البـارت الـعاشـر

21 5 27
                                    

امتلك سفينتي وشراعي وهوائي الخاص.
لا أنتظر هبوب الرياح ولا أترقبها.
بيدي أصنع مصيري وطريق حلمي.
بوصلتي بيدي وحلمي في روحي.
سأصنعه حتى لو حاربت الحياة لأجله.
سأصنعه وأتقدم نحو حلم آخر.
هكذا ستسير الحياة التي سأصنعها.
لن أنتظر يداً تمد إليّ.
سأمد لنفسي كلتا يديّ.
فأما أن أصنع نفسي أو أرضى بالظلام.
فأي خيار ستختار انت؟
.....
اقترب الرجل من آنا ووضع يده برفق على رأسها ليُربت عليها، لكنه فوجئ عندما أدرك أن يده لا تصل إليها. قال في نفسه " ما هذا، لماذا لا تستطيع يدي الوصول إلى رأسها؟"

حاول استخدام قوته لملامسة شعرها، لكنه فشل.
تساءل بذهول "ماذا يجري؟ من تكون هذه الفتاة بحق الله؟"

بعد أن يأس من محاولاته، أبعد يده وحاول أن يخفي دهشته
  - أيتها الجميلة، إذا قررتِ ترك رائف، فلا تترددي في القدوم إلي.

بينما كان يتحدث، توجهت أنظارهما نحو مكتب رائف، مذهولين بعد سماعهما صوت تحطم المكتب الأسود الذي تخللته قطع الزجاج. وفي خضم حالة الذعر التي انتابتهما، انصبت أنظارهما على رائف الذي كان يحدّق في يده، فيما بدت على وجهه ملامح الألم. ثم توجهت  أنظارهما على يده، حيث كانت تتساقط منها قطرات الدم على ذلك المكتب المحطم.

ولتقطع آنا حالة الرعب تلك، انطلقت مسرعة نحو رائف، قائلة
- أخي، هل أنت بخير؟ هل أصبت في أي مكان آخر؟ هل تشعر بالألم؟

لتهدئة تساؤلاتها القلقة
- آنا.. اهدئي قليلاً، أنا بخير ولم أصب في أي مكان آخر.

أجابت بصوت يحمل الخوف
  - ولكن أخي...

قاطعها وهو يمسكها بيده غير المصابة، وأخذها إلى الأريكة التي يجلس عليها عادة في أوقات فراغه، قائلاً
  - اجلسي هنا وأهدئي قليلاً، تنفسي ببطئ.

ردت عليه بجدية
  - هذا ليس مهماً في الوقت الحالي، علينا الذهاب إلى المشفى بسرعة، أخي.

فوضع إصبعه على شفتيها ليشجعها على الصمت، قائلاً
  - تنفسي ببطئ ثم زفير. هيا، آنا، افعلي ذلك.

تنفست ببطئ كما نصحها رائف، ثم هدئت
- دعني أقدم لك الإسعافات الأولية أولاً

قال لها. 
- حسناً، لك ذلك، زاهر. 

تحدث زاهر قائلاً
- نعم سيدي. 

أمره رائف
- احضر لي حقيبة الإسعافات الأولية على الفور. 

رد زاهر
- أمرك سيدي

بينما كان سكرتيره يغادر، تقدم رجل نحو رائف وسأله
- هل أنت بخير؟ كيف حدث تحطم المكتب؟ 

آنـا و سـواࢪ الأمـنـيـات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن