part 5

89 6 73
                                    

بعد ما طلعت النسوان من الغرفة وتفرقن، دخل صليب ومعه إبراهيم، ا وقف إبراهيم مرتبك قدام لهيب وهو يتلفت يمين ويسار، ما يدري شنو يتوقع.

صليب بهدوء حط إيده على كتف إبراهيم وقال: "سيدي الخليفة، هذا إبراهيم، عمره 15، ذكي كلش.. من المدرسة جبته حتى تتفضل تشوفه، الولد عقله نير ويستاهل يتعلم الجهاد الصحيح من جنابك."

لهيب، الي بعده قاعد بكرسيه ويدخن، نزل السيجارة من بوزه ببطء وطلع دخان من خشمه، باوع إبراهيم من فوق لتحت، ما  طلع اي كلمة بالبداية، بس النظرات كانت تكفي تخلي الولد يتوتر أكثر.

إبراهيم، حيران، وقف مرتبك قدام لهيب وما عرف شنو يسوي، شاف الهيبة والهدوء المخيف الي يطلع من الخليفة.

صليب، حاب يزيد من رهبة الموقف، كمل: "سيدي، الولد هذا مميز.. رح يكون إضافة قوية للصفوف إذا حضر تعليماتك ووجهاتك."

لهيب رجع اخذ نفس عميق من السيجارة، وبدون ما يشيل عيونه من إبراهيم، ابتسم ابتسامة باردة وقال بصوت هادي: "زين، خليه يثبت نفسه بعدين نحجي."

إبراهيم كان يهم يهز راسه بالموافقة، وهو ما يزال مرتبك، مو فاهم بالضبط شنو المطلوب منه، لكنه يعرف أن هذي اللحظة مهمة، مستقبله كله متعلق بيها.

صليب وقف بكل هيبته قدام لهيب، وبصوت ثقيل مليان احترام لكنه مشوب بشي من الهيبه و الغلوظه قال: "سيدي الخليفة، عندي اقتراح إذا تسمح لي. احنا مقبلين على مواجهة كبيرة ضد الجيش، وقصر الجهاد لازم يرجع لنا بأي ثمن. الولد إبراهيم ذكي، دماغه يشتغل بسرعة. ليش ما نخليه يجرب التخطيط للمعركة؟ نطيه المعلومات الي حصلناها عن المنطقة، ونشوف شلون يتصرف. يمكن يطلع منه شي مفيد."

لهيب كان جالس بهدوء على كرسيه، لابس ملابس سوداء ومغطي نص وجهه بالقناع، والنار بالسيجارة اللي بإيده تكمل له مظهر الزعيم اللي محد يقدر يعارضه. سحب نفس عميق من سيجارته وباوع لصليب ببرود. ما رد مباشرة، خلّى لحظات ثقيلة تمر وهو يتأمل إبراهيم اللي واقف قدامه يحاول يخفي ارتباكه.

بعدها، لهيب نفث الدخان ببطء من فمه وقال بصوت هادي لكنه مليان تهديد: "زين، خلّوه يجرب. إذا أثبت نفسه وفادنا، إله مكافأة... وإذا فشل، مصيره مثل كل اللي يفشلون. ومو يخفى عليك شنو يصير باللي يخيبون ظني."

صليب ارتبك شوي، لكنه حاول يظل متماسك. "نعم، سيدي الخليفة. ما يصير خاطرك إلا طيب."

التفت صليب صوب إبراهيم، نظرته صارت حادة مثل السكين وهو يقول بصوت واطي لكنه مليان تحذير: "ها، هذا وقتك، يا ولد. يا تثبت نفسك وتبين شطارتك قدام الخليفة، يا تعبر للهاوية. راح نعطيك كل المعلومات اللي نحتاجها. أريدك تشغل عقلك وتكون قد المهمة، لا تفشل... ولاّ تعرف شنو اللي راح يصير."

ضلال داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن