عنيدُ كأمِّي

44 3 0
                                    


البارت الثاني عشر :

يماا.. ألجمت الضِّحكات التي إنطلقت منه لسانها، لم تُدرِك بعد أنها لم تمنحهُ بعد فرصة لإبداء سعادته بروجعها له، إبتسامته، ذاك اللمعانُ العائدُ لعينيه، تلك الغمزة في خدِّه، تأثرت بكل ذلك كثيراً و حين أنزلها لاحظ إمتلاء عينيها، كان شديد الوضوح له أنها مسرورةٌ أيضا، أخذ خطوتهُ الأولى بتقبِيلِ جبِينها ثمِّ حثَّها ليُواصلا الطريق،

     🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
تركت فرامِلُ سيارته ذي الدفع الرباعي من نوع الجِيبْ أثاراً يلحضها البعيد أكثر من القريب أمام العنوان الذي ها هو يتحقق منه بعينينِ شديدتآ الآحمرار، تقرير جاسوسه عن كون سحر قضت الليلة بنفس المنزِل مع عدوه اللدود قد أضاق الخناق على قلبه، لأول مرة يحسٌ بهكذا شعور، راحت ذكرياتهُ حين كان يراقبها تجاهدُ لإستعادة صحتها و توقف عند تلك اللحظة، تلك حين صرخت بذاك الطبيب الذي حذرها من إجهاد نفسها بالتمارين، نظرتها الشرسة المليئة بالحقد،

بالغصب، بالعتاب بعد رفعها لرأسها فوق، شعرها المموج الذي عاد للخلف، صدرها الذي يعلوا و ينخفض، تصميمُها، أدرك الآن لما إنسحب ذاك اليوم من أمامها، لها هالةٌ خاصة،

لا عجب أنكَّ تركت كل شيئ لأجلها كيريملى،

قائلاً بينما يشدٌ على المقودِ يتفحص ذلك الباب من بعيد، ترجل من سيارته بكل هيبة ليأخذ خطوات نحوه فإعترضه أحد الحراس واضعا ذراعه على مستوى صدره،

إلى أين يا سيِّد ؟ لم يُعِرهُ أكساك إهتماما، فزاد هذا من ضيق الذي إعترض طريقه، كانت تقاسيم وجهه تعكِسُ النار المضلمة المتقدة في قلبِه فهي جملة وحيدة نطق بها،

إبتعِد من أمامي أيها الوضيع،

من تضنٌ نفسك أي.. لم يتمم ردَّه إذ إحتجز من لا صبر أكثر لديه ذراعه اليمنى سارقاً مسدسه من خاصرته و بركلة أسقط الثاني الذي تقدم نحوه لمساعدة زميله، كان بالإمكان إنهاء الأمر بطلقتين، لكِن.. هي هناك، لا يمكنه، يا لعجب الأمر، كم مرة سخِر من يمان و كل ما ضحى به لأجلها، إنطلق نحو الباب بشوق يطرقه بعنف،

سحر.. أنا هنا، إنهُ أنا أكساك،

      🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

تعجب حين غَفت بعد أخذهم لعينة من الدم منها فإبتسمت الممرضة من نظراته القلقة لزوجته، لا تخف سيِّدي، فقط من التعب، ستكونُ بخير، سننتظِرُ خروج النتائج و الطبيب سيطمئنك على صحتِّها، أومأ لها بالإيجابِ فغادرت، ما لا يفهمهُ المحيطون به، هو أنه لا يحبها فقط، بل يخافُ من فقدِها، و لَربما هذا الخوف ما يغذِّي حبه فيُكثرُ من إهتمامه بها، دائما حاضِر، كلٌ شيئ إلا ذلك الفراغ الفضيع من جديد، أصبح يقينا أن لا أحد قادر على الحلول مكانها، ترك ذلك الكرسِي و ألقى بجسمه إلى جانبها، تفاجئ بتحريكِ ذراعها المشلولة تحيطُ بها خصره كي تعتدِل في نومِها و رأسها على صدرِه، من تعبِها لم تجِد الوقت لتربِطها واهبتاً إياه فرحة أكبر، يستطيع أن يصف قلبه بشكل دقيق حين يكون معها،

الملف الأزرق 📘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن