أخرج إياد تلك الورقة من جيب سترته ووضعها على الطاولة وهو يقول بحماس
" استلمنا شيك اول دفعه من شوكت "
اتسعت عيني مهاب وقال بدهشة
" يا راجل بالسرعة دى وصل امتى "
اجابه بفخر
" احنا مش اى حد ، وصل انهاردة بعد ما ممشيت بشوية وبصراحة مقدرتش استنى لبكرة عشان ابلغك"
امسك مهاب الورقة ونظر فيها بسعاده فها هى أحلامه التى سعى لها بكل جهد تتحقق و شركته التى افتتحها منذ عام واحد تجنى ثمار تعبه وتكبر رويدا رويدا امام عينيه ، افاق على صوت اياد يقول
" احنا لازم نحتفل بقى "
رد عليه مهاب بتعب
" لا احتفل مع نفسك انا تعبان ومحتاج ارتاح وبعدين لازم نشتغل باقصى جهد عندنا عشان نتمم الصفقة دى "
رد عليه بإحباط
" خلاص انت سديت نفسي "
ضحك مهاب وقال " طب قوم بينا نمشي "
خرجوا من باب المطعم ليتجه كلا منهم لسيارته ولكن مهاب رأى كارما وهى تقف برفقة فتاه اخرى بجانب المطعم فاقترب منهما قائلا بابتسامه هادئة
" استاذة كارما تحبى اوصلكوا للبيت "
ثم نظر فى ساعته ليجدها الحادية عشر فيتابع قائلا
" الوقت اتأخر يعنى وممكن حد يضايقكوا "
وزعت نرجس نظراتها بينهم وهى تضيق عينيها ثم سمعت كارما وهى تقول
" شكرا يا أستاذ مهاب مش عايزين نتعب حضرتك احنا هناخد تاكسي ونروح "
" صدقينى مفيش اى تعب ...."
قطع حديثه صوت اياد من خلفه وهو يقول
" انت مش كنت تعبان جاتلك الفوقة دلوقتى "
ثم نظر لكارما وهو يقول بأبتسامه
" اهلا وسهلا "
ثم وجه نظره نحو نرجس التى دهشت لرؤيته ليقولوا فى آن واحد
" أنت تعرف البت دى "
" أنت تعرف الواد ده ".....ترجلت كارما برفقة نرجس من سيارة مهاب ثم شكرته كثيرا لتعبه معهما لينصرف بعدها مهاب.
جلست نرجس على الآريكه بجانب كارما وهى تنظر لها بنصف عين وتقول
" امممم مش هتقوليلى بقى مين الكابتن ده "
قالت كارما بخجل حاولت اخفاءوه
" ده ، ده الللى حكيتلك عليه اللى اشترى منى ورد الاسبوع اللى فات "
ردت نرجس بابتسامه خبيثة
" اممم بس الظاهر كده انه اكتر من زبون "
قالت كارما بتوتر
" يعنى ايه مش فاهمه "
اقتربت نرجس اكقر وقالت
" يعنى شكلك كده مخدتيش بالك من نظراته ليكى "
قامت كارما بتوتر وقالت
" نرجس انا مش فيقالك انا عايزة انام "
قامت نرجس وامسكت بكتفيها لتوقفها قائله
" وماله يا كارما لما تدى لنفسك فرصه وتفتحى قلبك من تانى ، انسي يا كارما وعيشي حياتك يا حبيبتي ادى لنفسك فرصة تفرحي"
قالت كارما بحزن
" عيزانى انسي بنتى !"
" لا طبعا عشان انتى عمرك ما هتنسيها حلا هنا فى قلبك ومش هتطلع منه بس هى لو كانت موجودة عمرها ما كانت هتحب تشوفك حزينه كده ، كارما اللى مريتى بيه مش سهل انتى بقالك سنه ونص بتعانى واهى الفرصة جاتلك افتحى قلبك يا كارما واديله فرصه يفرح من تانى "...مرت ثلاثة أشهر كان فيها مهاب يعمل بجد وقد أتت صفقته مع شوكت بثمارها وأعطت لشركته شهره اكبر وذاع صيتها حتى انه سار بإجراءات افتتاح فرع الشركة الثانى بمحافظه القاهرة وكان إياد يتابع الاعمال هناك من حين لآخر .
وفى تلك المدة تقرب لكارما ، فكان كثيرا ما يتحجج بشراء الورد وذلك ليرآها ويقضي معاها بعض الوقت بينما شعرت كارما بان قلبها يدق كلما تراه ، هى تعلم ان زيارته لها فى المحل ما هى الا حجه ليراها ولكنها كانت تسعد بذلك كثيرا ، وبالرغم من ذلك لم تظهر مشاعرها وحافظت على حدودها بالتعامل معه .
وفى تلك الاثناء كان إياد دائما ما يتناول وجبة غداءوه فى ذلك المطعم الذى تعمل به نرجس قاصدا مشاكستها والعراك معاها ..طرقت نرجس على بابه وهى تنظر للأعلى بنفاذ صبر ولكن حاولت الحفاظ على هدوءها ، دلفت بعد ما سمعت صوته يأذن لها بالدخول وقالت
" حضرتك طلبتنى "
نظر لها وائل بابتسامه ثم قال
" اه اقفلى الباب واقعدى يا نرجس"
القت نظرة على الباب ثم وجهت بصرها له مرة اخرى وهى تقول بلامبالاه
" للاسف مش فاضية عندى شغل كتير فى المطبخ اتفضل حضرتك انا سمعاك "
ضرب وائل بيده على سطح المكتب ثم نهض من مكانه واقترب منها وهو يقول بغضب
" والله مش فاضية ، لكن فاضية للواد اللى لازقلك فى الرايحة والجاية ده ها "
هوت نرجس بيدها على وجنته لتصفعه بقوة ثم قالت بثقة
" انا مسمحلكش تقول عليا نص كلمه ، ومش هقعد دقيقة واحده هنا "
استدارت لتنصرف لكنه امسكها من ذراعها قائلا بحده
" بتضربينى عشانه يا نرجس ايه نسيتى حبك ليا ولا انا بقيت كخه دلوقتى "
سحبت يدها بعنف وقالت بغضب
" لو فكرت تلمسنى تانى هقتلك انت فاهم ، وبالنسبة ان كان فيه مشاعر من ناحيتك فمش هنكر ده لكن انت رفضتها وانا محيتها من جوايا وخلصنا "
ابتسم بسخرية وقال
" لكن هو يمسكك من ايديكى عادى صح "
ابتسمت بتشفى وقررت اغاظته قائلة
" ايه اللى اتغير ولا عشان عرفت ان كارما مبقتش مناسبة ليك فقولت ترجع للهبله اللى كانت بتجرى وراك "
اقترب منها فرجعت خطوة للوراء وهو يقول بنبرة حانية
" نرجس انا صدقت انك بتحبينى فعلا وانا اكتشفت انى مقدرش اعيش من غيرك ، متزعليش منى انا لما بشوفك معاه بتجنن "
اقتربت خطوة وقالت بتحدى وغضب
" متقلقيش انت كده كده مش هتشوف وشي تانى " ثم خرجت صافقة الباب خلفها بقوة ....