part 10

76 8 69
                                    

استفاق شرف ببطء وهو يشعر بوجع في كل عظمة من جسده الألم كان يزحف على جلده من كل ضربة وجلد تعرض له فتح عينيه ببطء، كأنه يحاول يتجنب الحقيقة اللي أمامه. الغرفة كانت مظلمة، باستثناء بقايا شموع مشتعلة هنا وهناك ضوءها الخافت يعكس على بقع الدم اللي جفت على الجدران والأرض. كان السرير مغطى بآثار الليلة الماضية، خليط من الدم العرق، والسائل المتسرب من جسده.

تحسس نفسه بحركة بطيئة، كل لمسة كانت تذكره باللي صار الكدمات كانت واضحة على جلده الجروح بعدهم يحرقون وكأنهم نار مشتعلة وحتى الهواء اللي يمس جلده كان مؤلم. كل خطوة أخذها بعينه كانت تأخذ وقت طويل، وهو يتأمل في آثار الليلة الطويلة اللي قضوها سويًا. كانت كل حركة أو تنفس يحسسه وكأنه مقيد بألم أكبر من القيود اللي كانت مربطته بها.

ثم شاف ورقة جنب راسه فوق السرير المبعثر.
مد يده بتردد والتقط الورقة. كان جسمه يرتجف
سواء من الألم أو من الخوف. فتح الورقة وقرأ
الكلمات المكتوبة بخط لهيب: اتمنى ان تكون
بخير. لاتنسى أن تشتمني عندما تستيقظ. أعرف إني ما راح أتركك... حطيتك بدماغي."

توقفت عيناه على الكلمات، وحس بنوبة مشاعر مختلطة. ابتسم بتوتر، بس سرعان ما انقلبت الابتسامة لملامح مليانة بالشك والألم. هو كان يريد يكره لهيب بس حس بشيء أكبر جواه شيء ما يقدر يشرحه داخله كان فيه تناقض بين الرغبة في الحرية والخضوع الكامل.

نظر حوله للغرفة الجدران كانت شاهد صامت

على العنف والجنون اللي صار بينهم. الدم المجفف على الحائط كأنه يحكي قصة ألم مشترك. وشرف كان يحس بتناقض كبير داخله مشاعر الخضوع اللي حس بيها تجاه لهيب كانت تسحقه، بس في نفس الوقت كان فيه جزء منه يستمتع بكل لحظة.

حس بمرارة في حلقه، وكأن كل شيء كان ثقيل عليه، حتى نفسه عقله كان يعيد كل شيء، كل ضربة كل كلمة، وكل لمسة عنيفة من لهيب. كان عارف إنه مر بأقسى تجربة جسدية وعاطفية بحياته، بس اللي كان يعقده أكثر هو شلون جزء منه كان يستمتع بهذا الألم، شلون كل ألم وكل جرح كان يوصل له شعور بالنشوة الغريبة.

ليش" بعدني هنا ؟ سأل نفسه بصوت خافت. كان يريد يهرب يريد يبتعد بس جسده كان منهك تماما، وكأنه كان مربوط لهيب، حتى بعد ما القيود انشالت.

شرف بدأ يشعر بالثقل اللي عليه وهو يمرر عيونه على الكدمات والعلامات اللي كانت تغطي كل جزء من جسمه حس بشيء ينكسر بداخله، ومعاها بدأت دموعه تنهمر بدون توقف. كان البكاء أول ردة فعل منه بكاء حاد وعميق كأنه يحاول يخرج كل الوجع اللي بداخله بس كل ما بكى زادت مشاعره تشوشاً.

عيونه كانت تركز على كل جرح كل كدمة، كل خط أحمر على جلده مشهد جسمه كان يحكي قصة ثانية، قصة مليانة بالعنف والذل، وكان يشوف نفسه بكل لحظة من الليلة اللي فاتت. "شسويت بنفسي؟ ليش خليت هذا يصير؟" سأل بصوت مكسور.

ضلال داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن