى تلفى على حد غيرى مبتضيعيش وقت ابدا "
لم يشعر إياد بنفسه الا هو يلكمه مرة اخرى بقوة لتنكسر على آثر الضربة سنه من أسنان وائل
امسك اياد بيد نرجس وقال بصوت غاضب
" مش هسمحلك تجيب سيرة خطيبتى حتى فبالك لو غلطت فيها "
صدم وائل من حديثه وقال
" خطيبك ! "
سحب إياد نرجس وخرج بها من المطعم وسط ذهول الجميع وأولهم وائل !
اجلسها فى السيارة ثم جلس جانبها وسار بها قليلا ليبتعد عن المطعم ثم اوقف السيارة سريعا ، لتشهق نرجس وهى تندفع نحو الأمام
نظر لها بغضب وهو يقول
" مين ده ومعناه ايه الكلام اللى قائله "
نظرت له نرجس بغيظ وقالت
" انت مالك ومين اصلا اداك الحق تشدنى من ايدى كده وتقول انك خطيبي "
ثم استدارت لتفتح الباب لكنه احكم اغلاقه ثم قال بنبرة غاضبة
" مش هتنزلى من هنا الا لما تجاوبى على اسئلتى مين ده ! ويقصد ايه ! "
التفت له نرجس ببطئ ثم تنهدت وقالت بصوت حزين
" هحكيلك كل حاجة "....." بس ده كل حاجة "
قالتها كارما ثم مسحت تلك الدموع التى اغرقت وجنتيها بيديها ، ظلت صامتة تنظر لمهاب الذى كانت نظراته مبهمه ، مرت عليها تلك الدقائق الساكنة وكأنها دهر حتما سيتركنى مثلما تركنى كل شئ أحببته ولم ألومه على ذلك...
وضعت نظرها للأرض متأهبه لرده ولكنها تفاجأت بيده الممدوة لها بذلك المنديل القماشي المطرز عليه أسمه .
رفعت بصرها له لتجد نفس تلك الابتسامة الهادئة على ثغره وكأنه لم يتغير شئ
اخذت منه المنديل ومسحت دموعها ثم سمعته يقول بحنو
" انتى فاكرة ان اللى قولتيه ده ممكن يغير حاجة ! "
اخذ نفسا عميقا وتابع قائلا
" كارما أنا بحبك واى حاجه حصلتلك زمان مش هتغير ذرة واحدة من حبى ليكى ، إلا لو انتى قولتى بلسانك ان مش عيزانى ساعتها انا همشي وعمرى ما هضايقك تانى"
اخذ صدرها يعلو ويهبط نتيجة لدقات قلبها العالية ، حاولت تنظيم انفاسها المتلاحقة ثم اخذت ابتسامتها فى الاتساع لتقول بسعادة
" متمشيش يا مهاب "
بادلها تلك الابتسامة الحنونة ثم تابع قائلا
" أنا جاى أعزمك على حفلة افتتاح الفرع التانى لشركتى اللى فى القاهرة بعد بكرة "
قالت بحماس
" بجد خلاص اجراءات الشركة خلصت "
" الظاهر كده ان وشك حلو عليا "
ابتسمت بخجل ثم تابع مهاب قائلا
" ها هتيجى ولا "
قالت سريعا بسعادة
" هاجى طبعا "...***
" ممكن بقى تفتح الزفت ده وتنزلنى ادينى قولتلك اللى عايز تعرفه "
بعد قليل من الوقت لم يبدى إياد أى ردة فعل ، أدار السيارة فجأة وانطلق بها لتشهق نرجس بصدمة وتقول
" يخربيتك انت رايح فين انت خاطفنى ولا ايه ، لا اسمع والله اكسر الازاز ده واصوت والم عليك امه لا إله إلا الله انتى متعرفنيش انا مجنونة"
رد ببرود " عارف "
نظرت له بدهشه ورفعت حاجبها وقالت
" انت ازاى بارد كده بجد "
لم يرد عليها مما أثار حنقها فاخذت تثرثر طوال الطريق قاصدة أستفزازه لكنه لم يتفوه بكلمه
صف السيارة اسفل البناية التى تسكن بها برفقه كارما ثم قال بنبرة باردة
" أطلعى لمى هدومك عشان رايحين القاهرة"
فغرت فمها فى دهشة وقالت
" نعم أنت بتقول ايه قاهرة ايه اللى هروحها
ومعاك انت "
سحبت حقيبتها بغيظ وترجلت من السيارة لتصعد بيتها ولكن اوقفها صوت إياد البارد قائلا
" اه صحيح انتى طالعه دلوقتى وناوية تطنشيني بس تخيلى كده بنت قاعده لوحدها ويشوفوا شاب طالعلها فكرك كده ممكن يقولوا ايه ؟ "
اتسعت عينيها بصدمه وقالت
" انت اكيد مجنون اياك حتى بس تفكر تعتب باب الحوش "
نظر فى ساعته وقال
" معاكى عشر دقايق وتكوني هنا بشنطتك "
قالت بحنق " أنت بتحلم "
ابتسم باستفزاز وقال
" بقوا تسعة ، انا بقول انزل من العربية واستعد انى اطلع فوق "
رجعت للخلف بذعر عندما ادركت جديته ثم قالت
" لا لا خلاص حاضر طالعه "...
بعد مرور عشرة دقائق نزلت نرجس بعد ان اعدت حقيبتها التى اخذها منها إياد ليضعها فى المقعد الخلفى للسيارة ، بينما ركبت نرجس جانبه وهى تقول
" ممكن افهم احنا رايحين القاهرة ليه "
لم يجاوبها اياد فتابعت بغيظ
" طب ادينى موبايلى اكلم كارما واعرفها عشان متقلقش عليا "
اجابها بجدية " متقلقيش هى عارفه انك معايا ، مهاب عازمها على حفله افتتاح الشركة بعد بكرة يعنى على بكرة بالكتير كارما هتكون فى القاهرة "
ردت عليه بغضب
" طب ولازمته ايه الاكشن ده كله ما كنت سافرت مع كارما "
ابتسم ابتسامة عابثة ثم قال بكل اريحية
" أصل أنا هتجوزك قبل الحفلة " ....