المطر ينهمر بغزارة فوق العاصمة الكبيرة المكتظة بالناس والأنوار ...
صوت الرعد يهز أركانها بين الفينة والأخرى ...
سيارة شرطة تقف عند مدخل زقاق وإنارة الإنذار الزرقاء والحمراء تلف وتدور بصمت تحت عباب المطر
شرطي يمسح بكمه بعض قطرات الماء التي اجتمعت على جبينهوعينيه وهو يحاول كتابة إفادة الشاهد الوحيد في دفتره المبتل ...
تقول بأنك وجدت الجثة بهذه الحالة ...
قالها الشرطي للشاهد المرتبك الذي أجابه :
انعم .. مررت بالزقاق ورأيتها مستلقية بهذه الطريقة ...
(الشرطي) : وما الذي كنت تفعله هنا في هذه الساعة المتأخرة وفي هذه الأجواء الماطرة؟ (الشاهد) : كنت ذاهباً للمتجر نهاية الشارع وقد استخدمت
الزقاق لاختصار الطريق
(الشرطي ) : وهل أبلغتنا عن الحادث من هاتفك المحمول؟
(الشاهد : نعم .. لم كل هذه الأسئلة ؟ .. هل أنا متهم بشيء؟
(الشرطي مغلقاً دفتره المبتل : هذا قرار المحقق الجنائي وليس .
قراري
(الشاهد) : أي محقق ؟
صوت صرير فرامل سيارة سوداء تتوقف بالقرب من سيار " الشرطي ...
يترجل منها شخص بلباس مدني ومعطف مطر طويل ...يبدأ بالسير نحو الشرطي والشاهد الواقفين عند مدخل الزقاق
وعندما استقر أمامهما حدث الشرطي قائلاً : «أريد المختصر ...
(الشرطي) : جريمة قتل يا سيد (إياد) .. وهذا الرجل هو من
وجد الجثة وأبلغ عن الحادث
(إياد) : وأين الجثة ؟
يشير الشرطي لوسط الزقاق بصمت .
يبدأ المحقق بالسير نحو المكان الذي أشار إليه الشرطي وخلال سيره تحت المطر المنهمر والسماء الراعدة قال دون أن يلتفت
خلفه :
ألن تلحق بي؟»
(الشرطي) : نظرة واحدة تكفيني .. لا أريد مشاهدة تلك الجثة مرة أخرى
يصل المحقق لوسط الزقاق شبه المظلم ويرى الجثة التي أتى للتحقيق في أمرها ويقف محدقاً بها لثوان ثم يقول بصوت مسموع
للشرطي وعيناه لا تزالان على الجثة : «ما هذا؟!»الشرطي ) : جثة امرأة فيما يبدو .. هذا تخميني الأول تقرفص المحقق عند ما تبقى من أشلاء ما بدا أنها امرأة في أواخر العشرين من عمرها .. كان جسدها مهشماً ومفروماً لكن رأسها احتفظ ببعض ملامحها .. ملابسها الممزقة عجنت مع لحمها وبعض أطرافها وضعت بجانبها بطريقة بدت أنها متعمدة
أنت تقرأ
الغيهب
Fantasyأن تكون أعمى والحقيقة متجلية امامك فهذه طامة وأن تكذب تلك الحقيقة وانت لم تعايشها فهو غباء، فاليوم كل شيء ظاهر امامنا فالخيال الذي نراه في المسلسلات بالأساس حقيقة مدسوسة في سم الخيال .