وسط غرفة انتظار عيادة خاصة ليلاً ...
جلست فتاة مع مجموعة من المراجعين في انتظار دورهم للدخول
على الطبيب ...
كان المراجعون يراقبون تلك الفتاة بأعين متوجسة بسبب لبسها وهيئتها الغريبين
فقد هيمن اللون الأسود عليها تماماً ابتداء من لبسها وانتهائها
بطلاء أظافرها وصبغة شفاهها .
رفعت الفتاة إحدى قوارير الماء البلاستيكية المستقرة أمامها وفتحت غطاءها وشربت محتواها بالكامل دفعة واحدة وبعد ما
انتهت أجهشت بالبكاء ...دنت منها سيدة عجوز كانت تجلس بجوارها وقالت :
لا تقلقي يا ابنتي .. كل داء وله دواء ...
(الفتاة) ماسحة دموعها : أنا لا أعرف حتى الداء الذي أصابني ... (السيدة العجوز) : مم تعانين؟
(الفتاة) وهي تهز قارورة الماء الفارغة ثم ترمي بها جانباً : أشرب لكني لا أرتوي .. أشعر بالجوع الشديد لكني فاقدة للشهية ومهما
أجبرت نفسي على تناول الطعام رمقي لا يسد ...
صمتت السيدة العجوز قليلاً ثم قالت : هل أنت متزوجة؟
(الفتاة) : وما علاقة ذلك بما أعاني منه ؟
(السيدة العجوز) : صدقيني يا حبيبتي لا يسد النفس عن الطعام
والحياة بأكملها مثل زوج كتيب ...
تبسمت الفتاة من وراء دموعها ولم ترد ...
السيدة العجوز) : أرملة إذاً ؟ .. هل هذا سبب لبسك السواد؟
خرجت ممرضة من الغرفة المقابلة ونادت على الفتاة فنهضت
وسارت باتجاهها والعجوز تقول بصوت مسموع الجميع
المراجعين :تخلصي منه وستزهر حياتك مجدداً .. لا ترتكبي خطئي نفسه !! دخلت الفتاة على الطبيب وجلست أمامه وهو يتصفح ملفها ثم
قال :
أهلاً (آيتن) .. كيف حالك اليوم؟»
(آيتن) بنبرة حزينة ومكتئبة : حالي على حاله ولم يتغير شيء منذ آخر مرة زرتك فيها .. بل في الواقع أسوأ من ذي قبل
(الطبيب) مستأنفاً حديثه وهو يقلب صفحات الملف : جميع
الفحوصات التي أجريناها لك كلها سليمة ولم تظهر أي علة بك
(آیتن) : ما سبب ما أعاني منه إذاً؟
(الطبيب) : لعل السبب نفسي وليس جسدياً .. هل ظهرت عليك
أعراض جديدة غير تلك التي ذكرتها لي في زيارتك الأولى؟
(آيتن) : أنا أمر بموجات من الأعراض من وقت لآخر .. تأتي
أنت تقرأ
الغيهب
Fantasíaأن تكون أعمى والحقيقة متجلية امامك فهذه طامة وأن تكذب تلك الحقيقة وانت لم تعايشها فهو غباء، فاليوم كل شيء ظاهر امامنا فالخيال الذي نراه في المسلسلات بالأساس حقيقة مدسوسة في سم الخيال .