part 13

105 7 73
                                    


حاله الكاتبه النفسيه مزفته 🗿💔

كان المكان غرفة صغيرة ذات إضاءة خافتة، الهواء مشبع بدخان السجائر المتصاعد من سيجارة لهيب الذي جلس خلف طاولة خشبية، ساقاه متقاطعتان، وملامح وجهه الهادئة تخفي خلفها نوايا لا يبوح بها. على الجدران علقت خرائط وصور لمواقع عسكرية، بينما في الزاوية وقف شيبان، يعبث بحزام سلاحه بقلق غير معلن، منتظرًا الأوامر.

بصوت خافت وحازم، كسر لهيب الصمت المتوتر وهو يواصل تدخين سيجارته: "ها شفت شرف بعد؟" قالها دون أن ينظر إلى شيبان.

شيبان، محاولاً إخفاء توتره الذي يظهر جليًا في حركة يده، أجاب بصوت غير مستقر: "اي، سيدي. ما زال مقيد بالغرفة مثل ما أمرت. بعده يحاول يتحرر بس ماكو فايدة. هذا الولد عنيد."

لهيب ابتسم ببرود وهو يأخذ سحبة طويلة من سيجارته. للحظة، بدا وكأن عقله مشغول بشيء أكبر من مجرد الإجابة على سؤال بسيط. ثم قال وهو ينفث الدخان ببطء، "أفضل قناص بالجيش العراقي... ابن رئيس القوات المسلحة بنفسه،   تعرف شنو هذا يعني؟"

رفع شيبان حاجبيه قليلًا، غير متأكد مما يقصده لهيب بالضبط، قبل أن يهز رأسه بتوتر قائلاً: "يعني... يعني مكسب كبير إلنه، سيدي. هذا القناص قتل منا كومة. وبوه مكانة كبيرة."

لمعة باردة ارتسمت في عيني لهيب وهو ينظر نحو شيبان، وكأنه كان يتوقع الإجابة لكنه أراد سماعها بصوت شيبان. بثبات، قال لهيب وهو يشير بحركة خفيفة بيده: "مو بس هيچ. هذا مو مجرد مكسب. هذا مفتاح."

شيبان حاول أن يخفي حيرته وهو يسأل بصوت أكثر ثباتاً: "مفتاح؟"

عيناه الضيقتان ولغة جسده أكدت ما يفكر فيه لهيب. بهدوء متعمد، قال: "مفتاح للضغط على الجيش العراقي. تعرف شراح يصير إذا عرفوا إن ابن رئيس القوات المسلحة بيدنا؟"

شيبان، وقد بدأت ابتسامته تزداد شراسة مع استيعابه للخطة، أجاب بحماس: "راح ينهارون. ما راح يعرفون شلون يتصرفون. راح يحاولون يفاوضون بكل الطرق."

لهيب ضرب الطاولة بخفة بطرف أصابعه، وكأنه يعزف نغمة حرب مخططة بعناية. نظر إلى شيبان مجددًا وقال بنبرة منخفضة لكن مشحونة بالتحدي: "بالضبط. الجيش، الحكومة، حتى أبوه... كلهم راح يجيون ركض إلينه. بس ما أريدهم يتوقعون إني راح أفاوض."

شيبان رفع رأسه قليلاً، متسائلاً: "شنو تفكر تسوي بعدين، سيدي؟"

اللهيب استرخى في مقعده قليلاً، عاقدًا ذراعيه خلف رأسه وهو يتحدث بصوت خافت مليء بالثقة: "أريدهم يذوقون الذل، مثل ما ذاقوه منا. وشرف... هذا الولد؟ هو الجسر اللي راح نمشي عليه حتى نكسرهم من الداخل. أول شي، نخلي أبوه يشوف ابنه يتعذب بعيونه، ويعرف أنه حتى أعز الناس إلهم مو بأمان."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 30 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ضلال داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن