الملف الأزرق 📘

تركت عظامي كلها و كسرت قلبِي

البارت التاسع :

فاجئتها مَيان بزياتِها في صباح أحد الأيام، لقد سمح لي خالي برؤيتك، أردتُ أن أشكركِ على إنقاذي،

إذن هي إبنةُ أختِه، صوتُها الداخِلي،
مرحباً يا أميرتِي، إسمي سحر و أنتِ ؟
ميان، و أنا إسمي ميان،

إسمٌ جميل، إسمٌ الحجر الأسود في الكعبة، أين أمك يا جميلتي ؟ لتتغير ملامحُ الصغيرة للحزن بسرعة، لدي خالي فقط، فقد مات أبي و أمي.. آلمها قلبها، هي أكثر من يفهمها، ذكرتها بأمانتها فإذا بها تحضنها بشدة لتزيد الذي يراقبها من كاميراتٍ مخفية تعلقه بها، أحضر لها طاقما طبِّيا ليتابع حالة ذراعها اليسرى و أخضعها لبرنامج الترويض، كفى عناداً فأنت لست مستعدة بعد لمغادرة هذا الجناح يجبُ أن تخضعي للعلاج، فأنا لا أحبٌ أن أبقى مدينا لأحد، سأعيدُكِ لأحضان زوجك في أقرب وق..

لتصرخ بوجهه، هو بالنسبة لي.. إنته... لتتراجع عما كانت ستقول، ما شأنك، إن كنت حقا ستعيدُني فأطلق صراحي و سأعتني بنفسي،

سؤال أراد إستفزازها به ليعلم شعورها نحو يمان بعد كل الذي مرَّ عليها،

سأعيدك بشرط،
أنا..
أخرستها تقاسيمُ وجهه القاسية و ذاك الجاكوارُ اللَّعين الذي يرافقه أينما ذهب، ما شرطُك ؟

إن كنتُ قد عرفتك و لو قليلا، فأنتي ممن يقول للذين تغييروا ما دُمتُ أحيا بكرامتي ما عابني صدٌ و لا نسيانُ،

لما أقوم بهذا لا أعلم، لكن سأبدأ بإخبارك أن يمان إختار إنقاذ أخيه عليك و ليس إقبال،

لكن في رأيي... تابع و هو يشعلُ سيجارة الكُوبي، إن وضعني أحد في مقارنة، أقول لهم لا تختاروني، فهذه إساءتٌ لي حتى لو تمَّ إختياري سينيوريتا سحر، ثم هنالك ما هو أسوء أن لا يتم إختياري كما هو وضعكِ أنتِ حين إختار غيرك،

فأيٌ بقاء بعد هذا،

و أيٌ عتاب يجدي،
المهزومُ لا يعاتِبٌ و أنتِ هُزمتِ،

أريدُ أن ألقِّن زوجك درساً مهما، لكن لتكون ضربتي قويَّة أحتاجك أنتِ، لأن الصفعة لا تهم بل هويَّة الصافع، لم ألتقي به منذ سنواتٍ طويلة، لذلك أودٌ أن تكوني هدِيَّتي له بعد حصولي على قدر مهم من أسهم شركته،

حريتكِ مقابل أن تكوني المسؤولة عن تلك الأسهم، ليغادر قبل أن تنطق بأي إعتراض قائلا لديكِ مهلةُ للغد، متأكدٌ أنكِ ستستمتعين بإنتقامك، و هكذا بعد تفكير طويل تسلَّم فيها حقدُها الدفَّة وافقت،

عودة للحاضِر :

تأكد أن هذه ليست هي، ليست التي يأتيها بين سطور أغنيةٍ رومنسيَّة فتتوردُ وجنتاها، و لا حين مشاهدتها لفيلم حزين يذكرها به فتبدأ بالبكاء،