.
ليالي كان يتوشحها الحزن ، ثياب سوداء ، وصوت العزاء قائم ، لطماً على الصدور اوجع صدور
الحمقى ، وبكاء كان يصدح بكل مكاننساء تجول في الشوارع ومن منزلاً لأخر تقوم بعزاء سيدة نساء العالمين بفقدان اولادها والمصاب العظيم الذي كان لا يغيب عن عقول كل من احب أل البيت
كان واقف ويضرب على صدره برأس منخفض وأعين تدمع لكلمات القصيدة المؤلمة ، يحس بفؤاده يتفطر على مصاب عطيش كربلاء ، يضرب صدره بيد كان يزينها خاتم باللون الاحمر القان ، ومسبحة كانت ملتفة حول معصمه ، ووشاح اسود كان مرمي على كتفيه مطرز باللون الذهبي
كان حسن الوجه ، بملامح هادئة جاذبةٌ للأنظار ، يضع يده على ظهر الذي بجانبه ، والأخرى يضرب بها صدره ، يردد وراء الرادود المستهل ، يرفع بعدها يده ويلوح بها مع بقية المعزين
لحظات طويلة الأمد حتى انتهى الرادود ، وصعد الشيخ للمنبر حتى يلقي محاظرته ، جلس على طرف الباب تحت اعتراض صاحب الحسينية " شسالفة سيد گاعد يم الباب ، تعال اگعد جوة "
" تسلم ابو تقى مرتاح هنا خليني " استرسل بتبسم خفيف زين ثغره يضع يدة على صدره بأمتنان ، تنهد المعني وهز رأسه بالموافقة قبل ان يبتعد عنه
استمعت اذنه لكل كلمة كان يلقيها الشيخ ، بينما اعينه كانت مصوبة على الأرض ، تعبث انامله بخرزات المسبحة ، يسبح بكل اثنتان معاً
بدأ الشيخ بالنعي ، يأن ويون بألم يعزي صاحبة الصبر ، نزلت دموعه ، رفع الغترة ووضعها على رأسه يخفي بها ملمحه الباكي عن اعين الناظرين ، يبكي ويهتز جسمه بخفة
ومَع نعي الشيخ ، صدَحتْ الاهات تزيد المجلس حزناً ، اهات خفيفة ، وصوت جذب انتباه الباكي ، اهات كانت تصدح مع كلمات الناعي ، صوت ملائكي ببحة خفيفة ، صوت كان يردد بأسم المنحور، صوت وكأن صاحبه اخذ من ثمار الطاعة والتعبد للخالق حتى رُزقَ به
سُمعت الصرخات ، باتُ يناجون عطيش كربلاء ، يرجونه بأخيه قطيع الكفين ، هربت صرخته هو الأخر مع البقية يضرب على فخذه بقوة ويأن بألم وصوت الأهات ما زال مستمر ، أهات كانت تنزل كالجمر على صدره تؤلمه لشدة حزنها وجزعها، اهات تأخذه لطريق مظلم يمشي به ويسمع اصوات حوافر الخيل وهي ترتطم بالأرض والنساء والاطفال التي تصرخ وتناجي عطيش كربلاء
" صاحت يم حسن يمة تعالي وشوفي كربلاء شسوت بحالي ، واشوف اخوتي مچتلة گبالي ، والله گبالي ، ندبة امها واجاها صوت وي الهوى شتگلها؟ ، اني يمج ييمة مو بعيدة ، مو بعيدة انه شفت حسين من حزوا وريدة "
تحولت هذهِ الأهات لكلمات ، يختفي صوت الشيخ ويصدح الصوت الملائكي بشكل واضح اكثر ، رأئ الشيخ وهو ينزل من على المنبر ، ويد ذو الصوت الملائكي ظهرت ووضعت على ظهر الشيخ ، وبانت هيئته الضخمة بعض الشيء ، تفحصه الاخر وبرغبة غريبة اراد رؤية ملمحه الا ان الغترة التي على رأسه كانت تخفي وجهه ، وضعت يده على رأس الشيخ يرفع رأسه هو الاخر ويتضح القليل من وجهه ولحيته يقبل جبين الشيخ كأحترام لعمره