ضلال داعش

part 3

  المشهد يبدأ وسط معركة طاحنة. أصوات الانفجارات تهز الأرض تحت أقدام الجنود، وصدى الرصاص يخترق السماء الدخان الكثيف يغطي المكان، ما يخلي الجنود يشوفون غير شبح أعدائهم من بعيد الأرض مغطاة بالغبار، ورائحة البارود تملأ الجو.

آسر متوتر، ظهره للحيط المتهدم، عيونه متعلقة بـ "هناء" اللي تتحرك بخفة بين الركام قلبه ينبض بسرعة، وهو يحاول يركز على القتال بس كل ما يشوفها تحرك قلبه ينكمش يا الله هناء، لا يصير بيج شي... شنو اللي جابج ويانه ؟"

هناء وهي تقاتل بكل مهارة وبدون خوف، تتنقل بين المخابئ تفلت من وابل الرصاص مثل ما تفلت السمكة من الشباك ترفع سلاحها وتطلق

طلقاتها بدقة. آسر، شبيك مرتبك هيچ؟ خلي عينك على المعركة، مو عليه"

شرف من زاوية ثانية، متمركز فوق مبنى نصه
منهار، سلاحه القناص مثبت بيديه

منهار سلاحه القناص مثبت بيديه، لكن لسانه شغال أكثر من سلاحه كل طلقة يفوتها، تنطلق وياها شتيمة جديدة. ولك يا ابن الـ.... شرد من يمّي، يلعن امه يا حظي العاثر، ليش ما تجون واحد واحد قدامي حتى أفرغ بوجوهكم هالسلاح" يضغط الزناد بس الرصاصة تفوت هدفها، فينطلق منه انفجار غضب "أويلي، ولا طايرة يا ابن... شبيكم! ما تعرفون

تموتون مثل العالم ؟

آسر يرفع صوته بعصبية وهو يحاول يوجه رصاصه صوب الدواعش اللي اقتربوا من موقعهم شرف، وخر عني بشتايمك ركز يا معوّد إذا بعدك مشغول بالسب هذا راح يصيدونا مثل العصافير"

شرف، ما يعجبه السكوت، يلتفت على آسر بابتسامة سخرية، ويرد بصوت عالي: آسر، شبيك ؟ ترى الشتيمة هما سلاح أنا من أسبهم، يموتون مرتين مرة بالطلقة ومرة بالسبة!" ثم يكمل وهو يثبت ناظوره على هدف جديد ولك يا ابن ال... ماتت أمك من القهر وانت ما
تدري... هسه تعال تعال أفرغ بوجهك!"

هناء تضرب طلقة مباشرة في صدر أحد الإرهابيين، تسقطه على الأرض وهي تعيد تعبئة سلاحها بسرعة وتضحك بصوت عال على شتائم

شرف "بس خلي الحرب تاخذ وضعها وياك، شرف

سلاحك خطير بس لسانك أخطر!"

شرف ما يسكت، يضحك بصوت أعلى وهو يضغط زناد القناص، والإصابة تصيب واحد آخر من الدواعش "هذا شنو؟ شلعته من مكانه والله، خلي أبوه

يجي يلمه من الأرض، لعد شنو؟"

الانفجارات تعصف بالمكان، الدواعش يحاولون الهجوم من عدة جهات، والدخان يزداد كثافة هناء تتحرك بخفة بين الأنقاض وتطلق النار، مهارتها واضحة وهي تقتل كل من يقترب. آسر يحاول يبقي عينه عليها، بس تركيزه يتشتت بسبب كثرة الحركة والدخان "هناء، شوفي... بس لا تتحمسين هواي والله إذا
صار بيج شي الدنيا تقوم وما تقعد!"