السلام عليكم
ارتديت النقاب من غير علم أهلي، فأنا طالبة جامعية، وجامعتي مختلطة، وأشعر بضرورة ارتداء النقاب بسبب الاختلاط، ولأن أغلب الناس الذين في الجامعة بعيدون عن الدين.
عدة مرات طلبت من أهلي أن أرتدي النقاب، وكانوا يرفضون دون وجود سبب منطقي. كانت أمي تقول: إنها ستمنعني من ارتداء النقاب، وأني إذا ارتديته سوف تحرق نقابي، وقالت: سأسمح لك بارتدائه بعد أن تتخرجي من الجامعة. وأنا سأتخرج بعد ثلاث سنوات ونصف.
أبي سمح لي في البداية أن أرتديه السنة القادمة بعد إلحاحي الكبير عليه، ولكن أمي غضبت عندما سمعت كلامه، ولهذا أبي غيّر رأيه.
ولهذا قلت لنفسي: بأن علي ارتداءه من غير علمهم؛ فأنا أرتديه في الجامعة، وأستطيع أن أرتديه دون رؤية أهلي لي؛ لأنه يوجد غرف لا يوجد فيها أهلي في أغلب الوقت، فأرتدي النقاب وأخرج من المنزل من غير علم أهلي. ولكن أنا لن أرتديه عند الذهاب إلى مكان مع أمي، وعلى الأغلب أنا لا أخرج كثيرا من المنزل إلا إلى الجامعة.
هل ما فعلته صحيح؟ وإذا اكتشفت أمي أمري ومنعتني من ارتدائه فماذا علي أن أفعل؟ المشكلة أن أمي ترفض هذا الأمر بشكل كبير، ولا سبيل لإقناعها مع أنه من الضروري جدا أن أرتديه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميسلون حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:مرحبًا بك –ابنتنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب، نشكر لك ثقتك فينا وتواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يتولى عونك، ويُسهل لك طاعته. نشكر لك كذلك –أيتها البنت الكريمة– حرصك على طاعة والديك، وإرضائهما، وهذا دليل على رجاحة في عقلك، وحسن في أدبك وإسلامك، ونسأل الله تعالى لك المزيد من التوفيق.
أصبتِ حين قررت ارتداء النقاب أو تغطية وجهك بالنقاب أو بغيره، فإن تغطية الوجه واجبة عند الرجال الأجانب، لا سيما عند خوف الفتنة، وهذا ما عليه أكثر علماء المسلمين، وطاعة الله تعالى مُقدَّمة على طاعة كل أحد، كما قال الله سبحانه وتعالى: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخِيَرَةُ من أمرهم} فليس للعبد اختيار أمر الله تعالى وأمر رسوله، وقد قال لنا النبي –صلى الله عليه وسلم-: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).
ومن ثم فنحن نوصيك بالنصائح التالية:
أولاً: التزمي على الدوام حسن الأدب مع والديك، والإحسان إليهما بكل قول وفعلٍ، والتقرب إليهما بكل ما يُرضيهما من الأفعال أو الأقوال، وأحسني إليهما غاية ما تستطيعين من الإحسان؛ فإن هذا مفتاح الجنة –بإذن الله تعالى– وسببٌ لحياة سعيدة.ثانيًا: إنِ استطعت أن تلتزمي بالحجاب الشرعي مع عدم إغضاب والديك فهذا شيء حسن، وهذا ما قررت أنت فعله، وبذلك تُرضين ربك وتحفظين نفسك، وفي الوقت نفسه تسلمين من إغضاب والديك.
ولا تخرجي لغير حاجة مع أمك ما دامت ستُلزمك بخلع الحجاب، واعتذري لها، وحاولي استرضاءها، وخلق المعاذير الأخرى التي تُعفيك بها من الخروج.
ثالثًا: إذا وقع التعارض بين طاعة الله تعالى وطاعة أمك في التزام الحجاب فالأمر –كما قلت لك من قبل– طاعة الله تعالى مُقدَّمة، فالتزمي الحجاب، ولا تأبهي بنهي أمك عنه وزجرها لك؛ فإن هذا ليس من الأبواب التي تُطاع فيها.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.