part 11

86 5 49
                                    

  
بعد يومين

رنّ هاتف شرف وهو جالس على السرير، يحاول يتناسى ألم الجروح اللي بجسمه، آخذ نفس عميق وألقى نظرة سريعة على الشاشة. "أسمهان" كان الاسم المعروض. ارتسمت على وجهه ابتسامة مشوبة بالتوتر، رفع السماعة وقال بنبرة متحمسة، رغم الألم اللي يحسه بكل حركة.

"ألو؟"

"شرف، السحر تم." نبرة أسمهان كانت مباشرة وجافة، ما بيها مجال للمزاح. "ادفع الفلوس لو سمحت."

شرف تجمد للحظة، ما صدّق أذانه. "لحظة، صدك؟" سحب نفس قوي كأنه يحاول يتأكد إذا اللي يسمعه حقيقي. عيونه اتسعت بنوع من الحماس، وبدأ يحس بالدم يتدفق بجسمه بسرعة، وكأنه نسي كل شيء حوله للحظة.

"ايه، صدك صار، مثل ما وعدتك." أسمهان كانت تتكلم بهدوء، لكنها كانت عارفة شلون شرف دا يتفاعل مع الخبر. "بس تذكر، أريد الفلوس، مو شي ثاني."

"انتظري، هسه أجي لبيتكم!" شرف نهض من السرير بسرعة، بدون ما يحس بالجروح اللي كانت تمزق جسمه. كل تفكيره كان متوجه صوب أسمهان والسحر اللي قالت إنه تم. "راح أجي أبوس راسج!" قالها وكأنه نسى تماما الحوار عن الفلوس.

"لا، ما أريد تبوس راسي. أريد الفلوس، شرف."

شرف ضح دمك بخفة، مستند على الحائط وهو يلبس حذائه بسرعة. "لا خيه، هسه أجي، أبوس راسج وبعدين نتفاهم. انتي أنقذتيني، أنتي غيرتي حياتي!"

أسمهان كانت صامدة، صوتها ما تغير أبداً. "ما يهمني التقبيل، الفلوس يا شرف."

لكنه كان بالفعل شارد بفكرة الذهاب إليها، يكاد يتجاهل ألم جروحه اللي كان يعكر عليه كل حركة. وقف أمام المرآة لثانية، يشوف آثار العنف اللي عاشه على جسمه، لكن ابتسامته ما انمحت. "هذا كله رح يصير شي من الماضي." فكر بصوت منخفض وهو يحاول يصحح هندامه بسرعة.

الجروح اللي كانت تحرقه وتشد على عضلاته كلما حاول يتحرك، ما كانت شيء مقارنة بالحماس اللي يحس بيه. حس وكأن الألم تلاشى، حتى لو كان موجود فعلياً، عقله كان مشغول تماماً بالسحر اللي قالت عنه أسمهان.

طلع من البيت بسرعة، كل خطوة كان يخطوها رغم الألم، كانت تقربه أكثر من هدفه.

شرف ركض بسرعة ما يحس بشي حوله، كل شي كان مثل الضباب بعينيه، كأنه العالم كله اتوقف إلا هو. وصل للبيت وطرق الباب بقوة، وكأنه الباب كان بينه وبين السحر اللي ينتظره، وكاد يكرس الباب من شدة الطرق. كان نفسه متقطع من الركض، عيونه تتراقص بين الأمل والتعب، وهو ما يقدر يستنى لحظة إضافية.

ضلال داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن