خرج (إياد) بصحبة الشرطيين تاركا شرطيا آخر لحراسة الشقة وكان في استقباله خارجها السكان الغاضبون مما أسموه تقاعس الشرطة عن الإيقاع بالقاتل فتوقف وسطهم رافعاً كفيه للأعلى وقال بصوت مسموع للجميع :
أنا مقدر الحالة الاستياء التي تعبرون عنها ومعكم كل الحق في ذلك وأعدكم أن هذا القاتل سيقع في قبضتنا قريباً لكن هذا لن يحدث بسرعة إذا لم تتعاونوا معنارد عليه أحد المتجمهرين بغضب:
لقد تعاونا معكم وأجبنا على جميع التحقيقات والمساءلات التي
وجهت لنا دون فائدة ... الجرائم مستمرة ولم يحدث شيء !»
(إياد) : نشكر لكم تعاونكم في الماضي لكن ما أريده الآن منكم هو فقط العودة لشققكم والبقاء بها حتى ننتهي من التحقيق... رجاء!
علقت سيدة بتأفف وغضب :
هذا ما تقولونه دائماً ولا يحدث شيء سوى نسيان الموضوع بعد رحيلكم !
(إياد) وقد بدأ صبره ينفد : تجمهركم بهذا الشكل لن يزيد الا . إلا سوءًا وسيعطلنا عن القيام بعملنا على أكمل وجه لذا كرما لا أمراً عودوا لشققكم !
بدأت مجاميع السكان من الطوابق المختلفة بالتفرق وعلى وجوههم الاستياء والتجهم حتى خلا الرواق من الجميع عدا شابا وقف دون أن يتحرك محدقاً بالمحقق بوجه بدت عليه معالم
الخوف.(إياد) للشاب : لم لم ترحل ؟ .. هل تريد شيئًا ؟ (الشاب) ويداه مخبأتان تحت إبطيه ونظره للأرض أمامه : «أنا ... أنا .. أريد أن أقدم إفادة ...
(إياد) سائرا نحو المصعد في نهاية الرواق : سآخذ إفادتك عندما
أعود .. انتظرني هنا عندما مر المحقق بجانب الشاب وقبل أن يتجاوزه أمسك الشاب
بذراعه وقال بنبرة مرتعدة: «الماء ملوث..!»
توقف (إياد) عن السير والتفت إليه قائلاً باهتمام : أي ماء؟ (الشاب) وقد بدأ يرتعد : ماء الصنبور ! .. طعمه ورائحته مقيتان كالبيض الفاسد .. الماء يصيب بالمرض ! .. الماء يصيب بالمرض !
(إياد) باستغراب : عن ماذا تتحدث ؟
(الشاب) : لقد أصبت بالمرض أكثر من مرة بسببه .. لا أعرف
كيف يتحمل السكان هذا الوضع !
(إياد) : قدم شكواك لمدير البناية هذا ليس من اختصاصنا
(الشاب) يشد على لباس (إياد) وبنبرة جنونية : لقد فعلت وهو لا
يهتم ! .. يجب أن تتدخل الشرطة !(إياد) واضعاً كفه على ظهر الشاب وبنبرة مطمئنة : حسناً ... سوف آخذ إفادتك بالكامل وبالتفصيل لكن بعد ما أنتهي من
فحص الشقق الأخرى .. أين تقيم ؟
(الشاب) رافعاً ذراعه ومشيرًا بسبابته للشقة الأولى في الطابق :
أنت تقرأ
الغيهب
Fantasyأن تكون أعمى والحقيقة متجلية امامك فهذه طامة وأن تكذب تلك الحقيقة وانت لم تعايشها فهو غباء، فاليوم كل شيء ظاهر امامنا فالخيال الذي نراه في المسلسلات بالأساس حقيقة مدسوسة في سم الخيال .