سَحر، نجمةُ الشمال

84 8 4
                                    

بياضُ الثلج تحصَّلت على قلب الجليد،

لم تنسى سحر التكفير عن غلطتها بنسيانها للتاريخ الذي جمعهما أول مرة، قامت بمحاولات كثيرة و تدري أن الأمر قد أعجبه، صار يتدللُ كثيراً و لم تعد تعلم إن كانت الأحق أم هو،
ش
آتت لهُ بالفطور كما العادة لحد السرير و كانت سعادتها شديدة فبادلها التبسم، هل لهذه الدرجة أنتِ مسرورة لإنتهاء أسبوع العقاب ؟

حنت لمست وجنتهُ فحنان، أنتَ تعلم أني سعيدة فقط لسعادتك، و إن إضطرني الأمر سأرضى بعقاب مدى الحياة فقط يكفي أن تكون جائزتي وجودك بجانبي و رؤيتك مرتاحا و لا يفارقك الفرح،

أبعد الصينية على جنب و إنتصب واقفاً آخذا يدها في قبلة دافئة،

فلاش باك : ض

كلما تأمل بطنها الذي صار يمنعها من الحركة، إلا و شعر بأن المشاعر التي يحس بها لا تسع صدره، لقد كانت مفاجئة جمدت كلاهما في مكانه، ثلاثة أطفال قادمون في آن واحد، بنتان وولد، و قد تم الكشف عن الثالث في آخر فحص،

أرى أن هذا الشقي يحسن التخفي، لم ألحضه في أولى الفحوص، الطبيبة قائلة لهما..

قرأت الكثير في عينيه الشديدة السواد، بين حب و إمتنان و خوف عليها، بقي القليل شهرين على الأكثر،

هل هناك خطر على زوجتِي.. ؟
سؤال روتيني في كل فحص منه، لتمسك مهجته بيده تهدئه كالعادة،

تركتهما الطبيبة قليلا على إنفراد بعد أن شرحت له أن الولادة ستمر بشكل طبيعي إنشاء الله، و يا لي تأثير الصورة و نبضات القلوب، التي تصف له ضيوفهم القادمين، أدار بظهره للجهة الأخرى يخفي عيونه التي إمتلئت، و سيأتيكم الفرج و لو بعد حين، لم ترد أن تقاطعه، تدري ما يجولُ داخله، لكن بنفس الوقت لم و لن تستطيع أن تجعل يوما يمرْ إلا و تذكره بأهميته، بضرورة تواجده، بحبها اللانهائي له، لقد كان فاقدا لهذا كثيراً منذ صغره، إدعت أن المغص قد آلمها قليلا فسارع يجلسُ على السرير قربها، بلهفة بقي يتفحصها،

ماذا حدث ؟ أين ؟ هيا أخبريني ؟ يلمس بطنها بحنان،.. أخبريني سحر... سأستدعي... سأستدعي الطب.. إعتدلت ثم عانقته و أسرتهُ من عنقه بسلاسل لا فاصل لها،

أحبٌك يمان كيريملى، أحبك و سيحبك أطفالنا، أحبك و سأبذل جهدي على أن تبقى مبتسما دائما، أن تبقى مطمئنا، أعدك بهذا..

رست ذراعاهُ على ضهرها و تغلغل أكثر في جيدها يسحبُ عبيرها الذي أصبح إدمانا له،

أنا.. أنا.. لم يستطع.. الإكمال

كالطفل الصغير بكى بشدة، لم يتخيل أن جزاء صبره سيكون بهذا الكِبر، لم يجرء يوما أن يحلم بكل هذا، لم يرسم يوما في مخيلته أن تكون حياته بهذا الشكل بعد كل ما عاشه، من غضب.. صراعات بالأسلحة.. إنتقام.. كِبْر.. وحدانية و غرور.. إلى حياة مشتركة.. هادئة.. مليئة بالضياء، الحب.. المرحمة.. و الحنان.. إبتعدت عنهُ قليلا تمسحُ دموعهُ الغالية على صبابتها،

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 09 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الملف الأزرق 📘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن