فارِس رُوما ~ Rome Knight

~ قُنبُلة موقوتَة ~

~ الشابتر #الرابع ~

قُطع الخطّ فيما بينهم، هذا واصل قيادته بهدوء وهو يُفكر في محبوبته التي صارت بعيدة عنه أشدّ البُعد... وذاك إتكئ بظهره مُقدمة السرير وهو يُحدق بشرود في ضوء القمر الذي كان يخترق نوافذ الغرفة الكبيرة والواسعة التي هو بها...

( متجر ملابس خورخيه أرخبيل الفاخرة - فينيسيا - إيطاليا )

صاحب هذا المتجر يُدعى خورخيه، هو مُصمّم مُحترف وبارع في تصميم البدلات الرسميّة الرجاليّة والنسائيّة، هذا غير تخصّصه الأساسي في صناعة أقمشة فريدة من نوعها، ناعمة كالحرير... كلّ من يشتري من عنده يسأله عن نوع الأقمشة، لكنهُ دائما يحتفظ بتلك المعلومات ويُبقيها سرّا، بهدف رجوع مُنافسيه للخلف خطوةً عنه لأنهم لا يعلمون من أين يُصدّر تلك الأقمشة الجميلة، التي يصنعها بنفسه وبيداه لكيّ لا يُقلّدوه ويصيروا أثرى منه وأكثر شُهرة...

كان في المتجر آخر العُملاء، حيث أنه أخذ حقيبته المُحمّلة بدلا رسميّة سوداء وبيضاء ورماديّة، ثم إلتزم طريق الخروج... وهكذا تم إغلاق المتجر نظرا لتأخّر الوقت... وقبل أن يوصد خورخيه الأبواب دخل من دونها رجلا يافعا بُرتقاليّ الشعر ونحيل الجسد... ليستقبله صاحب الماركة مُردفا بحدّة وبنبرة عميقة ومُظلمة بعد أن ألقى بناظريه لوراء الرجُل وكأنهُ يبحث عن شيئٍ ما: " أين البضاعة؟. "

أجابه وهو يبتلع ريقه بأصعب ما لديه: " سيّدي... لقد حدث شيئا سيّء!. "

كشّرت ملامحه ليتخلّلها غضبٌ فظيع فيقول: " إلحق بي!. "

ثم عاد للوراء وذهب ناحية مكتبه، فيما تبعه ذلك الشاب اليافع بكلّ ريبة وخوف، وحينما وصلا وجلسا على مقعديهما، أردف خورخيه: " أين هي العارضة؟! وأين بورتا؟ أخبرني بكلّ ما حدث حالا!. "

أجاب بعد صمت أثار غضب رئيسه: " لقد كانت الأوضاع مُستقرّة في البداية، إستطعنا أن نقلِب رجلها عليها ليصير في صفّنا، كنّا قد أمسكنا بها... لم يكُن لديها مفرّا سوى أن تذهب معنا طواعية!!! لكن... لكن فجأة حصل ما لم تستوعبه عقولنا! خرج لنا رجُل لا نعرف من هو وماذا يفعل هناك! سيّدي لقد قضى على جميع الرجال لوحده وبمُسدس فقط!!!... لقد قتل بورتا! نحره مثلما تُنحر الشجرة بالفأس!... "

ردّ عليه بهدوء شديد: " من الذي قتل بورتا؟. "

أجاب بخوف: " لا أعرفه!!! إنه من سُكان روما وأنا لا اعرف الكثير عنها وخاصّة عن سُكانها!. "

أجابه: " هل بدا لك رجُل مافيا؟ رجُل عائلة ثريّة وأثريّة؟!. "

جوابه قد وصل عندما قال الشاب: " أجل يبدو لي كذلك... لقد كان مُصابا أيضا! لا أعرف حتّى كيف تمكّن من قتل بورتا!. "

" صِف لي مظهره... كيف يبدو؟ لون شعره! لون بشرته! ماذا يرتدي! نوع عينيه ولونها، وجهه، حاجبيه، رمشيه، شفّتيه، لحيته! أريد كلّ تفصيلة. " قال ذلك خورخيه وهو يُجهز بين يديه ورقةً كبيرة برفقتها قلم حِبر بريشة بيضاء ناعمة... أعطاه كلّ التفاصيل التي يرغب بها... الى أن تكوّنت الرسمة بدفتره... ليبتسم خورخيه بإتساع بعد معرفته لِمن إرتكب الجُرم برفيق دربه بورتا، حتّى يتفوّه قائلا: " إبن عرّاب روما... إبن زعيم أضخم عصابات المافيا في إيطاليا، لوكاريو برناردو فالكاو، سوف تدفع الثمن غاليا!. "