Part Twelve...

19 8 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

في ليلة يلفها الظلال، ألقى القمر المكتمل ضوءًا خافتاً على غابة غارقة في الرعب. ظهرت فتاة، مسكونة بأهوال لا توصف، لكنها مدفوعة بعزيمة شرسة.

تردد صدى كل خطوة بثقل ماضيها، وسلاسل حاضرها، وعدم اليقين بشأن مستقبلها.

في مغامرة إلى المجهول، تحدت اليأس، سعياً ليس فقط إلى الكشف عن أسراره ولكن لإشعال وميض من الأمل في عالم ملتوٍ بسبب الألم.

في أعماق الظلام، أصبحت منارة للإمكانات، تتسابق نحو فجر بدا بعيد المنال.

وبينما كانت تعبر الطريق... سمعت صوت زأير مخيف، لم يكن لأسد أو نمر بل كان صوت وحوش مرعبة.

التقت عيناه الحمراوان بعينيها البحريتين وبدا أنهما يتناقضان، أسنانه الضخمة الملطخة بدماء أحد الضحايا يقطر منها قطرات دماء.
لم تكن لتتحرك من أرضها، وقفت شامخة كالجبال بصمت، تاركة لعينيها المظلمتين الحديث.

وفي اللحظة التي هاجم فيها المفترس فريسته....

(-نيستور-... فأس.... لنفعلها!!)

استخدمت الفأس واندفعت بمهارة نحو حجمه الضخم و انقضت عليه كما ينقض المفترس على فريسته، فتتناثر لحمه في كل مكان في الغابة وتتساقط قطرات الدماء كيوم ماطر، و معظمها التصق على الشجر، كذكرى وعبره لكل من يفكر في الوقوف في طريقها.

(انتظري... كيف تتجرأين على قتله؟؟، من منحك الاذن؟؟)

تتنهد لتسمع ذلك الصوت النابع من وراءها، شخص انيق غامض، ملطخ بالدماء، ذو عينان داكنتان كلون شعره، لقد كان الدم يسيل في كل جهة من جسده.

(معذرةً، يفترض بك ان تشكرني، حالتك مروعة)

(لا يهمني ما حالتي الآن، كان هذا الوحش الاخير الذي املكه!!)

(تملكه!!! كيف تربي تلك الوحوش و تحتفظ بها؟؟، يفترض بك ان تقتلهم وليس ان تربيهم!!)

(كان احدى تجاربي، اردت ان اكتشف اشياء جديدة و ربما طرق لاستخدام هذه الوحوش بدلاً من قتلها)

(هذا جنون!! عرضت حياتك للخطر من اجل شيء عديم التفكير، هذا تهور)

فتوقف ليأخذ نفس عميقاً ويخرج قماشاً ليمسح به وجهه ويتنهد

(حسناً، بما أنه كان الأخير، مضطر إذَن للبحث والصيد مرة اخرى...)

لم ينتهي من جملته الا ان سمع شخص ما يتكلم من خلال اللاسلكي خاصته، بينما اقربه الى سمعه، وصلت اليه الانباء بذلك الانفجار الذي حل في الشمال، و عدد الضحايا الذي يتزايد مع كل لحظة تمر.

عهد الظلام (Dark Era) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن