تمهيد

24 2 2
                                    

في يوم ممطر، تبلدت السماء باللون الرمادي الفاتح، و الرياح خفيفة في الهواء، جعلت حفيف الأشجار يطلق صوتا يميل الى صوت زحف الثعابين على رمال الصحراء، و قطرات المطر تطقطق على نوافذ المنازل طالبتا الإذن بالدخول.
يوم ممطر كباقي الايام في أواخر الشهر من عام 2018،مثل كل ليلة من يوم الأحد جلست عائلة "ستورم" على طاولة العشاء الفاخرة، مزيج من العصائر الطازجة، و مقبلات و مخلالت من كل الأنواع، طبق لحم مشوي مزين بالخضار على جانبيه، و حلويات صغيرة مزينة للتحلية، فقد كانت هذه مجرد وجبة عشاء كباقي الأيام بالنسبة لستورم، عائلة غنية في ولاية كاليفورنيا، و ثالث أغنى عائلة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، عرفت بشركة الأدوية "ستورمي"، و صنع  الحديد، لكن اول عمل بدأ به مؤسس العائلة الراحل السيد إدارد ستورم كان هو صناعة جلد الأحذية من فرو التماسيح ، و هكذا مع مرور الزمن اخد كل وريث في تطوير العمل و إنشاء المزيد من الشركات، ما يساوي الكثير من المال.
الى هنا، على طاولة العشاء الفاخرة هذه، نصل الى الوريث الرابع للعائلة ، السيد ريتشارد ستورم، رجل مهيب ضخم الجثة، يتدلى شعره الأسود الرطب على كثفيه، و قد تلونت لحيته على ذقنه باللون الأبيض،يرتدي معطفا أسود من الفرو، و خاتم من الفضة الخام يبرز في إصبعه بينما يحمل شوكة و سكين يتناول عشائه بكل هدوء و أدب.
إلى جانبه جلست السيدة زوجته، كاتلين ستورم، بشعرها الكستنائي مزين بخصلات من اللون الأبيض، كانت أصغر سنا من زوجها بعشرة سنوات، ملامحها مازالت جميلة، فقد قيل أنها في شبابها قد كانت تأسر قلب كل من قابلها، لكن السيد ريتشارد كان المحظوظ بالفوز بقلبها و يدها، و ها هي تجلس بجانبه تتناول عشائها مرتدية تنورة زرقاء مخملية ليزيدها جمالا على جمالها، وقد رزقت بثلاثة أولاد.
الوريث للعائلة، الإبن الأكبر جاكي ستورم، شاب في الخامسة و العشرين من عمره، وسيم ذو عضلات بارزة، تحاول كل فتاة حوله الظفر به، إبتسامته تجعله يظهر كأمير في القصص الخياليه التي تحبها الفتيات، كان له شعر أسود كوالده، و قد ورث جمال والدته، لكنه كان متكبرا متعجرفا، لكن رغم كل شيئ فهو الوريث القادم للعائلة...فهو مستقبلها.
أمامه جلست بكل هدوء الإبنة الوسطى، إلي ستورم، في الواحد و العشرين من عمرها، جميلة ذات عيون زرقاء ورثتها من جدتها من جهة والدتها، و شعرها الكستنائي كلون النار، كان طويلا جدا يصل إلى غاية وركها، و قد أخذت تأكل وهي تتحدث حول يومها، و كيف أبهرت الجميع عن نظرتها لمستقبل عائلة ستورم، وهو الشيئ الذي يجعلها إبنة أبيها، فقد قيل أنها من كانت يجب أن تكون الوريث لا أخوها المتكبر.
و في أخر الطاولة، بعيدا عن الجميع، جلس الإبن الأصغر داني ستورم، و حيدا متكورا حول طبقه، كان السواد يغطي شعره الرطب و أسفل عينيه،شاب في التاسعة عشر من عمره، هادئ و خجول، و قد عرف عنه أيضا بخيبة أمل عائلة ستورم، رغم و سامته و طوله فقد كان منبوذا، فقط إسم عائلته ما يعطيه قيمة في المجتمع، و الغريب أن اطباقه كانت من البلاستيك، و لايشارك أي شيء رفقة البقية...نعم لقد شخص قبل عام بإصابته بهذا المرض الخطير...الوسواس القهري...خيبةأمل أخرى لعائلة ستورم العتيقة.
كانت هذه هي عائلة ستورم الغنية عن التعريف, و التي سنعيش معها تطورات و أحداث لم تمر في العائلة و لم تكن في الحسبان أنها ستضرب عائلة ستورم كعاصفة ثلجية محطمة...

في أعماق المحيطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن