14- أسود الحِداد: قُبلة الحياة

47 3 156
                                    


تسللت جوليانا ذات الـ11 عاما خارج القصر مجددا تهرب من حصة الفلسفة مع الكونتيسة لورين..تلك الوغدة دائما ما تلمح لجوليانا بأنها غير جديرة بمنصب أميرة روفرسهام و لن تتمكن من أن تكون سيدة المجتمع المثالية..ترهات و ترهات..

و كالعادة ذهبت لقبر أمها و جلست بجانبها..كتاب عن الفلسفة بين يديها تستعد لقراءته..هي لا تكره الفلسفة و ليست لديها مشكلة معها، هي فقط تكره تلك الكونتيسة العجوز..

"أمي..هل يمكنني أن أكون سيدة مثالية مثلك يوما ما؟"

قالت ذلك و هي تستند برأسها على الشاهد الحجري الكبير للقبر..بعدها كل ما سُمع في المكان كان صوت شهقات خافت يعود لجوليانا

"آنسة جوليانا هل أنت بخير؟"

إنتفضت جوليانا مكانها بخفة من المفاجأة، حركت رأسها يمينا و يسارا تبحث عن مصدر الصوت حتى رأت فتى أشقرا يبدو أكبر منها ببضع سنوات يقف بعيدا و ينظر لها بتعبير حائر

سارعت جوليانا بمسح دموعها ثم قالت بغضب:

"من أنت؟ و ما الذي تفعله هنا؟"

تقدم منها و هو يقول باحترام و تعبيره القلِق المحتار لا يزال على وجهه:

"أنا تشارلز آمبروس، فارس متدرب..لقد كنت مارا من هنا و رأيتك"

"ألا تعلم أن هذه المنطقة محضورة؟..لا يجب عليك التجول هنا"

قالت ذلك و هي تتجنب النظر له تحاول إخفاء حقيقة أنها كانت تبكي، أما تشارلز فقد نظر لشاهد القبر و قرأ المكتوب فيه

«لورا كايلي فون ريستون روفرسهام»

توسعت عينيه بدهشة و قد أدرك المكان الذي دخله دون إذن، لذلك إنحنى بسرعة على ركبة واحدة ثم قال بإحترام و بعض من الخوف تخلل ثنايا صوته:

"أحيي سيدة روفرسهام العظيمة..جلالة الدوقة لورا روفرسهام.. فالترقد روحك بسلام أيتها الروحانية العظيمة"

صمت قليلا ثم تابع:

"أقدم خالص إعتذاراتي لك آنسة جوليانا، لم أقصد التدخل في وقتك الخاص"

إستنشقت جوليانا ماء أنفها ثم قالت:

"لا بأس..أقبل إعتذارك"

"سأذهب إذن، و أنا أعتذر مرة أخرى"

كان سيذهب و لكن صوت جوليانا من الخلف إستوقفه:

In This Life, I Will Live As A Perfect Lady!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن