هرم الافتراس

144 14 0
                                    

.. بعد مضي شهر ...

وفي مقر الشركة الرئيس الواقع بطابق علوي بأحد المباني الشاهقة وسط العاصمة وقف (جلال) وظهره مدار المكتبه الكبير يدخن سيجاراً يتأمل منظر المدينة ليلاً من الأعلى ...

طرق الباب فسمح للطارق بالدخول ليسمع صوت مديرة مكتبه تحدثه قائلة :لقد حضر الدكتور ( توفيق) يا سيدي ... (جلال) ضارباً برأس السيجار مسقطاً كتلة من الرماد على

الأرض :

اسمحي له بالدخول ...

دخل (توفیق) ومع دخوله استدار جلال وقال وهو يطفئ

السيجارة بمنفضة كريستالية استقرت على سطح طاولته :

زياراتك الليلية لا تحمل أخباراً سارة بالعادة ...

جلس (توفيق) أمام (جلال) ومد ملفاً أحمر كان يحمله معه ووضعه على طرف الطاولة وقال : التقرير النهائي لحملة «الكهف الأحمر» جاهز وستجد كل شيء موجوداً في هذا الملف (جلال) ملتقطاً الملف وعلى وجهه ابتسامة ساخرة وقال متهكاً

ألهذا اخترت اللون الأحمر للملف؟

(توفیق) : كان مجرد مصادفة

(جلال) راميا بالملف على الطاولة مديراً ظهره له معاودا تامل

أنوار المدينة : تعرف أني لا أحب قراءة التقارير .. اختصر لي محتواه

(توفيق) بعد ما أخذ نفسًا وزفره : الحملة كانت ناجحة في مجملها... تمكنا من الحصول على كل العينات المطلوبة لإجراء البحوث اللازمة لتطوير عقار لـ «داء الدم للمستثمر الذي طلبه وتم تصفية جميع العلماء المشاركين في الحملة كما كان مخططا له لكننا

واجهنا مشكلة بسيطة

(جلال) : مشكلة ماذا ؟

(توفيق) : الفرق الأمنية فقدت جميعها والفريق الذي استعاد

صندوق العينات أكدوا لنا أنهم وجدوا بعض جثثهم في مواقع

متفرقة

(جلال) نافخاً سحابة من الدخان : هل المسخ من قام بتصفيتهم ؟

(توفيق) : نعم ...

(جلال) : لا يهم .. المهم أنه لم يخرج أحد من هناك على قيد الحياة

(توفيق) : في الحقيقة .

(جلال) موجهاً نظره نحوه : ما بك؟ .. تكلم !

(توفيق) : هناك ناجية واحدة تمكنت من الوصول لموقع التجمع

وقام طاقم المروحية بإخراجها

(جلال) : ثم قاموا بتصفيتها بالطبع ... (توفيق) : لم يكن بيننا وبينهم اتفاق على ذلك .. هم مجرد مجموعة من المرتزقة يكسبون أموالهم بتهريب البضائع والبشر عبر المناطق المحظورة بأمان .. تلك كانت مهمة فرقنا الخاصة التي سافرت معهم وهم كما أخبرتك فقدوا جميعا

الغيهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن