~ إعتِرافٌ حَقيقيّ ~

89 3 45
                                    







~ الشابتر #السادس ~





من حُسن حظّهم أن الساعة تجاوزت مُنتصف الليل وأن الساحة كانت مُظلمة... لم يراهم أحدا وهُم يقبّلون بعض.... عدا مهيار الذي جُن جنونه أكثر وصار الآن راغبا في أذيّة لوكاريو بعد أن كان يُفكر في ذلك....

( عند لوكاريو في دورات المياة )

كان ينظر لنفسه في المرآه... عيناه تتّصل بعيناه العاكسة... وهو غاضب جدّا... ليس ممّا فعله مع أسيل لأن ما قام به كان أجمل شيء حصل في حياته التعيسة بأكملها، كان غاضبا من نفسه! من معصيته لنفسه... حيث أنه أرغم عقله بأن يستوعب أن هذه المرأة التي أمامه هي آداة لتحقيق أحلامه فقط لا غير... لكن قلبه الذي لم يستطع الإستيعاب مُطلقا... وظلّ يتحرّك على هواه جاعلا من بطلنا لعبة يُقلّبها ذات اليمين وذات الشمال... مسح لحيته بشكلٍ سريع ثم إستجمع نفسه مُقررا أن يُشغل عقله بشيء آخر، مثلا مُلاحقة الذي يُلاحقه... ليقوم بمُغادرة دورة المياة وصولا الى الرُدهة الرئيسية... بعينيه البلورية الرماديّة يبحث بالأرجاء عن تلك الحسناء التي أفقدته عقله... لكن المُفاجئة هي أنها هربت وغابت عن الحضور!! ممّا جعله يشتم نفسه سرّا على فعلته الغير مدروسة... رأته إيزابيلا وقرّرت أن تقترب إليه قائلة: " لوكي؟ هل أنت على ما يُرام؟. "

نظر لها بتوهان!!! لكن سُرعان ما عاد لوعيه مُجيبا عليها: " أجل!.... إيزابيلا أنا سوف أرحل.... "

أجابته: " بهذه السُرعة؟ ودّع الآنسة سينديل أوّلا! عيب أن تخرُج دون أن تشكرها على حُسن ضيافتها لك!!. "

تنهّد وقال: " أنتِ مُحقة... أين هي؟. "

دلّته إيزابيلا على مكان وجود سيّدة القصر... حيث إقترب منها قائلا: " آنسة سينديل إنني أتشكركِ على حُسن ضيافتكِ وإستقبالكِ المذهل!. "

إبتسمت له وقالت: " أنا التي يجب عليّ تشكّرك! على تلبيتك دعوتي وحضورك!!. "

ردّ عليها: " لي الشرف! والآن إن سمحتِ لي... "

إلتفت لورائه قاصدا الرحيل، إلّا ويشعر بسائل صاقع البرودة ينكبّ عليه بطريقة مُباشرة جعلته يتصنّم في مكانه.... يتنفّس بسُرعة... لأن جلده طوال الوقت الماضي كان ساخنا، أما الآن حلّت به صدمة فُجائية... بينما رائحة الخمر تسلّلت لأوعيته وخلاياه، أجل فما صابته من برودة هي الكحول، التي يمقتها... عرف مهيار بذلك لأنه تصنّت على حديثه مع أسيل مؤخرا... تبلّلت بدلته الرسميّة الفاخرة... هذا غير لحيته وشعر رأسه... لقد كان في حالة سيئة للغاية... الجميع مصدوم ممّا حصل... لكن البعض منهم يرى ذلك مُضحكا بعض الشيء، إشتعل فتيل الغضب بداخله، وظهر ذلك من خلال عينيه الحمراويّة، ليُلقي نظرة على مصدر هذا السائل، مهيار!! الذي لم يُفاجئه بشكل صريح لأنه يعرف أنه قد رآه يُقبل أسيل، شكّ أنه يكنّ لها مشاعرا لكن هي لا يهمها ذلك، لهذا السبب سيطر عليه غضبه...

فارِس رُوما ~ Rome KnightWhere stories live. Discover now