بعد مضي ما يقارب العشرين ساعة في الجو وبينما كان (نجيب) يأخذ غفوته الثالثة خلال الرحلة أعلن قائد الطائرة عن استعدادهم للهبوط ليفتح عينيه بكسل ويرى (فاروق) يحدق أمامه بصمت.
(نجيب) معتدلاً في جلسته متثائباً : كم الساعة الآن؟ (فاروق) : السابعة صباحاً بتوقيتهم
(نجيب) : ألم تنم ؟
(فاروق) : تركت النوم لك ...(نجيب) مخاطباً (فاروق) خلال التفاته وراءه ليرى (آيتن) تنظر
من النافذة و (ابتسام) تقلب في حقيبتها : ما شعورك بعد وصولنا؟
(فاروق) : أنا مرهق .
(نجيب) معيداً نظره لزميله : أنت من اختار ألا يستغل هذا الوقت
الطويل في الراحة
(فاروق) : ذهني المتعب وليس جسدي
(نجيب) : هل ما زلت تفكر في موضوع (توفيق)؟
(فاروق) : لم يعد التفكير ينفع الآن .. سنعرف كل شيء حينما
نهبط
(نجیب) ضاحكاً وهو يربط حزام الأمان : وأنا سأكون أول من
يذكرك بأنك كنت واهماً هبطت الطائرة وأنهى الجميع إجراءاتهم عند منافذ العبور وبعد خروجهم وجدوا شخصاً عند مخرج صالة "القادمون» يحمل
لوحة كتب عليها :
شركة ((العقار الذهبي)) «الفريق»»
أشار (نجيب) للرجل وقال : أعتقد أن هذا الشخص ينتظرناتقدم الأربعة نحو الرجل الذي تبسم حينما انتبه لهم وقال : مرحباً بكم جميعاً .. أنا (هشام) وسأكون المسؤول عن
إيصالكم .. هل جلبتم معكم حقائب ؟
(ابتسام) : فقط ما نحمله معنا
(هشام) منادياً على رجل آخر بأخذ الحقائب موجهاً حديثه لهم :
تفضلوا معي السيارة تنتظرنا بالخارج ...
ركب الجميع سيارة كبيرة من مركبات الدفع الرباعي الفارهة تولى (هشام) قيادتها بينما جلس (فاروق) بجانبه والبقية في المقعد الخلفي وانطلقوا بها مبتعدين عن مطار العاصمة ولفت انتباههم وجود شخص آخر في الصف الثالث من المقاعد لوح لهم بكفه باسماً لكنه لم يُعرف بنفسه.
خلال الطريق تحدث (هشام) وقال : «كنت متحمساً للقائكم .. أنا سأكون المسؤول عن أمنكم وحمايتكم خلال رحلتكم والشخص في الخلف هو (قاسم) مسؤول الاتصالات في فريقنا
(قاسم) من الخلف : أهلاً بالجميع
(نجیب) : أين نحن ذاهبون؟(هشام) : لمدينة أخرى تبعد خمس ساعات من هنا .. سوف
تقيمون في فندق الليلة وغدًا صباحاً سنتوجه للمطار كي تنقل المروحية للموقع وسط الغابة وهي رحلة تستغرق قرابة الساعة
أنت تقرأ
الغيهب
Fantasíaأن تكون أعمى والحقيقة متجلية امامك فهذه طامة وأن تكذب تلك الحقيقة وانت لم تعايشها فهو غباء، فاليوم كل شيء ظاهر امامنا فالخيال الذي نراه في المسلسلات بالأساس حقيقة مدسوسة في سم الخيال .