part 3

2.7K 224 176
                                    

شتت عيناه ينظر للجدران متجنباً النظر لأعين القابع بجانبه، زم شفاهه ما ان نظر للباب الذي ولج منه طفل صغير ، كان ذاته الطفل الذي اتاه واعطاه الخاتم، كان ذابل الوجه مدمع الاعين ما ان لمح عمه ركض لحضنة، يدفن صغر جسده بضخامة صدر عمه يشكي له بصوت طفولي متألم " عمو يعولني بلاعيمي "

" يا بعد عمك سودة علية ، هسه اخذك حبيبي نشوف شبيك وشنو علتك " ردف عمه بصوت حنين يدفنه بقوة بصدره يقبل فروة رأسه عدة قبلات متفرقة
، انهطرت عيون الطفل بألم جاعل من مُثاب يقبل وجناته وعيونه يردف " عمت عيني عليك بوية، هش كافي حبيبي هسه نروح "

" بس السيارة مبنچر تايرها، شلون ؟ " ردف ابو ايوب بتسائل متلقي نظرة حائرة من علي الدر بينما مُثاب نطق " اصعد عالشارع جيب تكسي خل نروح متأذي من بلاعيمة حيل " تركهم بالفعل ابو ايوب وخرج لفعل ما طلبه مُثاب، بينما مُثاب وقف وحمل أمين بين يداه يسير به ذهاباً واياباً

وضع امين رأيه على كتف عمه يغمض عيناه بينما عمه فتح ثغره وبدأ يقرأ به جزء من قصيدة يشتت بها انتباهة لنسيان ألمه

جاءنا ظلاماٌ
فاهدئوا وناموا
في غداٍ نُسافر
ما لنا مقامُ
عمتي لا استَطيع النوم اني خائفُ
ذاك من ذاك عندَ الخِباء واقفُ
هو من سبَ ابي والنَحرُ منهُ نازفُ
كيفْ اغفوا انَ جفني من دموعي ذارفُ
يا حبيب قلبي، نم اذاً بقربي
زينباٌ تراني، انا لا انامُ

بات يلقي بهذهِ القصيدة بصوت نقي، كان يزين الصوت البحة التي تدل على هدوء صوتة وثباته، يدخل الطمأنينة لقلب الاكبر والاصغر الذان يستمعان لصوته بكل اذن صاغية يغمضون اعينهم يركزون بالصوت اكثر

حتى انتهى وبات يخرج من ثغرة اهات خفيفة جميلة ، اهات هادئة بأسم المنحور، تذيب القلب وتريح العقل من التفكير ، لحظات وصمت يفتح عيناه للذي جالس على الاريكة ينظر له بأنتباه واصغاء يردف بهدوء " جمل مسامعنة بصوتك مولانا" فتح علي الدر عينه بتفاجئ لطلبه هذا 

لا ترد ما ضل اثر
كلشي انتهى بسفركم
لا ترد مات الورد
من انكطع خبركم
كتبت على دارة
دمعة انتظارة
بوية تدري من غيابك
موتي راحة
واليسافر يبقى عايش
وي جراحة
ردت اشوفك حتى اگلك بالصراحة
ترجع المن دنيا ماكو بس نياحة
لا تظن نفس الوضع لازم يجي بديلة
لا تظن لمن ترد تستقبلك عليلة
ماتت بمسارك دمعت انتظارك
ادري صعبة من اكلك ، ماكو رجعة
ما يسرك ها حالي وادري تنعى
والليالي ذوبتهن شمعة شمعة
ما تشاهد من اثرنا الا دمعة
لو تجي تلگة حزن تلگة الم مصابي

قرأ اكثر قصيدة كانت تمس قلبه من حيث الكلمات، يغيب عن واقعه يدخل بعمق حزنه للحسين، يغدو مندمج يرسم ملامح حزينة، يعقد حواجبه بخفة يحرك يديه مع طور القصيدة البطيء والهادئ

مُثاب أَثِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن