التقيت بهذا الحديث صدفة و تأثرت به جدًّا بعد أن بحثت عن شرحه لأنه لم يكن مفهوما اطلاقا بالنسبة لي صراحة ، فعجبت من كرم الله سبحانه و تعالى على عباده يعني حتى لو لم تكن من الصالحين أو من المسبحين فقط مجالسة الصالحين تكسبك الثواب طبعا هذا لا يعني أن يكتفي المرء بذلك فقط عليه أن يجتهد على نفسه و يبذل جهده أيضا..،كما أنه يدل على الفضل العظيم للذِّكر و مكانة الذَّاكرين لدرجة أنه يصل حتى جلسائهم...،
الحديث كاملا :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذِّكر ، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجتكم " : قال : " فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا " قال : " فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم : ما يقول عبادي ؟ قال : " يقولون : يسبحونك ويكبرونك ، ويحمدونك ويمجدونك " قال : فيقول : هل رأوني ؟ قال : فيقولون : لا والله ما رأوك قال : " فيقول : كيف لو رأوني ؟ " قال : فيقولون : " لو رأوك كانوا أشدّ لك عبادة ، وأشد لك تمجيدا ، وأكثر لك تسبيحا " قال : فيقول فما يسألون ؟ قالوا : يسألونك الجنَّة ، قال : " يقول : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا والله يا ربِّ ما رأوها قال : " فيقول : فكيف لو رأوها ؟ " قال " : " يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا ، وأشد لها طلبا ، وأعظم فيها رغبة . قال : فمِّمَ يعوذون ؟ " قال : " يقولون : من النَّار " قال : " يقول : فهل رأوها ؟ " قال : " يقولون : لا والله يا ربِّ ما رأوها ؟ " قال : " يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا ، وأشد لها مخافة " قال : فيقول : " فأشهدكم أني قد غفرت لهم " . قال : " يقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجة . قال : هُمُ الجُلساء لا يشْقَى جليسُهم " ( رواه البخاري ) .وفي رواية أخرى : هُمُ القوْمُ لا يشقى بهم جليسهم .
الشرح : ( هُمُ القوم ) : قال الطيبي : تعريف الخبر يدل على الكمال أي : هم القوم الكاملون فيما هم فيه من السعادة ( لا يشقى ) : أي : لا يتعب أو لا يصير شقيا ( بهم ) : أي : بسببهم وببركتهم ( جليسهم ) : أي : مجالسهم ، والجملة صفة ؛ لأن المعرف بلام الجنس كالنكرة ، أو حال ، ويجوز كونها استئنافا لبيان مزيد كمالهم . قال ابن الملك : أي : لا يُحرم من الثواب بل يجد من بركتهم نصيبا . وفي هذا ترغيب العباد في مجالسة الصلحاء لينالوا نصيبا منهم .
اللّهمّ اجعلنا من الذَّاكرين كثيرا ، و نسألك التوفيق في كلِّ الطَّاعات، آمين
سبحان الله و الحمد لله
و لا إله إلا الله و الله أكبر
اللَّهمَّ اغفر لي اللّهمّ ارحمنِي
اللّهمّ استرنِي و عافني و ارزقنِي و اجبرنِي
لا إله إلَّا أنت و لا حول و لا قوة إلَّا بالله العليِّ العظيماللّهمّ اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه