ضُمني رسَالة شِوگ
مَا بيّن الغِراض الحَابهن گلبّك ..
.
.غرفة هادئة، صوت انفاس منتظمة،وتمتمات خافتة، ضوء خفيف ينير المكان، عيناه تنظر للسماء التي كانت ظاهرة من تلك النافذة الصغيرة، تلك الأيدي مرفوعة للأعلى يحكي ما يشعر به للخالق، يشكو له ويتكلم، يدعو ويصلي يختتمها بصلاة مُحمدية وجزء من دعاء التوسل قبل ان يطوي تلك السجادة ويضعها جانباً
يستمع لصوت اخاه الذي فور انتهائة ناداه " علي تعال تسحر، وصيح وياك أجود " عرج لهم المعني بعد ان نادى اخاه الاكبر منه سناً، المائدة ممتددة، تحتوي على اللبن والأجبان والبيض المقلي، سحور بسيط اجتمعت عليه العائلة، يجلس علي الدر بعد ان طبع قبلة على جبين التي ولدته
يأخذ كأس الشاي يستمع لحديث اخته التي نظرت له وتسائلت" اگلك در، العام انتَ مو رحت بمحرم لكربلاء وكملت صفر هناك واجيتنة ؟ " وتلقت نفي من قبل المعني " لا بعشرة محرم اجيت، ليش تسئلين ؟"
" من امس صافنة رحت انتَ لو لا ما اتذكر، السنة تروح ؟ " سئلت، وشرد علي للحظات يتذكر ترك الحسينية اللي مر عليها عام كامل، مقبل على استقبال المحرم هذا، كان هو ايضاً يتسائل هل سيذهب ام لا، منذ ذلك اللقاء الذي بينه وبين مُثاب هو يتضرع شوقاً للذهاب مرة اخرى، لكن هل ستصح له الفرصة ام لا، لا يعرف
" الله كريم، لو صحتلي روحة اروح، واذا ماكو ما مقسوملي اروح واخدم " بجواب مختصر رد عليها، تكمن بداخله حيرة كبيرة، يتسائل ان كان سوف يرزقه الحسين زيارته وذهابه لكربلاء ام لا، انخفضت انظاره ببطئ للخاتم الأسود الذي كان يزين بنصره، يتأمل تلك العبارة ' امانة موسى ابن جعفر "
استمع لأخيه حمزة الذي ردف وهو ينظر تارة للخاتم وتارة لملمح علي " بس لو اعرف هذا المحبس شنو، من شفتة بايدك وانتَ تصوفن بي وتتأملة، احچي علوشة من حبيبتك مو مو طبيعي حبك اله " يغمز له نهاية كلامه جاعل من علي الدر يعتدل بجلسته يترك تأملاته للخاتم ويرد عليه بحواجب منعقدة " لو عندي بنية احبها اروح واخطبها ما العب بأعراض الناس حمزة، لا تخليني اسمعك تحچي هيج مرة ثانية، والمحبس محبس مُثاب انطيتة محبسي وانطاني محبسة "
" هسه شگلنة احنا على كيفك يابة " ردف حمزة يهز أيدة بعدم اعجاب، يتنهد بخفة يكره كون علي ذو طباع صعبة متغيرة بشكل مستمر يكره المزاح ويكره الكذب، حتى انه لا يمازحهم ولا يتشارك معهم بالمزاح يفضل الهدوء والانساط للكلام والتركيز بالتصرفات مبتعد عن الحياة الشبابية الاعتيادية التي تكون مليئة بالمرح والضحك، يكتفي بالنظر لهم والأبتسام ابتسامة خفيفة او يُسبح بالمسبحة التي تحتضن معصمه يُستفز بسهولة واقل تصرف يرى به عيب وخطأ ، شاب هادئ بعيد اتم البعد عن مُغريات الحياة