الملف الأزرق 📘

خَيْط 💘

البارت الخامس :

سيدة سحر مساءُ الخير، مساعدتِي أخبرتني أنك أردتِي إيقاف حصصك، و أيضا أنكِي ما عُدتِي تشعرين بالخوف و هذا أفرحنِي جداً، وددتُ أن تأتي لي غداً و نتحدث عن هذا كحصة وداعية و بها أتأكد أكثر من حالتك،

إتسعتْ عيناه، ما الذي تقولُهُ هذه ؟

خوفُ ماذا ؟ و ما علاقةُ ذلك بسحر ؟ منذُ متى تذهبُ..
ألوااا.. سيدة سحر.. هل تسمعينني ؟

هذا الخوفُ في عينيها هل أنا من خلقتُه ؟

تذكر مشهدهما عند الباب و كيف كانت مرتعبةً في كثيرٍ من المراتِ منه، فهم سبب إختفئها و خروجها من القصر أيامها بدون إذنه، لم ترد أن يرى حالتها تلك و يشمت بها آنذاك،
صعُب عِندهُ التنفس، و هبَّ مُسرِعاً حتى أنهُ لم يلحظ خروجَها من غرفةِ يوسُف و كيف نادت عليه، فهِمت من حاله أن شيئا ما حدث، ذهبت مُسرِعةً لغُرفتِها كي تأخذ الهاتِف و تتصلَ به ليتزامن ذلك مع إتصال الطبيبة مرة أخرى،

سيدة سحر، هل تسمعينني الآن، إتصلت سابقاً و أحدهم كان على الخط و لم يُجب فضننتُ أن المشكلة بهاتِفي، سأعيد ما قلت...

يا الله لقد علِم بالأمر، لابد أن يكون مُحطماً يجبُ أن أجده، تعلمُ جيداً أنه سيُعاقِبُ نفسه، في نفسِ اللحظة التي أغلقت سحر الخط مع الطبيبة كان هو أمامَ بابِ العيادة بعد أن أرسل رقمها لنديم لكي يأتيهِ بمعلوماتٍ عنها،

نديم : يمان الرقم عائد لمُعالجة نفسية، يبدوا أن السيدة سحر كانت تذهب له منذ بِضعِ أسابِيع،

دخل العيادة فحاولت السكرتيرة إيقافه إلا أن نظراته المرعبة جعلتها تتجمد في مكانها،

دفع باب مكتبها فحاولت الإستفسار عما يحدث دون جدوى، جلس بكل هيبة،

يمان : زوجتي تأتي هنا للعلاج، سحر كيرملي أريد أن أعلم مما تعاني ؟

الطبيبة : أعتذر خصوصيات المرضى لا يمكننا إخبار أي أحد بها دون إستأذانهم، و كما ترى الساعة تجاوزت السادسة و نحن لا نستقبل أحداً بعدها رجاءاً غادِر،

أخرج مسدسه بكل هدوء ثم وضعه على الطاولة المقابلة له، تابع بسحب منديل من جيب معطفه و أخذ بمسحه قائلاً يبدوا أننا سنقوم بها بالطرق التقليدية، إبتلعت ريقها، فبدأت من بعد ما أخرجت ملفها بسرد حالتها،

تعاني السيدة سحر من قلة النوم، قلة الثقة و الكوابيس، حسب ما وصلت معها، فهي كانت تعاني تحت ضغط نفسي حاد، لم تفصح لي يوما عنها، بل أرادت العلاج بالأدوية فقط، و كي أتمكن من مساعدتها أكثر قمت بتنويمها مغناطيسيا، فبدأت تهذي بعد مدة،

لست نكرة،
أنا لم أفعل شيئا،
لست خائنة، لست مسكينة،
لماذا، لماذا تقول هذا، أصمت، لست كذلك،