part 8

4.1K 255 388
                                    

انوار خفيفة كانت تضيء المكان، الرياح تتمرد من النوافذ، وانفاس كانت هادئة، صمت غريب، وملامح تجردت من التعابير، يغدي الأكبر فارغ الملامح ينظر لعلي الدر الذي نطق بـ" باچر نتوكل للناصرية "

ورفع عيناه لمُثاب ما أن تلقى صمت وعدم الرد او القول على ما نطقه، يراه ينظر له بعيون تجردت من المشاعر، وجه ثابت، بلع ريقه وردف مرة اخرى" المفروض نبقى اكثر بس تخرجي ما بقالة شي ولازم احظر التقرير للمناقشة وخابرني امس صديقي وحددو حفل التخرج بعد اربع ايام " اومئ مُثاب بهدوء يجلس بجانب در على سلم المنبر يضم يداه لصدره ويردف بأبتسامة اجبر نفسه على ظهورها " مبارك التخرج ان شاء الله تتوفق بالمناقشة، توصلون بالسلامة "

نظر علي للأسفل، الاجواء اصبحت فجأة خانقة، حاول تغيير هذا الجو لكن ليس لديه الموضوع الذي يخرجهم من التوتر المفاجئ اللي زارهم، اكتفى بهز قدمه بتوتر من غرابة الوضع، شعر بمُثاب الذي وقف امامه بعد ان كان بجانبه جاعلاً منه يرفع رأسه ينظر له بغرابه لوقوفه المفاجئ

وزفر انفاسه الطويلة بعد ان شعر بيد مُثاب وضعت على رأسه تسحبه لصدره، اغمض عيناه يستمع لنبضات قلب مُثاب التي كانت ترتفع شيئاً فشيء حتى باتت متسارعة مبعثرة، وتراخت العقدة التي كانت تزين بين حاجبيه ما ان شعر بيد مثاب تتخلل لداخل خصلات شعره يحرك انامله ببطئ وهدوء يهمس له " مو تتأخر علية علاوي "

ونفى علي برأسه يردف " ما اتأخر، بس اتخرج ارتاح يوم يومين وارجع لهنا " وشعر برأس مُثاب يستند على رأسه يهمس له بنبرة مُثقلة" يا ثگلهن هالچم يوم"

رفع علي الدر يداه يحاوط بها وسط مُثاب، لا يريد مغادرة احضانه، يستنشق عطره قدر المستطاع، يحفر لمسات مُثاب له بعقله لتصبره على فراق لربما يكون طويل، عبس شفتاه للحظة ما ان تذكر موعد مغادرتهم لكنه جعل من عبوسه يتلاشى يبعد رأسه عن صدر مُثاب جاعلاً من مُثاب ينظر له بأستفهام، بلل علي الدر شفته وهمس " اريد اسوي شي، بس اخاف " وسحب مُثاب انفاس طويلة يحبسها بصدره قبل ان يردف
" شتريد تسوي ؟ "

ونظر للحظات طويلة الأمد بملمح علي الدر الذي كان ساكن ينظر له وكأنه يحاول تشجيع نفسه، قبل ان يراه وهو يسحب نفس طويل متردد، رأه وهو يرتفع حتى اصبح واقفاً كحاله عيناه بوسط اعينه، كانت تلمع ببريق يراه وهو يخرج لسانه يمرره على شفته السفلية قبل ان يعيده لداخل جوفه

وتثاقلت انفاس الاكبر ما ان تقرب علي الدر يدفن رأسه هناك بعنقه، ابتلع ريقه وهو يستشعر حرورة لسان علي الدر على جلده، يمتصه تارة ويحكم اسنانه على جلده تارة، بحركة بطيئة جعلت من مُثاب يستند بجسده على مسند المنبر

يطبع قبله هناك ثم يبتعد يشيح بوجهه للجهة المعاكسة لجهة مُثاب بوجنات تسلل لها اللون الأحمر، بأسنان عضت على طرف شفته السفلية بحياء، سحب مُثاب انفاسه يمسك معصم علي يجره نحوه يهمس امام جهه الذي كان منصدم " يا اول ذنب ارغبة "

مُثاب أَثِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن