part 2

110 8 31
                                    


الداعشي مد إيده لإبراهيم وأمسكها بلطف على عكس عادته، وقال بنبرة حادة: "إيدك صغيرة وانت نحيف، بس على الأقل ذكي." بعدها مدد إيده الثانية ومررها على شعر إبراهيم برفق، مع العلم إنه كان لابس قفاز حربي (القفاز التكتيكي)، لكنه ما جره بقوة.

إبراهيم شعر بلمسة القفاز على شعره، وكانت لطيفة بما يكفي، وكأن الداعشي يحاول يظهر اهتماماً، أو ربما يبدي تعاطفاً ظاهرياً. الداعشي نظر لإبراهيم وقال بصوت هادئ يشيل نبره تسلطه: "تعلم تكون أقوى، وإن شاء الله تقدر تثبت نفسك."

إبراهيم كان يحاول يظهر شجاعته رغم الخوف اللي كان يحس فيه، رفع عينه وقال بصوت ثابت: "أنا راح أتعلم، وأكون جزء من الفريق. بس أرجوك، لا تأذي أختي."

الداعشي ابتسم ابتسامة خفيفة، وسحب يده من على شعر إبراهيم ، وقال: " كل ما كنت مطيع كل ما كنان تعاملنا افضل ."

بقية الدواعش كانوا يتجولون بين الصفوف، البعض منهم كان يواصل التفتيش والتفحص، بينما الآخرون كانوا يراقبون الموقف بجدية. كانوا يتعاملون مع الطلاب والموظفين بطرق متنوعة، لكن بصفة عامة كانوا يحاولون فرض السيطرة والخوف. البعض كان يهدد، والبعض الآخر كان ينفذ الأوامر بكل صرامة.

إبراهيم سحب أخته الصغيرة بالقرب منه وقال بصوت مهدئ: "خليكي وياي، كل شي راح يكون تمام." حاول يحافظ على هدوءه بقدر الإمكان وهو يمشي مع الداعشي، عارفاً إن الموقف ما زال متوتر، وأنهم في قلب الخطر.

بعد ما انتهوا من تفتيش المدرسة، الداعشي اللي كان معجب بذكاء إبراهيم مد يده وأمسك يد إبراهيم بهدوئ نسبي، وسحبه باتجاه السيارة. كانت السيارة عسكرية، مليانة بالدواعش، وكل واحد منهم كان يحمل سلاحه ويبدو على وجهه علامات الجدية والصرامة.

إبراهيم كان يحاول يحافظ على هدوئه وهو يدخل السيارة، وأخته الصغيرة كانت تمسك بيده بقوة، عيونها مليانة خوف. الداعشي اللي كان مع إبراهيم خفف من وطأة الموقف بقدر الإمكان، وقال له بصوت مهدئ: "اكعد هنا، وبتكون بخير."

بقية الدواعش كانوا يتعاملون بشكل أكثر قسوة وصرامة. أحدهم نظر لإبراهيم ببرود وقال: "شوف، لازم تكون جاهز لكل شي. الجهاد ما يتحمل الضعفاء."

داعشي آخر كان يتحرك بشكل سريع وحاد، يقف بالقرب من السيارة ويصرخ: "تحركوا بسرعة! ما عندنا وقت نضيعه على هل زعاطيط (اطفال فروخ)"

داخل السيارة، كان الجو مشحوناً. بعض الدواعش كانوا يجلسون بتركيز على أسلحتهم، بينما الآخرون كانوا يراقبون الموقف بعيون حادة. كل حركة كانت تثير الانتباه، وكل كلمة كانت تنم عن عدم التسامح.

ضلال داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن