part 4

73 7 21
                                    

   

دخل لهيب إلى منزله بعد يوم طويل، لكن أول ما لفت نظره كان الصرخات المتعالية والشتائم التي ملأت الأجواء. الزوجات الثلاث عشرة، اللاتي كن يتشاجرن مع بعضهن، غمرن المكان بصوتهن العالي.

تمارة، الزوجة السعودية، كانت تصرخ وتدور في المكان: "يا زين، وش ذا، الله يلعن أبوكم، كلكم حريم معفنين، تتحاربون كأنكم بحلبة مصارعة!"

في زاوية الغرفة، كانت رغد، الزوجة العراقية، تتشاجر مع نوال، الزوجة السورية، بصوت عالٍ: "أنتِ شنو، تتجرئين تقولي علي هيج؟ تحجين وكأنك كبيرة، والله أنا راح أوريك شلون انيجك صفح!"

نوال، التي كانت تتحدث بلهجتها السورية، ردت بصوت عالٍ: "والله يا اختي، ما تفرقين بين الشماتة والتربية! أنا مو جايه هنا أسمع عياطك! كوني عاقلة شوي!"

بينما كانت تمارة تواصل التنقل في الغرفة، أضافت: "يا زين، خافوا الله، تصرخون وكأنكم ضايعين، جايين لينا بس عشان تطيحون على بعض؟!"

تدخلت فريدة، الزوجة المصرية، وصاحت: "أنا هتجنن منكم، كل واحدة فيكم تحاول تبين إنها ملكة بينما كل وحدة  عمال تضرب الثانية وتسبها، ده أسوأ من سوق اللخراج و جلسه كفار قريش يبنات المتناكه"

رغد بدورها استمرت في التذمر: "تسمعني ولجن، شوفوا شلون تصرخون وكأنكم دجاجات. بس كافي مزعطه، العرك هذا كله مو له قيمة!"

في خضم الشجار، نوال كانت تسب بأعلى صوتها: "انتو ناقصين، الكل هنا يهز ويشتم، مثل قريش في الاسواق! لشو جايين هنا؟ مشان تحاربوا!"

تمارة صرخت فوق الجميع: "يا عالم، ما تكفيكم هوشات الفيسبوك، جايين هنا تكملونها، خلوا الأوضاع تهدأ شوي!"

وفي خضم الفوضى، بدأت النساء يتشاجرن فعلياً، يجررن الشعر ويضربن، وكل واحدة تحاول جذب الانتباه إلى جانبها. رغد تمسك بأطراف فريدة، بينما فريدة تشد شعر نوال، وكل واحدة تحاول السيطرة على الأخرى، ما جعل الغرفة عبارة عن ساحة معركة حقيقية.

نضر  لهيب، بوجهه الجاد، وبدأ يدخن دون أن يظهر أي اهتمام بما يحدث حوله. كان مسترخياً، غير مبالٍ بالصراخ والضوضاء.

عندما اقترب من وسط الغرفة، نظرت إليه تمارة، وهي تتوقف عن العراك وتصرخ: "الخليفة، وينك من زمان؟! تعال شوف المهزلة اللي صارت!"

بينما كل واحدة من الزوجات توقفت قليلاً عند رؤية لهيب، نظرت إليه نظرات مليئة بالاستياء والاحتقار. ومع ذلك، كان يبدو أن لهيب ليس له أي رغبة في التدخل، بل فقط ينتظر حتى ينتهي الشجار.

ضلال داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن