الخوف و الندم

30 4 0
                                    

حان وقت تقديم عمر لمشروعه بعد أن قبل أستاذه الجامعي بنصه و هنا بدأ التوتر و الخوف يصبان عمر ، لا يعرف لما لكنه تجاهلهم و بدأ ، رغم أن التوتر كان يحتل عقله و قلبه لكن حاول جهده ، و بعد أن انتهى صفق له الجميع ، كان عرضه رائع للغاية.
" انبهرت منك لم أتوقع هذا أحسنت !"
قال له ذلك الأستاذ و كان هذا كافٍ ليصنع يوم عمر ، رغم هذا العيون الحاسدة لا تخلى من حوله و الغيرة واضحة على أصحاب السم أولئك ، الأمر الذي لم يدركه عمر للآن.
عمر جيد في كثير من الأشياء لكن مشكلته غير عدم ثقته في نفسه هي الخوف ، و اليوم تشجع و أزاح هذا الخوف من طريقه و بدأت تظهر حقيقة عمر التي يغار منها الكثير و التي يظن عمر أنها خيال.
ثم عاد عمر للممارسة يومه الطبيعي ، انتهى الدوام ، قاد عمر سيارته ، عاد إلى بيته و وصلته رسالة :
" أنت سبب موته ، لن أسامح نهائياً."
صدمت عمر هذه الرسالة ، نعم كانت من أم صديقه المفضل عبد الله ، يذكر عمر ذلك الحادث جيداً.
Flashback :
وصل عمر إلى الموقع الذي أخبره عنه صديقه برسالة نصية.
أتى رجال أمام عمر و رفعوا السلاح عليه و قالوا :
" عبد الله من تبحث عنه الآن معنا ، و إن قلت لأحد عن هذا سنتقتله أفهمت ؟"
هز رأسه بنعم و فعلاً كان صادقاً ، بعد أيام أخبرت الشرطة عائلة عبد الله أنه مفقود و لا أثر له ليومنا هذا ، و أنهم يظنون أنه مات لكن ليس هنالك دليل يثبت هذا ، و اليوم عرفت أم عبد الله أن عمر يعرف بالأمر لكنه لم يخبر أحد مما أغضبها و جعلها تتهمه أنه سبب موت ابنها.
The flashback ended
فهم عمر مقصدها و لم يستطع الرد ، هو نادم حقاً على ما فعله ، حقاً ، القصة لها خمس سنوات ، و كل ما قالوا له اسم عبد الله تتملئ عيناه بالدموع ، خاف أن يقتلوه حقاً ، و لم يكن لديه الجرأة الكافية لأن يقوم بخطة من رأسه لإنقاذ صديقه لأنه يخاف من ارتكاب الخطأ ، لهذا حصل ما حصل و عمر مثل أم عبد الله تماماً أيضاً يتهم نفسه بأنه سبب ممات صديقه المفضل.
خوفه هذا كان سبب لكثير من مشاكله ، خوفه من أن يخوض خطوة جديدة في حياته جعل منها كابوس ، و هو السبب في عدم تركه لأصدقاءه رغم سميتهم ، عدم محاولته لإصلاح ما بينه و بين أمه ، عدم إنقاذه لصديقه عند حاجته له ، و هذا ما يثير الندم في داخله ، كلمة لو فعلت هذا ، لو قمت بذلك ، تتكرر في عقله بعد كل موقف جديد يخوضه.
و الأسوء أن خوفه هذا معه منذ الصغر ، و كان أقوى من خوفه الآن بكثير ، لدرجة أنه كان يخاف من أن يشتري الأغراض من البقالة أو أن يطلب الطعام أو شيء كهذا ، لكن الآن تحسن وضعه و أصبح خوفه من أشياء أقوى من هذا ، لكنه ما زال سيء.
تصله رسالة جديدة من أم صديقه تقول فيها :
" سأحاسبك على هذا و سترى."
فعرف أنه حقاً عليه فعل شيء بأسرع وقت ممكن.
لم يكن عبد الله الصديق الوحيد الذي خذله عمر بسبب خوفه بل أيضاً ماهر ، ماهر كان واحد من أصدقاء عمر المفضلين و قد غير مماته حياة عمر للأبد ، لأنه شهد الأمر أمام عينه.
كان عمر يتحدث معه بموضوع ما في وسط فسحة الجامعة و فجأة أطلق الرصاص على ماهر مما فزع عمر و جعله ثابتاً في مكانه يترجف ، لا يعرف ما عليه فعله ، و لحسن الحظ أتى ناس في الجامعة و ساعدوا ماهر و من وقتها و عمر بدأ يكره نفسه أكثر و أكثر ، يتهمها بأنها سبب موت أصدقاءه و سبب تعاسته ، و بعد ما حدث معه بدأ يفكر :
" أمي معها حق ، أذكر أنها قالت لي أن خوفك هذا سيكون سبب فشلك بالحياة و كلامها صحيح.
الآن عرفت لما الجميع يكرهني و يلومني و هم معهم حق."

أراد عمر تحسين مزاجه ، فقرر الذهاب إلى الحديقة ليحظى ببعض من الراحة و يتنعش بالهواء النظيف.
عندما وصل جلس على إحدى الكراسي التي تتطل على ألعاب الأطفال و بدأ بمراقبتهم و هم يلعبون و يستمتعون مع بعضهم و يضحكون ، هذا يناديهم أباه ليعطيه بعض الحلوى ، و الأخرى تناديها صديقتها لتكمل اللعب معهم ، يجربون كل الألعاب حتى التي لم يجرؤ عمر على تجربتها في عمرهم :
" كم هم لطيفون ، ليتني عشت طفولة جميلة ، ندمت أنني لم أجرب تلك الألعاب ، كنت أخاف منها ، لكن الآن ليس لدي فرصة أخرى لأواجه بها خوفي."
لم تكن طفولة عمر أجمل ما عاشه ، فالأولاد الذين كانوا معه في الصف جعلوه يكره شيء يظعى مدرسة ، تنمر عليه الكثير لوزنه الزائد وقتها ، ضحكزا عليه و سخروا منه ، و جعلوه يكره ذاته كثيراً وقتها ، لدرجة أنه أصيب باضطراب الأكل و نحف بشكل مخيف و بعدها تعالج و عاد لحاله الطبيعية ، و أيضاً في طفولته و بعد ممات أبيه ، أطرت أمه لتركه عند أهلها ، و لم تكن معاملتهم له الأفضل ، كانوا يوبخوه دائماً مما ولد الخوف في داخله.

بعد عودته للبيت ، قرر أن يفعلها ، قرر إصلاح كل شيء ، حنينه ليحظى بالسلام الداخلي مجدداً جعلت منه شخص قوي يريد تحدي خوفه :
" من الآن و صاعداً ، سأبدأ بإصلاح كل شيء من جديد ، على الأقل يعود كل شيء كما كان و عندها فقط سأرضى عن نفسي."
فقرر بما أنه عاد للتو من الحديقة أن يتوجه لعند أمه بدلاً من أن يبقى في البيت...
و يتبع في الجزء القادم ✨

I just hate myself | أنا فقط أكره نفسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن