بصمت كسكون الموتى كانت تجلس على الآريكة ضامه ركبتيها لصدرها و تحاوطها بيديها وهى تنظر للفراغ نظرة خاليه من الحياهدقائق و سمعت صوت المفتاح يُدار فى الباب ثم دلفت كارما واغلقته خلفها ، وعندما رأت نرجس اسرعت اليها وجلست جانبها وهى تقول بعتاب وقلق
" انتى فينك يا نرجس مش قولتى هتعدى عليا نروح سوا عمالة اتصل بيكى مبترديش ، قلقتينى عليكى "
لم تتفوه نرجس بكلمه مما اثار قلق كارما فهزتها وهى تقول
" مالك يا نرجس تعبانه ولا فيكى حاجه ؟"
هنا لم تستطع التماسك اكثر فارتمت باحضانها وهى تبكى بشدة كالاطفال ، فزعت كارما واخذت تمسد على رأسها محاولة تهدئتها
" اهدى يا حبيبتى مالك بس "
بعد عدة دقائق افرغت نرجس ما بداخلها من حزن وحسرة ، التقطت انفاسها ومسحت دموعها وهى تقول بصوت مبحوح من البكاء
"متقلقيش انا تعبانه شوية"
ثم نظرت امامها وقالت بنبرة ذات مغزى
" بس هبقى كويسة ، لازم ابقى كويسة"
لم تفهم كارما شئ ولكنها فضلت ان لا تضغط عليها فقالت بحنو
" قومى نامي وارتاحي عشان اعصابك تهدى ، تحبى اعملك حاجه تشربيها "
ابتسمت نرجس قائلة
" لا تسلمى ، تصبحى على خير "...
استلقت كارما على فراشها واخذت تنظر لسقف الغرفة بشرود ، تُرى ما الذي سيحدث غدًا هل ستبتسم لها الحياة ام ستزداد معاناتها من جديد !
تقلبت على جانبها وفجأة تذكرت نظرات ذاك الشخص الغريب الذى اشترى منها باقة ازهار اليوم ، لقد لاحظت نظراته جيدا لكن ترى من ذاك وما قصته ، وأثناء ذلك غطت فى نوم عميق دون ان تشعر لتستسلم لعالم الأحلام
فتحت عينيها التى ازعجتها اشعه الشمس ونظرت لذلك الذى يقف امامها بابتسامه بعد ان فتح ستائر الغرفة على مصرعيها ، قالت بتذمر مصطنع
" يووه بقى يا حاتم اقفل الستارة عايزة انام "
جلس جانبها وهو يدغدغها لتتعالى ضحكاتها وهو يقول بخبث
" مقفشتكيش انا يعنى وعرفت انك صاحية وعملالى فيها نايمة "
قالت بضحك
" طبعا لازم اصحى انهاردة اول يوم مدرسة للولى ، انت مش هتصدق انا فرحانه قد ايه"
هنا دلفت حلا بعد ان ساعدها والدها فى ارتداء ملابس المدرسة وهى تحمل حقيبتها المرسوم عليها بعض الرسومات الكرتونية ، وقفزت على السرير وهى تقول بمرح طفولى
" انهاردة اول يوم مدرسة اصحى يا ماما اصحى"
ضحكوا جميعهم ثم اخذوا يمزحون قليلا مع حلا ، ومن ثَم انصرف حاتم برفقة حلا ليوصلها للمدرسة ، قامت كارما واخذت ترتب البيت وقررت ان تطهو لحلا وحاتم الطعام المفضل لهم بمناسبة اول يوم دراسة لحلا .
