أن تكون مريضا في هذا العالم أسوء شيء.
لا أحد سيهتم بك .
عليك دوما أن تراعي نفسك بنفسك .
لا تنتظر شفقة أحدهم.
عليك أن تواصل التقدم دوما .
لا تهتم إلا بنفسك و أن تضعها كأولويتك دوما .
هكذا يجب أن تكون عليه حياتي .
بعيدا عن كل تلك الجراثيم .
تلك الكائنات المقززة التي تثير غثياني من مجرد فكرة وجودها .
لهذا أنا دوما ما أفضل الإحتفاظ بتجنب التفاعل مع الآخرين و تفادي الفوضى خاصتهم .
فقط أنا ونفسي .★|★|★
الساعة السابعة مساءا .
عدت لتوي من تدريبي اليومي .
رغم كونه مصدر إرهاق لا يصدق ، إلا أنه يساهم و يعزز تحقيق تطور مستمر في أداء لعبي .
حياة المحترفين صعبة.
من ناحية أخرى ، بما أنني أتبع شغفي منذ صغري ، فإن ذلك يكفيني.
إعتدت دوما أن ألّفَ نفسي بغطاء السرير و أنا أعتصر وسادتي بين يداي بينما أشاهد مباريات الكرة الطائرة لدوري اليابان .
إذا إستلزم الأمر على بأن أصف تلك اللحظة ، فإن كلمة واحدة تكفي.
” مفتون “
” كنتُ مفتونا “
لا أستطيع لحد الساعة وصف مدى روعتهم عندما شهدت مباراتهم لأول مرة ، لكني أستطيع القول بكل ثقة أن حركاتهم جذبتني بعمق .
طريقة طيران الكرة دوما و عدم إمساكهم لها يعتبر جنونا .
الرياضة الوحيدة التي لا يمكنك امساك الكرة بيديك ، أن تلمسها فقط.
لبضع ثوان ، لبضع أجزاء من الثانية .
خلال تلك السرعة و التوتر
ومع هذا تربح ؟
كان ذلك منظرا خلابا بحق .
لا يمكنني نسيان كيف كنت أشعر بالحماسة و أتفاعل بشدة مع كل تلمسة يقوم بها اللاعبون للكرة.
كيف يكاد قبلي يخرج عندما يتم رفع الكرة قبل ملامستها للارض تماما .
كيف كان ذلك المقطع القصير بمثابة الوقود الذي أشعل الشغف بداخلي ، كفيلا بأن يأسرني و يجعلني أنغمس عميقا في هوس هذه الرياضة بكل تفان .لذلك تدربت و تدربت و تدربت .
كان صعبا مع خوفي من الجراثيم ،
أن أضطر للقاء الآخرين كل يوم ، أن اضطر للمس الكرة التي لمسها آخرون قبلي .
كان ذلك جحيما بل لا يزال كذلك .
فأنا الآن في فريق black jackals لكرة الطائرة .
أعاني الأمرين كل يوم .
حققت حلمي و هذا مناسب لي .
أمشي في كل مساء نحو البيت كي أنعم بالراحة .
أتوقف للحظات و أشاهد منظر السماء ثم أواصل المشي .
نفس السيناريو المعتاد .
لا شيء يتغير .
نفس الروتين المعتاد .إذا كان هناك شيء طفيف متغير اليوم هو أننا ربحنا مباراة أخرى ، لكن كان الملعب بعيدا عن هنا لذا أضطررنا للتنقل أسبوعا ذهابا و أسبوعا إيابا .
دامت الرحلة وقتا طويلا لأن المدرب حرص على راحتنا و توقف كثيرا في الطريق من أجل ارضاء باقي اللاعبين .خصوصا " المغفل الأشقر ، الأحمق البرتقالي و البومة المزعجة "
لم يكفو عن طلب فترات راحة في الطريق كي يلهو بوقتهم .
على العموم قررت البقاء بالحافلة رافضا التجول مع وجود كل تلك الجراثيم خارجا .
في الأخير ، تم جري من طرف الثلاثي السخيف بالفعل .
كان إزعاجهم لا يطاق .
لذا الآن أنا أملك عدة تذكارات لا أعلم ماذا أفعل بهم .
سحبت المفتاح من جيبي قبل أن أدخله في الباب و افتحه .
المكان هادئ و
نظيف ؟
هل أنا اتخيل أم أن المكان بقي تماما كما تركته قبل أسبوعين ؟
هذا غريب .
عادة هي تحرك كل شيء أو تكسر خمس أكواب على الأقل .
نزعت حذائي و أغلقت الباب ورائي لأتجه بعدها لغرفتي .
لا تزال كما كانت ؟
لم يتحرك شيء حتى ؟
هل أنا أحلم ؟
قرصت ظهر يدي لأيتقن بعدها أنني لست بحالم .
وضعت حقيبتي على السرير قبل أن أبدأ بتفحص الغرفة بعمق ، أمسح على المكتب و أجده خاليا حتى من الغبار
لا تزال أغراضي كما أتذكرها ،
لم تتحرك كرتي من زاوية الغرفة ،
لم يتواجد أحد هنا بالفعل طوال الأسبوعين الماضيين .
أخذت حماما دافئا و حرصت على إزالة كل تلك الجراثيم عني ، مستعملا أنواعا متعددة من الشامبو و الصابون ذو الجودة الرفيعة .
غيرت ملابسي للأنظف بينها و أكثرها راحة .
توجهت بعدها للمطبخ .
كانت الصورة داخل عقلي قبل أن أغادر تطابق المنظر الذي أراه الآن .
لا الأطباق تحركت او الطعام بداخل الثلاجة أُكِل و حتى سلة المهملات خاوية .
كانت الأمور غريبة منذ الشهرين الماضيين لكن ليس بهذه الغرابة .
أعلي أن أتحقق منها ؟