~ إعجابًا خاطِئًا ~

347 6 14
                                    




~ الشابتر #الأول ~


-

أسيل/

" الثراء أمرٌ جميل، يُظهر للنّاس هيبتك وقوّتك، نفوذك وما بمقدورك فعله، يولّد الكبرياء المُبالغ به، ويُبرِز لديك الغرور بإتقان، يحوّلك لشخصٍ لا تعرف ماهيته، عندما تنظُر لنفسك بالمرآه... تتساءل من هذا الشّخص الذي أسكن أنا بجسده؟... كيف سكنت بالأحرى، كيف وصلت الى هذه النُقطة؟ وما سبب وصولي الى هنا بالتحديد؟ كلّها اسئلة مُتراكمة لا تستطيع الإجابة عليها دون أن تتألّم ذاكرتك من فرط التفكير الكثيف.

لقد حدث لي... كلّ ما قلته سابقا حلّ بي، لكن الفرق هنا هو أنني إكتئبت، بينما نظيري قد إزدهر... الثراء لديه جانبا إيجابيّ بحت، ولكن لديه أيضا جانبا سلبيّا بل مُظلما جدّا... عندما كان عُمري سبعة أعوام جذبني مجال الأزياء والجمال، منذ صبياني وأنا أُعجَب بالتزيّن سواءا بالملابس او حتّى مساحيق التجميل، كبر معي هذا الإعجاب وصار موهبة، فعلت ما بوسعي لأكون أجمل نساء الأرض، لأكون كاملة... فعلت... لكن بالنسبة للناس فقط، فهُم يظنّوني مثاليّة لا عيب او نقص بي، لكن من داخلي مُحطّمة ومُتألّمة، فكرة أن تولَد بين أيدي عصابة مافيا في إيطاليا أمرٌ مُهيب ومُريع، أن تُحاوط بكلام مُسيء لكن ليس مُباشر، مهما حاولت أن أكون طبيعيّة يتدخّل ما يهدم طبيعتي وحياتي كأنثى قبل أن أكون امرأة بالغة وراشدة... وهو الفرد الأسود القاتل الذي بين يديّ، الذي يحميني رُغم وجود الحرّاس حولي، ووالدة طيّبة لكنّها قاسية في نفس الوقت! نحن في وكر ثعابين وأفاعي يجدر بنا الحذر منهم! لا أنكر أنني لم أعتَد على هذه الحياة بعد ولم أحبّها كذلك... فأنا لا زلت شابّة تسعى لتحقيق طموحاتها وتجعل من الأحلام حقيقة جميلة ومُريحة لها، إنني أهرب منها... ولا أعلم الى متى سأهرب...

أتبادل هذا الحديث بيني وبين عقلي الباطن، لكن الحقيقة هي أنني الآن وفي هذه اللحظة أقف أمام رجُلا!! وسيما يرتدي بدلته السوداء الرسميّة، ذات الملمس المُخملي وذات القميص الأبيض المُخطّط الداخلي، لا أعرف كيف خرج لي! إنه شديد الوسامة، بشعره البُني المائل للشقار الذهبيّ... شاربه كثيف عرض خدّيه، لحيته خفيفة تمتدّ بوصيلاتها الى مُنتصف رقبته، يمتلك إحمرارا بسيط أسفل عينيه، التي كانت جميلة للغاية وساحرة كذلك، لم أستطع تحديد لونها بالضّبط... أزرق؟ رماديّ؟ لا أعرف! إنها بألوان! رموشه وحاجبيه، كلّها كثيفة الشعر تستمرّ في رشّ سحرها علي، هذا غير شفّتيه الورديّة التي يُخفي مُقدّمتها القليل جدّا من شعر شاربه، كنت أشعر بحرارة مُهيبة تسري فوق سطح جلدي!.. نحن في غُرفة مُغلقة ذات أنوارٍ ضحلة، نظراته لي تكاد تأكلني... كان يُحدق بي من رأسي حتّى أخمص قدميّ، مُرتابٌ منّي؟ لا طبعا لقد كانت نظراته مُعجبة! بينما أنا كنت أبادله بالفعل نظراته الحادّة والسّاحرة... توقّف عن النظر لمظهري لحظة، ثمّ ثبّت نحوي بؤبؤتيه ذات الألوان الفاتنة، هذا غير تلملُم كفوف يديه حول خصري ليسري في بدني هذه المرّة الكهرب!... بينما إستمَعَت إليه قُرب إذني يقول هامسا: " تبّا لي.... أين أنا عن كتلة الجمال هذه؟. "

فارِس رُوما ~ Rome KnightWhere stories live. Discover now